3 ملايين طفل ألماني تحت مظلة الفقر

04 سبتمبر 2022 21:27

هوية بريس – وكالات

رغم أن ألمانيا تعدّ من أهم الاقتصادات حول العالم، إلا أن الأحداث العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، أثّرت سلبًا على الاقتصاد الألماني القائم على التصدير.

الحروب التجارية والتوتر المتزايد بين الغرب والصين، بالإضافة إلى صدمات سلاسل الإمدادات وجائحة كورونا، والحرب الروسية على أوكرانيا، لعبت دورا في ذلك.

يعيش في ألمانيا ما يقرب من 3 ملايين طفل في أسر فقيرة، تفاقمت معاناتها مع ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة ثقلها على الآباء.

في حديث لـ “الأناضول”، كشف بيرند سيجيلكو، مؤسس جمعية “أرشي” الخيرية للأطفال، أن عدد العائلات التي تتقدم بطلبات دعم للمؤسسة ترتفع بشكلٍ مطرد.

الجمعية تدعم آلاف الأسر الفقيرة وأطفالهم في ألمانيا، حيث تساعد في تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال، كما تقدم وجبات ساخنة ومطبوخة، إضافة إلى الدعم التعليمي.

وقال سيجيلكو إن “الكثير من العائلات تأتي إلى الجمعية طلبًا للدعم”، معربًا عن أسفه إزاء “تخاذل الحكومة وعدم فعلها ما يكفي لمعالجة المشكلة”.

وأضاف: “يتعيّن على السلطات التحرك فورًا، وعدم الانتظار إلى العام المقبل، لكن يبدو أنه لا أحد سيفعل شيئًا حتى يموت أحد الأطفال في ألمانيا من الجوع”.

وأشار إلى عدم وجود دعم كاف للفقراء في ألمانيا، مضيفًا أن “بنوك الطعام لم تعد تقبل المزيد من الناس”.

* تداعيات ارتفاع أسعار الطاقة
تسابق ألمانيا الزمن لملء صهاريج الغاز في وقت مناسب للشتاء، بعد أن قلّصت روسيا بشكلٍ كبير التدفقات عبر خط “نورد ستريم” الرئيسي، ما أدّى لارتفاع الأسعار، وتفاقم أسوأ أزمة للطاقة في أوروبا منذ عقود، نتيجة للحرب الروسية على أوكرانيا وما تبعها من عقوبات دولية على روسيا.

وفي هذا السياق، لفت سيجيلكو إلى أن “التضخم وارتفاع أسعار الطاقة يجعلان من الصعب على العائلات تحمّل الاحتياجات الأساسية”.

وتوقّع أن يزداد عدد العائلات التي ستطلب مساعدة جمعيته “من أجل دعم أطفالهم وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم”.

واعتبر أن تردّي الأوضاع الاقتصادية للعائلات لا سيّما الفقيرة منها بدأ منذ الربيع الماضي، حيث تواصل أسعار السلع والخدمات الارتفاع.

وتابع: “منذ ذلك الحين، لم تتمكن العديد من العائلات من التعامل مع الأوضاع، كثير منهم يعملون بأجور منخفضة، الأغنياء يزدادون ثراءً والفقراء يصبحون أكثر فقرًا”.

* “برنامج الدولة لا يكفي”
تحدث سيجيلكو عن محاولات العديد من الأسر الفقيرة التوصل إلى سبل لخفض الإنفاق، حتى وإن حملت هذه المساعي آثارًا سلبية على الأطفال.

وأوضح للأناضول: “إذا استمرّت الأسعار بالارتفاع على هذا النحو، سيزداد عدد الأطفال الذي يذهبون إلى مدارسهم دون تناول أي وجبة إفطار”.

ووفقًا للتقديرات، سيتعيّن على الأسر في ألمانيا دفع حوالي 3500 يورو (3500 دولار) تكاليف الحصول على الغاز خلال فصل الشتاء، وهو ما يقرب من 3 أضعاف ما دفعته هذه الأسر خلال العام الماضي.

وعلى هذا النحو، أعرب سيجيلكو عن حاجة ألمانيا إلى “قيادة رشيدة”، مؤكدًا ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز دعم الآباء العاطلين من العمل والأسر الفقيرة والأطفال.

وقال: “أعتقد أن بلادنا تفتقر إلى القيادة، السياسيون يختبئون عندما يتعلق الأمر بقضايا مهمة، يتحدثون ولا يتصرفون”.

وأضاف “آمل أن يروا أن لدينا مشكلة فقر بين الأطفال في هذا البلد، وأن عدد الأطفال المتضررين آخذ في الازدياد”.

وختم سيجيلكو حديثه لـ”الأناضول” بالتشديد على أن “برنامج الدولة لدعم الآباء العاطلين من العمل والأسر الفقيرة لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية”.

وطالب بتنفيذ “إجراءات أكثر جدية” بينها الإعفاء من ضريبة القيمة المضافة على المواد الغذائية لمدة ستة أشهر على الأقل.

يشار إلى أن التضخم في ألمانيا بلغ 7.9 بالمئة في مايو/آيار الماضي، ثم تباطأ إلى حدٍّ ما مسجّلًا 7.6 بالمئة في يونيو/حزيران الماضي.

وفي يوليوز الماضي، بلغ معدّل التضخم في ألمانيا 7.5 بالمئة، ويقول محلّلون إنه قد يصل في الأشهر المقبلة إلى أعلى مستوى له في 70 عامًا، ويسجل ارتفاعًا بنسبة 10 بالمئة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M