تشابهت قلوبهم!!!

25 مارس 2014 00:11
تشابهت قلوبهم!!!

تشابهت قلوبهم!!!

مسرور المراكشي

هوية بريس – الإثنين 24 مارس 2014

لقد كثرت تصريحات الوزير الأول في الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال، وفي نفس الوقت كثرت معها عثراته المستفزة للجزائريين. قد نتفهم بعض خرجاته بصفته يدافع عن برنامج حكومي، لكن الذي أثارني في تصريحه هو نعته للربيع الديمقراطي الذي هز عدة أنظمة كنا نظنها عصية على التغير، حيث وصف هذه الثورات بـ”الحشرة” نعم هكذا دون استحياء من دماء الشهداء التي سالت أنهارا من أجل الكرامة المهدورة.

إنه عار أن ينتمي هذا الشخص لبلد قدم أزيد من مليون شهيد طلبا للحرية والكرامة، ولم يكتفي بنعت الثوار بالحشرة بل وضح طريق التعامل معها وذلك باستعمال المبيدات السامة وغلق الأبواب دونها، في الحقيقة لقد تشابهت قلوب الطواغيت في الماضي والحاضر، فها هو الطاغية بشار يستعمل الكيماوي لإبادة الشعب السوري المنتفض ضد حكم آلـ “الأسد” ، حيث اعتبر هذا الطاغية الثوار مجرد عصابة من “الإرهابيين” القتلة يجب إبادتهم على الفور دون محاكمة. كما اعتبر “الزعيم “الهالك معمر القذافي الثوار مجرد”فئران وجرذان” يجب سحقهم وأمر كتائبه بتنفيذ إعدامات ميدانية لكل من خرج ضد حكمه ، كما اعتبر طاغية مصر الجنرال “سوسو” الثوار مجرد مجموعات “إرهابية” سيقضي عليهم ويخلص الجيران دولة ـ”بني صهيون الشقيقة “ـ من شرهم.

 عجبا من أمر هؤلاء الفراعنة ألا يتعظون بمن سبقهم؟ وما مصير القذافي عنهم ببعيد، ألم يقتل شر قتله اللهم لشاماته، فعلا إن بعض الحكام صم بكم عمي، فما اجتمعت هذه الصفات “النبيلة” في قائد إلا وقاد شعبه إلى الهلاك، إن الوزير الأول الجزائري عندما تحدى الشعب الجزائري وتهكم على جزء منه، واعتبر أمر الثورات المطالبة بالتغير والحرية مجرد “حشرة” سيسحقها سيادته، إنهم فعلا حكام لهم آذان لا يسمعون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، لقد أطلق الشاعر التونسي الثوري أبو القاسم الشابي قصيدته المشهورة” إذا الشعب يوما أراد الحياة..”، هل تعتقدون أن الوزير الجزائري سمعها؟ لكنني متأكد أن شعب تونس استوعبها فكانت الشرارة المباركة من هذا البلد الصغير في جغرافيته الكبير في عزمه، إن الربيع الديمقراطي سيواصل بإذن الله زحفه ودكه لحصون المستبدين القابعين وراء دبابات العسكر، يومها لن تجدي التصريحات العنترية كـ”الجرذان، فئران أو الحشرة.. “، إن ما يحدث الآن في سوريا ومصر من اضطهاد وقتل لثوار، والعالم يشاهد هذا الظلم الكبير دون حراك، هذا دليل واضح على تآمر الظالمين وتوحدهم خلف حكام لم يتبقى لهم من شرعية السلطة سوى دبابة وأسلحة أصابها الصدأ.

 لقد استطاعت للأسف بعض الدول العربية الغنية عرقلة الربيع الديمقراطي، لكن هذا لن يدوم طويلا لأن الشعوب أرادت الحياة، فحتما سيستجيب “العسكر” إنشاء الله، وهذه الدول فقط تحاول مرعوبة تأخير المد الثوري وحماية مصالحها، لقد كانت لها فرصة تاريخية لتصالح مع شعوبها، وإعادة الاعتبار لقيم الحرية والكرامة والعدالة، لكن ومع الأسف كان التعامل بانتهازية ونظرة ضيقة غير متسامحة، مع مطالب جد مشروعة، فبدل التفهم والتعاطي بروح إيجابية مع مطالب الشعوب المنتفضة، بدئنا نسمع تصريحات عفي عنها الزمن كـ” الجرذان والفئران والحشرات والكلاب..”، إن هذا القاموس “المتسامح” لم يعد يرهب أحدا، إن التواضع من شيم العظماء الذين حكموا شعوبهم بالحب، لكن المتكبرين الذين يحتقرون الشعوب ، فهم على سنة سيدهم “إبليس” اللعين حيث تكبر ولم يسجد لآدم عليه السلام بدعوى أنه خير منه إنه منطق الاستعلاء، ولقد شايعه فرعون في فعله حيث احتقر موسى عليه السلام واعتبر نفسه خيرا منه غرورا، فكيف كانت عاقبته؟ لكن خير المتواضعين النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم، فليرجع الحكام إلى سيرته ويستفيدوا من تعامله في كل الأحوال، وخاصة عندما دخل مكة المكرمة منتصرا حيث ظن أهلها من قريش، أنه عليه السلام سينتقم لكنه عفي عنهم ولم يهنهم، أما صاحبنا سلال فقد نعت الشعوب بـ”الحشرة” وابالمعطي أش ظهر ليك فهذ بنادم؟ اسمع يا ولدي الحماق ره قريب الله يرد بيه أو يحفظنا من التسطيه.

[email protected]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M