الشيخ حماد القباج.. يبين «معالم ترشيد التدين» في ندوة بالرباط

15 أبريل 2014 23:21
الشيخ حماد القباج.. يبين «معالم ترشيد التدين» في ندوة بالرباط

الشيخ حماد القباج.. يبين «معالم ترشيد التدين» في ندوة بالرباط

هوية بريس – عبد الرحيم بلشقار

الثلاثاء 15 أبريل 2014

اعتبر الشيخ حماد القباج في مداخلته بالندوة التي نظمتها الحركة أول أمس الأحد، وتحدث فيها عن معالم شرعية في ترشيد التدين، أن إشكالية عدم التدين الصحيح لا تقل شأنا عن عدم التدين أصلا، كما أن محاصرة تصحيح التدين التي يقوم بها التوجه المعارض للدين هو محاصرة للتدين ذاته.

وأكد القباج أن الإسلام يدعوا إلى الاستقامة على الدين دون ميل أو انحراف ودون التماس المسالك الجانبية التي تنحرف عن الطريق، مشددا على أن الجنوح بالتدين ذات اليمين أو ذات الشمال هو في حد ذاته محاصرة لواقع التدين.

وأشار في هذا الصدد إلى عدد من الضوابط لترشيد التدين؛ أولها ضبط المرجعية باعتماد الكتاب والسنة ويتلخص في مرجعية الوحي وسلوك وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعال السلف الصالح، وثاني المعالم ضبط القصد ويتلخص في ضرورة تصحيح النيات وإخلاص التدين لوجه الله تعالى، امتثالا لقوله عز وجل: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}.

أما الضابط الثالث في ترشيد التدين حسب القباج، فهو ضبط الإطار ويلخص ذلك حسبه في ترسيخ الاتباع وتجنب الابتداع، مصداقا لقول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُل فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيله ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، مشيرا إلى أن الدين كامل مكتمل وإنما يحتاج إلى تطبيق عملي سليم، وما زاد عنه يتنافى مع التدين الراشد، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «شر الأمور محدثاتها».

واستدل القباج في هذا الصدد بقصة وقعت للإمام مالك حين سأله رجل من أين أحرم في الحج؟ فأجابه الإمام مالك من أين أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم أي من الميقات، فقال له يا إمام إني أريد أن أُحرم من القبر النبوي، فأجابه الإمام مالك إني أخشى عليك من فتنة، فرد عليه الرجل وأي فتنة إنما أزيد بضعة أمتار؛ فقال له الإمام مالك وأي فتنة أعظم من أن تزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما رابع المعالم في ترشيد التدين فهو ضبط المسار، ويتجلى ذلك في ضرورة لزوم التوسط والاعتدال حتى لا يخرج عن الطريق أو ينحرف عنه ذات يمين أو شمال، مشيرا إلى أن كثيرا من المتدينين يعتقدون أنهم على منهج الوسطية والاعتدال بينما يتنافى مع التدين الراشد المتمثل في هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وخامس معالم ترشيد التدين اعتماد المخالطة الإيجابية، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم»، ومن التطبيقات المهمة لهذا المعلم تقديم الخدمات المجتمعية التي تسهم وتحفز لوضعية البلد والمجتمع وتعزز الوطنية بالشكل الشرعي الذي يتمثل في التكامل والتعاون بين أفراد الوطن الواحد، وأيضا الاهتمام بالشأن العام من خلال مؤسسات الدولة وتعزيز ذلك كله من صميم التدين.

في حين يتحدد المعلم السادس في ترشيد التدين حسب الشيخ حماد القباج، في عدم الغرور بالاجتهاد في العبادة والتعبد، مشيرا إلى أن الإسلام لم يربط نجاة الفرد في تدينه على اعتبار أن النجاة تكون بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر، وليس بالخلاص الفردي فقط، حسب قوله.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M