أهم دلالات نتائج الانتخابات الجزائرية

21 أبريل 2014 20:03
أهم دلالات نتائج الانتخابات الجزائرية

أهم دلالات نتائج الانتخابات الجزائرية

هوية بريس – مركز التأصيل

الإثنين 21 أبريل 2014

يبدو أن الربيع العربي لم يكن كاملا وكافيا لمواجهة وتبديل خريف دام أكثر من ستة عقود في الدول العربية، وأن التغيير للأفضل والأحسن يحتاج إلى أكثر من انتفاضة شعبية أو ثورة غير مكتملة.

يقال هذا الكلام بعد ثلاث سنوات من انطلاق موجة الثورات العربية، التي لم تؤت أكلها المرجوة منها في أي بلد عربي، بدءا من تونس التي لم تكتمل فيها عملية التغيير المطلوبة بعد انقضاض الأحزاب العلمانية على نتائج الانتخابات التي جاءت بحكومة يتزعمها حزب إسلامي، وصولا إلى مصر التي أُجهضت فيها أول عملية ديمقراطية تشهدها البلاد منذ عقود، ناهيك عن الدم الذي يسيل غزيرا في ثورة الشعب السوري الذي كان خاتمة الثورات العربية وأكثرها دموية.

وإذا كان من أهم أسباب عدم اكتمال ونجاح الثورات العربية تفرق وتشرذم الدول العربية، إضافة لعدم تنسيق وتوحد الرؤى للقوى الثورية، إلا أن ذلك لا يغفل دور التواطؤ الغربي على هذه الثورات ومحاولة تجبيرها بما يخدم مصالحها في المنطقة.

ونظرا لتبعات الربيع العربي الخطيرة فإن بعض الدول قد نأت بنفسها عن خوض غمار هذه التجربة، ولعل من أبرز هذه الدول الجزائر، التي لم تنس بعد تجربة التسعينات التي أرهقت البلاد والعباد، وجعلت الجميع  يفكر ألف مرة قبل أن يطلق شرارة ربيع قد ينقلب خريفا على البلاد فيما بعد.

وقد صدرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الجزائرية مساء أمس الجمعة، وأعلن وزير الداخلية “الطيب بلعيز”، فوز الرئيس المنتهية ولايته “عبد العزيز بوتفليقة” (77عاما) بولاية رئاسية رابعة رغم متاعبه الصحية.

 وقد حصل بوتفليقه على نسبة 81,53% من الأصوات في تناغم مع نتائجه في الولايات الرئاسية السابقة 2009 و2004 التي حقق فيها 85% ثم 90%.، بينما لم يحصل منافسه الأساسي “علي بن فليس” سوى على 12,18% من الأصوات والذي أعلن عن عدم اعترافه بفوز بوتفليقة مع اتهامات بوقوع عملية تزوير كبيرة للانتخابات.

وبعيدا عن حقيقة حدوث التزوير في الانتخابات، والتي يؤكد أنصار علي بن فليس على وقوعها، فإن من أهم دلالات هذه النتائج ما يلي:

1- ابتعاد الدول العربية كل البعد عن أبجديات العملية الديمقراطية، وتكريسها لظاهرة الحاكم الفرد، فالدستور فضلا عن القوانين يمكن أن يتغير بين ليلة وضحاها لصالح ترشح الزعيم الفذ ولاية جديدة، وتوليه مقاليد البلاد والعباد لسنوات جديدة.

وكما حصل هذا الأمر في سورية عند تعديل المادة الدستورية المتعلقة بالسن القانونية للرئيس ليصبح مناسبا لبشار، تم تعديل المادة الدستورية الجزائرية المتعلقة بعدد المرات المسموح بها الترشح للانتخابات الرئاسية والمقدرة بثلاث، لتصبح أربعة من أجل بوتفليقة.

2- عدم مراعاة شرط الظروف الصحية الملائمة للترشح للانتخابات الرئاسية في الدول العربية، فعلى الرغم من الوضع الصحي المتردي للرئيس المنتهية ولايته بوتفليقة، وعدم ظهوره أمام شعبه حتى في حملته الانتخابية الأخيرة إلا يوم التصويت، وخضوعه للعلاج في الخارج لفترة طويلة، بل وظهوره على كرسي متحرك في الانتخابات الرئاسية، إلا أنه أصر على الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فكيف يمكن لمثله أن يقوم بأعباء هذه الولاية؟؟!!

3- “بغض النظر عن اتهامات التزوير” فإن نتائج الانتخابات الجزائرية أظهرت بوضوح خوف الشعوب العربية من حالة عدم الاستقرار الأمني التي خلفتها الثورات العربية في كل من سورية وليبيا وغيرها، وأنها تؤثر الأمن والاستقرار على الاستبداد.

4- عدم اكتمال نضوج الحركات والأحزاب الإسلامية سياسيا، وعدم قدرتها على الوصول إلى مناصب قيادية دون مواجهة مباشرة مع التيارات العلمانية والليبرالية الموالية للغرب، وخاصة في دول الربيع العربي التي لم تنجح فيها التيارات الإسلامية من قيادة المرحلة الجديدة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M