الموت يمشي على أربع عجلات بصنهاجة الريف (أزمة حوادث السير)

05 مايو 2014 23:09
الموت يمشي على أربع عجلات بصنهاجة الريف (أزمة حوادث السير)

الموت يمشي على أربع عجلات بصنهاجة الريف (أزمة حوادث السير)
حادثة انقلاب شاحنة – أرشيف

هوية بريس – إلياس أعراب

الإثنين 05 ماي 2014

منذ نهاية سنة 2013 إلى حدود تاريخنا هذا، سقط ما يزيد عن 10 ضحايا على اثر حوادث سير خطيرة بمنعرجات منطقة صنهاجة اسراير، وبالنظر إلى المدة الزمنية القصيرة التي تفصل بين الحوادث فهذا الرقم جد مرتفع.

فبعد حادثة بني احمد اموكزان والتي قضى على إثرها ثلاثة أشخاص واقعد أخر، لم تتوقف الحوادث وتفي بعد ذلك 6 أشخاص بقبيلة زرقت وأصيب آخرون، ثم وقعت بعد ذلك حادثة ببني بشير ولحسن الحظ لم تسفر عن ضحايا، ليسقط بعد ذلك شخص أخر ببني بونصار ثم تاغزوت وصولا إلى أخر حادثة الأسبوع المنصرم ببني احمد والتي راحت ضحيتها سيدة وأصيب طفل بجروح.

وإضافة إلى ذلك فقد حدثت عدة حوادث متفرقة على مدار السنين بهذه المناطق، وأغلبها تكون نسخة طبق الأصل، وكأننا أمام إعادة لقطة سينمائية، فلا يوجد اختلاف إلا في عدد الضحايا.

وللوقوف على مسببات هذه الحوادث أو التقرب من فهمها، لا بد أن نبحث عن القواسم المشتركة بينها، وكما قلت سابقا فالأمر يبدو وكأنه إعادة لنفس الحادثة، وأولى هذه القواسم طبيعة السيارة التي غالبا ما تكون من نوع مرسديس 207 التي تستعمل في النقل السري بكثرة بهذه المناطق نظرا لغياب أي وسيلة نقل أخرى، وغالبا ما تكون السيارة متجاوزة حمولتها القانونية، حيث يتم تكديس الركاب بها كما هو الشأن بحادثة زرقت التي كان على مثن السيارة حوالي 30 شخصا بينما العدد القانوني المسموح به لا يتعدى 8 أشخاص، زد على ذلك الحالة الميكانيكية المزرية لأغلب السيارات.

ومن النادر أيضا أن نسمع بهذه المناطق عن حادث اصطدام سيارتين، فجميع الحوادث تكون ناتجة عن انزلاق السيارة في احد المنعرجات وفقدان السائق سيطرته عليها، خاصة وان صنهاجة اسراير هي منطقة جبلية كثيرة المنعرجات الخطيرة، يضاف إليها الحالة الكارثية لأغلب الطرقات التي تربط الجماعات والمداشر فيما بينها، وهي في الغالب طرق غير معبدة شيدت بسواعد السكان في غياب تام للدولة.

كما أنه لا يمكن إغفال عامل السرعة المفرطة حيث أن بعض السائقين سامحهم الله يعتبرون أنفسهم محترفين في القيادة ولا ترهبهم المنعرجات فتراهم يتسابقون وهذا الأمر شاهدت مرارا وتكرارا بنفسي، وفي كل مرة أكون مجبرا فيها على التنقل من بني احمد لتاركيست أو تاونات اضطر لمطالبة السائق بخفض السرعة.

إن تكرار هذه الحوادث بنفس الطريقة، ولنفس الأسباب التي ذكرناها، ليضعنا أمام إشكالية كبيرة وجب على المسؤولين إعطاءها أهمية قصوى، فكما قلنا المنطقة معروفة بمنعرجاتها الخطيرة التي تشكل نقطة سوداء ولهذا وجب على الدولة الإسراع في إصلاح وتعبيد الطرق الفرعية التي تربط المداشر بالطريق الوطنية رقم:8 وطريق الوحدة، ومن الواجب أيضا وبطريقة مستعجلة العمل على تقنين النقل السري بهذه المناطق وإيجاد حل واقعي لهذا المشكل الذي يمكن اعتباره السبب الرئيسي في سقوط الضحايا، كما أن حل هذه الاشكالية سيعفي السائق من الابتزاز المتكرر التي يتعرض له على أيدي بعض رجال الدرك الملكي، فعلى طول الطريق يكون السائق مجبرا على تسليم ضريبة قدرها 20 درهم، وهذا الأمر لم يعد سرا بعدما نجح قناص تاركيست في فضحه عبر فيديوهاته التي سجلها سنة 2007. وكذلك فإن وضع إطار قانوني للنقل بالمنطقة سيحد من ظاهرة تكديس المسافرين في سيارة واحدة.

إن الوقت قد حان لتعمل الدولة على إعادة الاعتبار لمنطقة صنهاجة اسراير التي رفعت عنها يدها منذ زمن طويل، فحتى الطريق الوطنية رقم:8 التي استبشر السكان خيرا ببداية انجازها، لا زالت لم تفتتح بشكل رسمي رغم مرور أكثر من 14 سنة على بداية الأشغال بها. وان كنا ننادي في كل مرة برفع التهميش عن المنطقة ونحاول أن نبرز تجلياته وكذلك مقومات المنطقة فإننا نعتبر اليوم أن صنهاجة الريف لم تعد بلد الكيف فقط، ونجدد دعوتنا في أن تتخذ الدولة سياسة تنموية بالمنطقة وتتخلى عن سياستها الأمنية التي لا تزيد إلا في استفحال الظواهر السلبية التي تتفاقم مع مرور الوقت والتي حتما سيصعب حلها كلما تأخرنا في ذلك.

وفي الختام ندعو الله أن يشمل جميع ضحايا حوادث السير بالمنطقة والمغرب عامة بعفوه ورحمته وندعو أن يرزق ذويهم الصبر والسلوان، في انتظار أن تنزع الدولة عنها العباءة الأمنية وإعطاء أولية لفك العزلة عن منطقتنا وتنميتها.

https://www.facebook.com/aarabilias

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M