الإسلام حل لكل أزمات ومشاكل العالم‎

09 مايو 2014 19:02
الإسلام حل لكل أزمات ومشاكل العالم‎

الإسلام حل لكل أزمات ومشاكل العالم‎

بوجمعة حدوش

هوية بريس – الجمعة 09 ماي 2014

يعيش العالم اليوم في حيرة من أمره، لا يكاد يخرج من أزمة حتى يسقط في أخرى، وتتنوع عليه الأزمات وتتجدد، فما يكاد يخرج من أزمة اقتصادية وقد أربكت حساباته وبعثرت أوراق تطلعاته، ومَنِيَ بها بشتى أنواع الهزائم والخسائر، وأذاقته ألوان المرارة في بنوكه الدولية حتى يجد نفسه قد عصفت به أزمة أشد من الأولى وأهول؛

وإذ هو يتخبط في أزمات الاقتصاد، حتى يتعثر في أزمات السياسة؛ فانقلابات في دول وثورات في أخرى، وحروب لا يُعرف قائدها من مَقودها من واقد نيرانها، واحتلالات لدول من أجل ثروات بلادها، ونزاعات بين كل دولة وجارتها، وتقسيم لدول على أساس العرق أو اللون أو الدين، وقتل وإبادة طائفية يُهلك فيها الضعيف ويَطغى فيها من امتلأت قلوبهم حقدا وحسدا دفينا منذ قرون.

ومع هذه الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يتخبط فيها العالم ولم يجد لها حلولا بعد، إذا به يسقط في أزمة أخرى أشد وقعا على أصحاب الفطر السليمة وأهون على أصحاب الجشع والطمع، وهي الأزمات الأخلاقية، فكثُرت بذلك التحرشات وازدادت نسبة المراهقات الحاملات، وتضاعف عدد الأجنة المتخلى عنهم في القمامات أو المراكز المختصة برعايتهم، وظُلمت المرأة من حيث يُظن أنه يُحسن إليها ويُقدم إليها حقوقها على تاج من ذهب، فأُخرجت خارج حصنها الحصين لتنافس الرجل في ما لا طاقت لها به، فضاعت المرأة بين أنياب الذئاب، وضاع المجتمع بضياعها.

فأصبح العالم من خلال هذه الأزمات والمشاكل يهذي كالسكران، ويتكلم بلا وعي كالمجنون، فقد عقله، فقد وعيه، فقد أحاسيسه، تتقاذفه الأزمات من كل حدب وصوب، يجري ويفر ولا يعلم ممن يفر وإلى من يفر، يشرئب عنقه إلى الدول المتزعمة للركب أمامه، إلى الدول التي تقود العالم، هل لها من حلول لما العالم فيه من مشاكل!؟ فلا يرى تلك الدول إلا وهي شاخصة أبصارها من هول ماهي فيه، فلا تملك هي حلولا لمشاكلها -إلا سحب جيوشها وقواتها من دول احتلتها- فضلا أن تجد حلولا لدول غيرها، وينظر العالم إلى دول غربية وشرقية قد حققت قدم السبق في الصناعات والتكنولوجيا حتى وصلت بذلك إلى الفضاء، هل لها من حلول لما العالم فيه من تخبط ، فيجد أنه رغم ما تمتلكه تلك الدول من تقدم علمي في مختلف المجالات حيث أحرزت على تقدم لم يصله الأولون ولا خطر على بالهم، ومع ذلك فهم عاجزون كل العجز على أن يأتوا بما يُخرج العالم من عنق الزجاجة، فتجدها مع تطورها قد جثت على ركبها مندهشة مما العالم فيه من حيرة أمره في ما أصابه من أزمات. ويلتفت العالم وراءه إلى دول انتفضت على حكامها وثارت على أنظمتها كما زعموا، هل يجدون فيما وجدوه من حل، كحل لما العالم فيه، فيتيقن العالم أنه لو كان حلا لنفع أصحابه.

فالعالم إذن لم تنفعه الدول المتقدمة بجيوشها الجرارة وأسلحتها الفتاكة وصواريخها العابرة للقرات، ولم تنفعه الصناعات والتكنولوجيا والتطورات مع أن هذا مطلوب ولا بد منه وليس في وسع العالم التخلي عنه، كما أنه لم تنفعه قوانينه التي يشرعها وحقوقه العالمية التي يقرها وتوجهاته التي ينهجها، فقد اتجه العالم في يوم من الأيام إلى الاقتصاد الماركسي وما وجده حلا، ونهج منهج الشيوعية الاشتراكية فما نفعته، والتمس الخلاص في الرأسمالية الجشعة فما كانت خيرا مما سبقها من توجهات، واعتنق العَلمانية الطامسة للأخلاق فزادته انحدارا على انحداره.

إذن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى من ينقذه من هول ما هو فيه، العالم اليوم ينتظر مخلِّصا يخلصه من براثين الضياع، لكن من هو هذا الذي سيخلص العالم من مشاكله وأزماته المتنوعة؟ من سينبري لكي يأتي بشيء لم يخطر على بال العالم؟ الجواب والحل موجود، إنه أنت أيتها الأمة الإسلامية.

نعم الأمة الإسلامية قادرت على أن تنقذ العالم مما يتخبط فيه من مشاكل، وهذا ليس من نسج الخيال أو تصور لا أساس له من المعقول، بشرط أن تعتمد الأمة المعايير التي أعتمدها أسلافها، فالأمة تخلفت عن الركب سنين، ولم يعد يُحسب لها حساب، فليست في آخر الركب فحسب، بل لم يعد لها وجود كشرع رباني يُطبق، لذلك وجب أن تنبعث الأمة من جديد، وتستطيع ذلك.

فالأمة في أول أمرها لم تكن شيء، ثم كانت دولة، ثم قادت الدول والإمبراطوريات، فقد كانت إمبراطوريات الروم والفرس من أقوى الإمبراطوريات وهي المتزعمة للعالم، وفي مدة لا تساوي في حساب الزمن شيء استطاعت الدولة الإسلامية أن تقود العالم برفق ورحمة لم يَعرف لها العالم مثيل، ذلك بشيء واحد وهو أنها اعتمدت النهج الرباني الذي ابتغاه الله سبحانه وتعالى لها، “ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين“.

وكذلك الأمة اليوم في وسعها إنقاذ العالم من التيه الذي هو فيه بشرط أن تطبق منهاج ربها وأن تعود إلى رشدها، وبذلك تسطيع أن تجد حلول مشاكل العالم المتمثلة في السياسة والاقتصاد وفساد الأخلاق وغيرها من المشاكل، لا لأن الأمة تملك عصا سحريا لكن لأن الحل في شرع ربها.  

ولنبدأ من مشاكل الأخلاق، ولتعترف البشرية بأنه ليس هناك دين ولا منهج ولا نظام نظّر للأخلاق وأكد على امتثال الأفراد والجماعات لها كما فعل ذلك الإسلام، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة فيما يتعلق بالأخلاق إلا ونص عليه وتحدث عنه، فواجب الأمة اليوم كي تقود العالم وكي تخرجه من أزماته أن تعود إلى أخلاق الإسلام، “الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان“، فالأمة في حاجة إلى الحياء وهو بلسم يقودها إلى التخلص من مشاكل التحرشات الجنسية والاغتصابات والعلاقات الغير الشرعية التي تتسبب في أولاد الشوارع المتخلى عنهم، الأمة محتاجة إلى أن ترجع إلى أخلاق الإسلام وأن يكون مَنهج حياتها في الأسرة وفي العمل وفي أماكن اللهو المشروع الأخلاق، فبالأخلاق تعلو الأمم وبها تهوي إلى أسفل سافلين، فإذا امتثلت الأمة أخلاق الإسلام فإنها بذلك قد وجدت الحل لنصف مشاكل العالم التي كان سببها فساد الأخلاق، وكما قال الشاعر:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت — فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ولنعرِّج على أزمات الاقتصاد، وليشهد العالم كذلك، كما شهد التاريخ من قبل في عهد سيدنا يوسف عليه السلام عندما وجد الحل لمشاكل الاقتصاد في ذلك الزمان بامتثاله شرع ربه، وليشهد العالم كذلك كما يشهد خبراء الاقتصاد الغير المسلمين اليوم أن الحل لهذه الأزمات الاقتصادية هو المنهج الإسلامي، الذي يحل البيع ويحرم الربا، “الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا، وأحل الله البيع وحرّم الربا، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، يمحق الله الربا ويُربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم“، يمحق الله كل اقتصاد بُني على ربا، فلو اعتمد المنهج الإسلامي في الاقتصاد ما أصابه من أزمة قط، كما أنه لو اعتمد منهاج الزكاة لنجى من الوقوع في تلك الأزمات، لأنه منهاج دقيق يقضي على الطبقية، “كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم“.

وفي السياسة الشرعية لك يا أمة الإسلام حل للمشاكل السياسية التي يعيشها العالم اليوم، فنظام الشورى بأركانه وشروطه تستطيع به الأمة أن تعالج مشاكل الحكم في الدول الإسلامية وغيرها.

إذا يا أمة الإسلام انفضي الغبار عنك وعودي إلى منهج الإسلام كي تعودي إلى قيادة العالم من جديد، لأنك على منهاج الحق.

وفصل الخطاب أن الإسلام حل لكل مشاكل العالم، فقد جرب العالم الكثير من المناهج والتصورات، جرب الشيوعية والرأسمالية والماركسية والعَلمانية وغيرها كثير فما أفلح في أي منها، فحان الوقت كي يُجرب العالم الإسلام كما أُنزل من رب الأنام، ثم بعد ذلك يحكم عليه، هل يصلح لك زمان ومكان أم لا، والحق الحق نقول أن الإسلام ليس يَصلح لكل زمان ومكان فقط، بل يُصلح كل زمان ومكان.

لذا كان واجبا على الأمة اليوم قبل أي وقت مضى أن تعود إلى شرع الله وتطبقه بحذافيره، وأن تضغط على حكامها بشتى الوسائل بتطبيق شرع الله سبحانه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M