محاضرة «استمتع بالقرآن» للشيخ محمد زريوح في مشروع «إطار حامل لكتاب الله»

12 مايو 2014 21:46
محاضرة «استمتع بالقرآن» للشيخ محمد زريوح في مشروع «إطار حامل لكتاب الله»

محاضرة «استمتع بالقرآن» للشيخ محمد زريوح في مشروع «إطار حامل لكتاب الله»

هوية بريس – متابعة

الإثنين 12 ماي 2014

تحت عنوان: “استمتع بالقرآن“، نظم قسم المعاهد لمنظمة التجديد الطلابي فرع القنيطرة مساء يوم الإثنين الماضي، محاضرة مؤثرة للداعية محمد فريد زريوح حفظه الله بفضاء جامعة ابن طفيل، تمهيدا للانطلاقة الفعلية لـ”مشروع إطار حامل لكتاب الله”؛

وهو مشروع متميز يهدف أساسا إلى تحفيز الطلبة لحفظ القرآن الكريم وفق برنامج ومنهجية محددين، وذلك في جو من التنافس والتسابق المصحوب بالتأطير والتوجيه والمتابعة عن طريق تنظيم: محاضرات، دورات تكوينية، حلقات الحفظ والاستظهار، مسابقات… تحت إشراف نخبة من الشيوخ والأساتذة المدربين ذوي الكفاءة العالية، لتذليل كل الصعاب والعقبات التي تحول دون تحقيق الهدف المنشود ولتحيي في المشاركين روح القرب من كتاب الله العزيز.

ويهدف المشروع إلى: تعزيز الارتباط بكتاب الله تعالى، وزرع روح المثابرة والمنافسة، إضافة إلى الإسهام في تخريج طلبة حاملين لكتاب الله بالموازاة مع دبلوم الهندسة/التجارة والتسيير/الشهادة الجامعية.

وقد عرفت المحاضرة، إقبالا مهما من مختلف الكليات، وكذا من المدارس العليا. هذا وقد خيمت المستجدات والظروف الصعبة التي تعرفها الجامعة المغربية على عموم اللقاء، بحيث لم يفوت فضيلة الشيخ، في افتتاحية مداخلته، فرصة الترحم على الشهيد عبد الرحيم الحسناوي، الذي طالته أيادي الغدر والإجرام قبل أيام بجامعة ظهر المهراز بفاس، مُدينا موجة العنف التي وجدت طريقها إلى الفضاء الجامعي، ومنوها -في الوقت نفسه- بمنظمة التجديد الطلابي وبالطاقم التنظيمي وكل من يحرص على تبني الأنشطة التي تخدم مصلحة الطالب وقيم الحوار والعلم بالجامعة المغربية.

موضوع اللقاء، والذي تناول في جوهره “القرآن وسبل الاستمتاع به“، لم يكن ليطرح بمعزل عن الواقع المجتمعي والأخلاقي بالمغرب، حيث أشار فضيلة الشيخ (أبو عبيدة) في مستهل كلمته التربوية إلى “حاجتنا للعودة إلى الله في ظل كثرة الفتن وانشغالات الحياة“، قبل أن يعرج إلى التذكير بالهدف الأسمى من الوجود الإنساني والضرورة الملحة لعودة القرآن لمدرجات الجامعة وسلوكات المسلم اليومية.

كما تناول الشيخ، والذي ينحدر من مدينة الناظور، موضوع اللقاء من مقاربة تاريخية في بادئ الأمر، حيث ركز على فترة نزول الوحي وما عاناه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أجل تبليغ الرسالة، مشددا على وجوب أخد الأمر بعين الاعتبار والتدبر الكامل في كتاب الله والبحث عن السعادة في تفاصيله عوض هجره والاستسلام لانشغالات الحياة اليومية ومشقاتها، طارحا السؤال: “كيف تترك كتاب الله وقد عانى الرسول (صلى الله عليه وسلم) كل المعاناة من أجل أن يبلغك إياه لكي ينير به حياتك؟“، قبل أن يتطرق فضيلة الشيخ بعد ذلك إلى سبل العودة إلى كتاب الله، والتي لخصها في معطيات ست، كما يلي:

• أن يقرأ الشخص القرآن ويحفظه بحب، أي أن يقبل عليه مستغيثا وطامعا في أن يكون شفيعا ومدافعا عنه يوم لا ينفع المرء غير أعماله وما تقدم به إلى الخالق عز وجل.

• أن يظل الإنسان دائم التذكر للفضل العظيم لقراءة القرآن وحفظه، وأجر ذلك عند الله.

• استشعار القرآن من طرف القارئ كرسالة شخصية موجهة من الخالق عز وجل، وجب الأخذ بها وموالاتها كل الاهتمام والاستعانة بها في مواجهة الحياة: فتنها ومصاعبها.

• حسن الاستعداد عند الإقبال على كتاب الله، في لباس الشخص وفي المكان الذي يتوجه فيه إلى خالقه بالذكر الحكيم، مع أهمية الاكتفاء بأجزاء يسيرة ومعدودة، على أن يتم حسن تدبرها عند القراءة، مع الاستعانة بكتب التفسير لمقاربة الأحداث والمعاني وإدراكها.

• أهمية التركيز على الأجزاء والآيات التي يكون لها تأثير مسبق على قلب القارئ وفؤاده، وعدم الكل من تكرارها لتلمس الأثر وبلوغ الخشوع إلى الله في كل وقت.

• ضرورة قراءة القرآن وحفظه بنية العمل به، لا لمجرد القراءة فحسب، اقتداء بالسلف الصالح.

هذا واختتم فضيلة الشيخ محاور محاضرته بالتأكيد على ضرورة معالجة القلوب والتقرب إلى الله بنية صافية طمعا في رضاه جل علاه، والعمل على حسن عبادته والعودة إلى كتابه بلهفة وإقبال، وأن يكون عملنا بذلك خالصا لوجهه الكريم بنية التنافس في عبادته، لا تباهيا ولا رياء.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M