موازين.. ويستمر العبث

13 مايو 2014 12:23
موازين.. ويستمر العبث

موازين.. ويستمر العبث

ذة. لطيفة أسير

هوية بريس – الثلاثاء 13 ماي 2014

بلغ مهرجان موازين هذه السنة دورته الثالثة عشر، وفي كل سنة تتعالى صيحات التنديد من كل غيور على دينه ووطنه، بسبب ما يعرض فيه من برامج تتنافى والقيم التي يدعو لها ديننا الحنيف، والطامة الكبرى استدعاء المثليين لمثل هذه التظاهرات “الفنية”، كتكريس فعلي لهذه الأوضاع الشاذة والتشجيع عليها بدافع الحرية الشخصية.

واستمرارية المهرجان طيلة هذه السنوات إن دلت على شيء فإنما تدل على رسوخ قدم القائمين عليه، إذ إن الحكومة الحالية نفسها -حين كانت في مقعد المعارضة- كانت تطبل بلا أخلاقية المهرجان وهدره لأموالٍ الشعبُ في أمس الحاجة لها، لكن للأسف حين تقلدت مناصب السلطة لم نعد نسمع لها رِكزا.

والعامل الثاني الأساس في بقاء المهرجان، استقطابه سنويا لآلاف الشباب الذين يحجون بكل تفانٍ لتشجيع هؤلاء المدعويين. بل ويبذلون الغالي والنفيس من أجل الظفر برؤية “مُثلهم العليا” أو التقاط صور تذكارية يتباهون بها أمام زملائهم.

فَحين يناهز الحضور الجماهيري المليون شخص، فهذا دليل واضح أن مثل هذه التفاهات تجد من يُقبل عليها، وهذا حافز مهم لكل القيمين على المهرجان للاستمرار فيه، والاستهتار أكثر بمشاعر المناوئين والمعارضين له. ولا ندري بمَ سيفاجئنا ضيوف المهرجان هذه السنة بعد عُري “جيسي جي” الفاضح السنة الماضية؟

لكن السؤال الذي يظل مطروحا: ما القيمة التي ستضاف “لمغرب الثقافات” بهذه المهرجانات؟ وهل غدا العري والنهيق والشذوذ ثقافة ينتظر منها إثراء الفضاء الثقافي بالمغرب؟ أم أنها فعلا تكريس لسياسة تمييع الشباب وتضليلهم والزج بهم في متاهة البحث عن الشهرة الزائفة والمال الوفير عن طريق الخلاعة والنعيق فوق المنصات. خصوصا وأن المهرجان يتزامن مع فترة حساسة جدا بالنسبة للتلاميذ والطلبة.

وهل أضحى مغربنا محجا لكل من هب ودب في عالم الغناء شرقا وغربا، ومرتعا خصبا لتبذير الأموال، وغنيمة يتهافت عليها صعاليك الفن؟

إن أصوات التنديد لن تجد أي صدى في وقتنا الحالي، والتغيير إن لم ينطلق من ذواتنا فلا داعي لأن نحلم به في واقعنا، وأعتقد أن تجربة جمهور تطوان السنة الماضية مع شيرين عبدالوهاب خير دليل على ذلك.

فيا من تسارعون لبث مزيد من الخلاعة والمجون اتقوا الله في شباب الأمة، وانظروا وعيد الله تعالى لمن يسعى لنشر الفواحش بين المسلمين “إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة” (سورة النور؛ الآية:19).

ويا “مغرب الثقافات”… “هل أنتم منتهون”؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M