أين دورنا تجاه اللغة العربية..؟؟؟

24 مايو 2014 22:12
أين دورنا تجاه اللغة العربية

أين دورنا تجاه اللغة العربية

رضوان زريعة

هوية بريس – السبت 24 ماي 2014

اللغة العربية يا سادة هي الصلة الوثقى بين الشعوب العربية والإسلامية التي شاركت على مر العصور في ازدهار الثقافة العربية الإسلامية، فهذه اللغة هي الوفاق العربي والتضامن الإسلامي بين البلدان، لابد أن تقوم البلدان على هذا الأساس المتين، فهي لغة القرآن الكريم ولغة الثقافة العربية الإسلامية، ومن هنا تظهر الأهمية الكبرى لتدعيم مكان اللغة العربية داخل مجتمعنا المغربي على وجه الخصوص، والعربي على وجه العموم، والإسلامي على الوجه الأعم، فالعمل على نشرها وتعليمها للأجيال القادمة، أو حتى لغير الناطقين بها، يعتبر حماية للأمن الثقافي الحضاري وللأمة العربية الإسلامية.

 وهنا نؤكد على أن هذه اللغة العظيمة من اللغات السامية العريقة التي نعتز بها لكوننا نتحدث بها، فهي لغتنا الأولى والأخيرة، لغة أهل الجنة. طيلة أربعة عشر قرنا وهي لغة التعليم والتعلم في المدارس على امتداد الوطن العربي، في الجامعات، في الكتب والمجلات، نشرات الأخبار، المؤتمرات والمناظرات والخطابات، لذا فإن إتقانها استماعا وتحدثا وقراءة وكتابة، ضروري من أجل التماسك الثقافي للأمة العربية وللإبداع الفكري المتميز..

يقول ابن خلدون عن اللغة العربية: “وكانت الملكة الحاصلة للعرب من ذلك أحقّ الملكات، وأوضحها بياناً عن المقاصد” (ابن خلدون ـ المقدمة / ص. 546).

إنها لغة عظيمة يا سادة، لكن للأسف أصبحنا نرى في هذا الزمان وخصوصا مع الجيل الشبابي الصاعد انتكاسة حقيقية وتهميشا للغة العربية، حيث أصبحت عند البعض لغة تستعمل في تصنيف الطبقات ولغة محتقرة بامتياز، كل من يتحدث بها يصنف من الأميين، أو من الأشخاص التقليديين (البوجاديين).. الأغلبية من العرب أصبحوا يمقتونها ويهجرونها، نظرا لخوفهم من انتقاد الناس لهم، حيث سادت في مجتمعاتنا عبارات مهينة لكل من يتحدث بالعربية..

فمجرد تحدثك باللغة العربية، تعتبر من طرفهم أمياً ولا تجيد اللغات الأخرى..

مجرد تحدثك باللغة العربية، يعتبرونك جاهلا، وغير مثقف..

مجرد تحدثك بالعربية، مباشرة تتوجه لك كثرة الانتقادات الفارغة والإهانات..

مجرد تحدثك باللغة العربية، يعتبرونك تقليديا ولا تتماشى مع المجتمعات الحديثة..

ولم يمتنعوا في استعمال أبشع الأوصاف لمن يتحدث هذه اللغة العظيمة التي يأتي الأجانب لدراستها ولتعلمها، والتي أصبح الإقبال عليها في هذه الآونة كبيرا.

التحدث باللغة العربية ومعرفة خصائصها لا ينقص منك بل يزيد من احترامك لذاتك ويعبر عن اعتزازك بلغتك الأم، فلغتك العربية لا تطلب منك شكرا على جماليتها، بل تناشدك أن تحافظ عليها وتعطيها المكانة الحقة التي تستحق، أن تسعى جاهدا لتعلم فنونها بإخلاص وتفان، فأنت بذلك إنما تصقل شخصيتك وتنميها وتعدها لشؤون الحياة العامة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M