«الباكالوريا» رحلة نحو المستقبل

18 يونيو 2014 23:20
«الباكالوريا» رحلة نحو المستقبل

«الباكالوريا» رحلة نحو المستقبل

حمودي حمادي (كاتب موريتاني)

هوية بريس – الأربعاء 18 يونيو 2014

حلم يتجدد كل عام طموح لا نهاية له، حلم طويل لا نمل الوصول إليه رغم المحاولات الفاشلة ها هي “الباكالوريا” في حلة جديدة مع ترغبات المشاركين وتمنياتهم بنجاح فلكل واحد منهم أمل في الحصول على شهادة باكالوريا ليصل حيث أرادت له الأقدار أن يصل ويصل للهدف الأساسي في حياته.

بخطوات ثقيلة وأمال خائبة نسير نحو الحلم لا نستسلم لما نشاهده فهل سيكون هذا العام مختلف عن غيره من الأعوام وتكون هذه “الباكالوريا” لمن أتعبتهم القراءة لمن ذهبوا عن أهلهم وأحبابهم طلبا للعلم وللحصول على هذه الشهادة المرتقب فيها، أم أن الأعوام والأيام والأسابيع تتغير لكن تبقى المنهجية واحدة في اتخاذ إجراءات تصحيح “الباكالوريا”.

ليس حلمي وحدي أن أكون أحد الناجحين هذا العام، الآلاف يتقاسمون معي نفس الحلم، الآلاف قلقون كما أنا قلق، الآلاف يريدون أن لا يفشلوا كما أنا أكره الفشل، الآلاف والآلاف تحتاج أمهاتهم لنجاحهم ويحتاج البلد أكثر من أمهاتهم لذلك، فهل تتحقق هذه الأمنيات أم أن زمن تحقيق الأمنيات قد انتهى ولا شيء جديد سوى الأسئلة؟

في فجر “الباكالوريا” لا تفتقد أحدا حتى الآباء والأمهات وتارة الصبيان فالكل يبسط لك يد العون ويبتسم لك ليغير من قلقك ويشجعك لكي لا تتبخر آمالك وثقتك بنفسك، هو حلم صعب الوصول إليه تبدأ بالابتدائية ومن ثم الإعدادية ومن ثم الثانوية ثلاثة مراحل فكيف لا والقلق والخوف هدرت عمرا طويلا ووقت لا بأس به كان باستطاعتك أن تصنع فيه العجائب ولكن “تعلم فالمرء لا يولد عالما” أخذت منك وقتك لم تبخل في تحصيل العلم كما لم تبخل في الحضور للحصص وكما أن عيناك أحمرت بطول النظر وتركيز على “السبورة” لتعلم ما لم تكن تعلم.

لحظات جميلة هي لحظات “الباكالوريا” لحظة نلتقي فيها بأشخاص لم نرهم من قبل ولم تجمعنا معهم الفرصة لكن جمعتنا معهم الغاية والغاية تبرر الوسيلة كما تعلمن، أشخاص لا نعلم عنهم شيئا كما كتب لنا أن نلتقي مع أستاذة لم تتسع لنا الفرصة لمعرفتهم يبتسمون لنا يضحكون لنا نسألهم ويسألوننا وفي لحظة الامتحان تأخذك نفسك بعيدا تفكر ثم تفكر كيف هو الحل وما هي هذه الأسئلة حلمي أن أنجح ولذلك يلزمني الإجابة على هذه التساؤلات بأجوبة محتملة طالما ظننت نفسي الطالب المناسب، ولا يجب أن أدع الفرصة تضيع من بين أيدي.

أعلم أن العام المقبل سيكون نفس العام أو على شكل المضمون لكن حلمي أن أعود إلى المنزل محققا هدفي أرى بأمي عيني نتيجتي هادئ النفس مطمئنا راضيا بما كتب الله لي وساعيا إلى مرادي بما أوكلت من علم وإرادة وقوة وصبر فهل ستفتح لي الأبواب ولمن أرهقتهم الدراسة وأتعبهم العلم أم أنه نفس البلد ونفس الشهادة لكن في نسخة جديدة فقط هم من يقرر من سينجح ولست أنت وليس قلمك من يحدد من سينجح فقط وسيلة لإيصالهم هم إلى ما يريدون تحقيقه.

أخي الكريم سيادة الوزير نحن لسنا إلى طلاب أتعبتهم الدراسة ولديهم بصيص أمل في التعليم العمومي آملين النجاح وطامحين كل الطموح إلى مساعيهم لكل منا أمنية يريد تحقيقها أمنية يشترك فيها معه الأب والأم ولا نريد أن نكون عبرة لمن يعتبر لا داعي لنتحدث عن تفاصيل لأن الجميع يعلم مقتضاها.

تحقق الحلم لو لم يتحقق لن يتغير شيئا نجح من يستحق أو لم ينجح لن يتغير شيء، عندما تقف تتأمل في ما تراه عيناك من الطلاب استيقظوا باكرا لينجحوا ستعلم رغم الحديث أنه لا زال هناك طالب علم وطالبة علم كما ستعلم أنه لا زالت هناك أم وأب يتمنون لأبنائهم النجاح ويشجعونهم وكيف لا وهم يأتون ويذهبون وكأنهم هم الطلاب لا تنقصهم سوى حجرات وأسئلة ومراقبين ليبدأ الامتحان.

صحيح كما يجد طالب يستيقظ باكرا من النوم ليجد مكانته العلمية ومقعده الاجتماعي والأسري يوجد طالب لا يهمه أمر هذه البلاد حتى أنه لا يهمه أمره ليسأل عن ماهية الأب والأم في عتمة الظلام والبرد القارس واستضام بموجة التغيير الغربي ومؤثراته فهم رغم كل هذه المصائب وللأسف الشديد أدرا منا بنجاح فيوم ينجح من لا يستحق النجاح ويسقط من لا يستحق ذلك.

أحلامنا لا تنتهي وآمالنا تتجدد في كل فجر جديد مؤمنين بما نحلم لا نصنع التاريخ لكن سيذكرنا التاريخ ذات يوم أمام الجميع وعلى مدى طويل “تمنياتي بنجاح لكل المشاركين في مسابقة الباكالوريا وتحياتي لكل أم تحملت حرارة الشمس وصبرت تحت ظل الدكاكين، وتحت ظل شجيرات من أجل أن تجد ابنتها أو ولدها مراده فهنيئا لها بذلك التقدير، وأتمنى من الله العلي القدير أن ينجح كل من شارك وخط وتعب في هذه “الباكالوريا” إنه ولي ذلك والقدير.

[email protected]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M