مراء أدعياء فرنسا.. «شوفوني وأنا تنفطر رمضان»

07 يوليو 2014 16:25
مراء أدعياء فرنسا.. «شوفوني وأنا تنفطر رمضان»

مراء أدعياء فرنسا.. «شوفوني وأنا تنفطر رمضان»

نجاة حمص

هوية بريس – الإثنين 07 يوليوز 2014

من أبرز سمات أدعياء فرنسا “الفرنسيس” المفروضين على فرنسا، النباهة، سرعة البديهة والفهم العميق جدا، لدرجة أنه يضرب في أعمق نقطة في قنوات الصرف الصحي المغربي، وهي صفات مكنت القوم من إيجاد الحل للمشاكل التي “يتعكل” فيها المغرب والمغاربة ككل، ويكمن الحل الذي لم ينتبه له أحد في: إفطار رمضان.. وكم يكون الحل مذهلا، ناجعا وصادما إذا كان على الملا، على عينك يا تاجر.

أكيد أنه حل غفل عنه مثقفو ومتعلمو المغرب عبر العصور، بل إنه شيء لم يتبادر إلى ذهن المهدي المنجرة بذات نفسه، رحمه الله تعالى..

وفي الوقت الذي يخجل فيه السياح فرنسيو الأصل، من إفطار رمضان علنا، احتراما لمشاعر المغاربة، نجد أدعياء فرنسا “المغاربة” يتفننون في جرح تلك المشاعر، مستهزئين من الطقوس والشعائر الدينية لأزيد من 34 مليون مغربي مسلم سني، وما ذلك إلا ليبرهنوا لمن يدعون وصاله، أنهم أكثر “فرنسة” من الفرنسيين أنفسهم، ما يعد تجل واضح لما يسمى بعقدة “الأجنبي” والتي في حالتنا هذه هو: الفرنسي، وهي عقدة يمكن شرحها بكونها: الإحساس بالنقص الثقافي والحضاري المعرفي واجترار فكرة استنساخ النمط الفرنسي في العيش والتفكير والتبعية للنموذج الفرنسي بالمطلق، وضياع الهوية والاتكال بل والتطفل الثقافي على نتاج الآخرين..

وهي عقدة جاءت نتيجة الفكر الاستهلاكي دون استحضار الأبعاد الاجتماعية، الثقافية وحتى التاريخية للمجتمع، هذا إذا سلمنا أنها عقدة وليست حاجة في نفس “جاكوب”..

فمن يتتبع أخبار ونشاطات هذه الحركات، يجد نفسه أمام: “صورني شكرا” وهو شعار من يستفيد من عرض نشاطه، استفادة عينية أو مادية، فكل تحركاتهم وسكناتهم يحاولون تسجيلها وأرشفتها، ومن تم إيذاعها ونشرها، وذلك ليس من سمات من هو واثق من فعله، يفعل ما يفعله لقناعة شخصية، ورغبة ذاتية..

إن المراء الذي يتعبد به “فطارين رمضان”، صار أكثر حموضة من “الدوزيام”، فلا يكاد الهلال يعلن دخول شهر رمضان، حتى يتأبط كل فرد من أفراد تلك الحركات “خبزة”، ويقرفص أمام الملا، ليمارس حق المعارضة في أبهى صورها، بعد نصب عدسات التصوير و”التشييز”، وقد نسي المسكين أن أكثر من يتواجد في تلك الأماكن، خاصة في تلك الأوقات هو: المرفوع عنهم القلم إما بصغر سن، ذهاب عقل أو بـ”ترمضينة” مسطرة بالأحمر في قياس ريختر، وبذلك حينما يقوم بعرض معارضته، يجد نفسه في مواجهة رد فعل المستقبل لرسالته: الحجارة، السوائل الحيوية وعموم ما يعلو الثرى..

هؤلاء الأدعياء، الذين يرطنون بالفرنسية، وقد ظنوا أنهم بذاك سيصبحون فعلا فرنسيين، وهم بوهمهم ذاك كتلك المغربية السمراء، التي صبغت شعيرات رأسها بالأصفر، وصارت تصحح لكل من يناديها باسمها المجرد، أنها فلانة “الشهبة”، فالفرنسيون “أصلا” هم من وضع الفصل 222 والذي يجرم الإفطار العلني في رمضان، وهو الفصل الذي ينادي هؤلاء بحذفه احتراما للحريات الفردية، حيث إن المستعمر كان قد وضعه إبان الحماية الفرنسية سنة 1913، ليتم تعديله من بعد في عهد اليوطي، وقد كان موجها للمستعمرين بالدرجة الأولى، تجنبا لاستفزاز مشاعر السكان المغاربة، وبذلك التزم المعمر الفرنسي بالأكل والشرب في بيته، والابتعاد عن كل ما قد يشير إلى إفطاره في الأماكن العامة، من تدخين أو رفث.. وتلك أخلاق “ولاد الأصل”، “تتوحل غير مع “الدوزيام كاليتي””..

من بين المشاكل التي يعاني منها الدعي، التذبذب والخلل في تحديد المكان، فجسده بالمغرب ولكن عقله الباطن يسرح ويمرح في الشوارع الخلفية بفرنسا، ولذلك يلجا إلى أفعال يبرهن بها لليلى التي يهوى وصالها، انه الحامل لمشعل الروح الفرنسية، وكل ذلك بثمن رمزي، دراهم معدودات، شقق مفروشات، ودائع في البنك مرهونات، وحلب للسفارات الأجنبيات والجمعيات الخيريات.. المشبوهات.

إن جس نبض الشارع المغربي في كل سنة، لهو بمثابة اختبار لحلم الحليم، وهو حلم له حدود، سرعان ما سينفذ، وقد اثبت المغاربة وككل عام، ان مس كرامته ودينه أكثر خطرا من مس جيبه، فصبره على الغلاء المعيشي والشطط في توزيع الثروات اكبر من صبره على من يحاول التلاعب بأخر ما يملكه المواطن المسحوق: الكرامة.. كرامة الانتماء التي تعزيه في الويلات التي تتهاطل عليه صباح مساء، بتواصل وبغير فواصل، فالمغربي كمغربي، يرفض أن تحصر مطالبه بين البطن والفرج، فالجوع والعرى، البطالة والحاجة، القهر والفقر، لا تذهبهم الحرية الجنسية، ولا الإفطار العلني، كما أن العدالة الاجتماعية وحق المواطنة لا تحققهما “شلاقم” لشكر أمام البرلمان، ولا سيقان أحرار في المسارح المهجورة، ومن تعودت معدته على الخواء، فتقلصت فتحتها حتى صارت ترضى بأقل من القليل لا يضيره صيام شهر، فغالب عامه صيام وصبر.. فاللهم ثبت الأجر.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M