سبّ الله والدين ومنع الصلاة في مطار محمد الخامس لمعتمرين

12 يوليو 2014 16:16
سبّ الله والدين ومنع الصلاة في مطار محمد الخامس لمعتمرين

سبّ الله والدين ومنع الصلاة في مطار محمد الخامس لمعتمرين

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – السبت 12 يوليوز 2014

مساء يوم الجمعة 12 رمضان المبارك تعرض وفد للمعتمرين بمطار محمد الخامس إلى المنع من أداء صلاة المغرب، بعد تأخر الطائرة التي كانت ستقلهم على الساعة السادسة إلى ما بعد أذان المغرب؛ حيث اضطروا لصلاتها في مكانهم؛ وهو الأمر الذي أثار حفيظة أحد موظفي المطار الذي دخل معهم في مجادلة أفضت به إلى سبّ الذات الإلهية وهو ما خلق حالة من الاحتجاج بين المعتمرين الذين استغربوا موقف الموظف الذي كان عليه أن يغضب لتأخر الطائرة وإبقائهم في الانتظار قرابة ساعتين، لا أن يغضب لإقامتهم الصلاة.

فرحم الله أيام الحماية -إن جازت الرحمة- لما كان ساب الدين يقبض عليه حالا من طرف أعوان القياد والباشوات، ويودع السجن بعد أن يشنع به، وأحيانا كثيرة يضرب ويعنف، احتراما للضوابط الشرعية والتقاليد المرعية التي أثبتتها معاهدة الحماية، وحرص على تطبيقها كل المقيمين العامين.

وبعد الاستقلال لم يعد من وازع يردع تلك التصرفات التي تفاقمت وانتشرت وتنوعت إلى أن صارت تعابير عادية في الدارج من القول في الشارع والإدارات والمنازل والمؤسسات، بل وعلى أثير الإذاعة.. ولم يدرك الناس أسباب موقف الحماية من احترام المقدس إلا بعد أن عاينوا عواقب تحطيم ذلك الاحترام بعد الاستقلال، حيث امتدت التجاوزات إلى ما هو معروف من الدين بالضرورة تسفيها وتبخيسا للوصول إلى القضاء على التدين نفسه وما نتج عنه من ضوابط أخلاقية، وسلوك اجتماعي، ونظام سياسي، وذلك تطبيقا للمخططات الاستعمارية المؤسسة لغزو المغرب أواخر القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين، المتبلورة في نصيحة الأب “شارك دو فوكو”، القائلة: “لن يكون المغرب لكم -أي: للمسيحيين والفرنسيين- إلا إذا قضيتم على الإسلام به”.

وهو ما حاولت الحماية تطبيقه في قضية الفصل العنصري بين الأمازيغ والعرب، دون أن تصل إلى مبتغاها بفضل ما قام به العلماء والفقهاء في التمتين والتمكين للضوابط الشرعية والتقاليد المرعية في المجتمع عبر الجهاد المسلح ثم السياسي بعد ذلك.

إن التوجيهات الاستعمارية السالف ذكرها هو ما صارت تدندن عليه الحركات المستغربة، وعملت على التمكين لأطاريحه عبر وسائل شتى سياسة وحقوقية ومدنية وإعلامية، بعدما أعيتها المغامرات الانقلابية، فصارت لا تألوا جهدا في محاصرة لكل ما يرمز إلى القيم الإسلامية، قليلها وكثيرها من الأكل واللباس إلى العبادة والمعاملات، ناهيك عن التدبير السياسي والإصلاح الاجتماعي والانضباط الخلقي.

إن ما وقع في مطار محمد الخامس لهؤلاء المعتمرين كان حريا أن يطيح بمديره ويسائل كبار مسؤوليه لأن هذا التصرف يضرب في الصميم مقدسات الأمة، ومرتكزاتها الدستورية والهوياتية ناهيك عن الاقتصادية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M