يعرف سايكس-بيكو لكنه لا يعرف حرفاً عن «لويد جورج»

15 يوليو 2014 15:59
يعرف سايكس-بيكو لكنه لا يعرف حرفاً عن «لويد جورج»

يعرف سايكس-بيكو لكنه لا يعرف حرفاً عن «لويد جورج»

د. أحمد سالم

هوية بريس – الثلاثاء 15 يوليوز 2014

هذا هو نموذج المعرفة المتشظية الضحلة التي يثرثر على أساسها صاحبنا في كل شيء.

كلمة هنا وكلمة من هناك مع مقال حائر طائر على الإنترنت؛ استطاع أن يعرف منه اسم الرجلين (عملياً كانوا ثلاثة بس الثالث مظلوم لم يشتهر) الذين قاما باتفاقية التقسيم تلك، وعلى أساس هذه المعرفة بدأ الثرثرة على الرغم من الأمر أعمق من هذا وقطر المعلومات فيه أوسع من ذلك، فضلا عن المقدرة التحليلية الواجب توفرها قبل الثرثرة.

وهذا متكرر في شعب المعرفة كلها، فتجد من يناظر في العذر بالجهل وهو لا يحفظ عشرة أحاديث ولا يميز شروط الصلاة من أركانها.

أحدهم مرة كان يناقشني في حديث يرويه الراوي عن أشياخه، فسألته ماذا يعرف عن الإسناد الجمعي، فقال لي: لماذا الخروج عن الموضوع بأسئلة خارجية!!

طبعا رواية الراوي عن أشياخه بهذه الصيغة هذا هو نفسه الإسناد الجمعي لكن صاحبنا تعلم حرفين في علم الحديث منتزعين هكذا بلا دراسة طويلة ولا معمقة، وبالتالي أول مرة يسمع المصطلح أصلاً.

ومثله من يحفظ من أصول الفقه أن الأمر للوجوب وأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

دعك ممن يظن أنه يحسن إيراد الحجج لمجرد أنه يحسن أن يقول: أبعدت النجعة، وما هكذا تورد الإبل.

والأمثلة على هذا كثيرة، ممن يحبون الثرثرة بأمشاج منتزعة متشظية يحسبون أنها علم وأن ذمتهم تبرأ.

ملحوظة: “ديفيد لويد جورج” هو رئيس وزراء انجلترا الذي عقدت الاتفاقية في عهده، وكان قبل توليه منصبه يملك شركة محاماة وكان أحد عملائه الأساسيين: “هرتزل”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M