الخمر.. بين الاستقلال.. والاستقلاب

17 يوليو 2014 15:46
المغرب أول بلد مسلم ينظم مسابقة لـ"سقاة الخمر"

الخمر.. بين الاستقلال.. والاستقلاب

هوية بريس – طارق الحمودي

الخميس 17 يوليوز 2014

يقول الأستاذ أبو بكر القادري رحمه الله، عضو أكاديمية المملكة المغربية سابقا:

(عاش المناضلون ورجالات الكفاح الوطني في تاريخنا الحديث مبادئ السلفية في واقعهم العملي، فالتزموا بها التزاما كاملا، وكانوا دعاة لها في حركاتهم وسكناتهم)، ويقول: (…فكانت غايتنا تحقيق السيادة السياسية والتشريعية واللغوية والفكرية، ونيل الاستقلال الوطني الشامل الذي تسترجع اللأمة فيه هويتها وذاتيتها وخصوصيتها).

هكذا تكلم الأستاذ أبو بكر القادري في ندوة (الحركة السلفية في المغرب العربي) التي انعقدت في أصيلة في ثمانينات القرن الماضي، وطبعت أعمالها فيما بعد تحت رعاية الملك الحسن الثاني رحمه الله (ص13و14/مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية-أصيلة-سنة 1989).

السؤال الذي يطرح هنا.. هل فعلا تحققت آمال الحركة الوطنية؟

يجيب عن هذا الأستاذ أبو بكر نفسه في كتابه (الخمر، آفة خطيرة على المجتمع/منشورات الفرقان/سلسلة الحوار:52/الطبعة الأولى/2001) فيقول (ص31):

(إنَّ تحررَنا من الاستعمار، فُهِم لدى الكثيرين بأنه تحرر وتحلل من كل القيم والمقومات التي انبنى عليها مجتمعنا المغربي المسلم!!).

وينقل عن بعض إخوانه في المقاومة في السجن أيام الاستعمار قوله (ص32):

(إننا نطالب بالاستقلال، ونضحي ونمتحن في سبيل تحقيق هذا الاستقلال، ويظهر أن بعض الناس فهموا من الاستقلال معنى معكوسا، فهو استقلاب في نظرهم لا استقلال!!!، وإلا فما معنى ارتكابهم لبعض الخطايا؟ وذكر منها تبرج الجاهلية الذي انتشر بين الأوساط النسوية، والذي يضر بالأخلاق، ويتنافى مع حقيقة الإسلام، هل إن كفاحنا ليتحرر الناس من كل ارتباط خلقي أو ديني؟!)

فتأمل كيف يستنكر أبناء الحركة الوطنية المغربية تبرج النساء الحادث بعد الاستقلال…!

ويضرب أبو بكر القادري لهذا مثالا آخر عن بعض الإخوة المسؤولين كما يصفه فيقول (ص31): (لقد حكى لي بعض الإخوة المسؤولين في الإدارة المغربية منذ مدة تزيد على العشر سنوات، أن قرية من القرى المغربية كانت تصلها في فترة الحماية شاحنة واحدة محملة خمرا في الأسبوع…!،ومن المعلوم أنه كان يوجد إذ ذاك كثير من الموظفين الفرنسيين مدنيين وعسكريين يتعاطونها حسب تقاليدهم وعوائدهم، ولكن هذا القدر تضاعف بعد الاستقلال لدرجة لم تكن في الحسبان، فأصبح يصل إلى القرية المذكورة شاحنة محملة خمرا كل يوم..!!!!! مع أنه لم يبق في القرية ولا أجنبي واحد!!!!)

ثم يعلق الأستاذ قائلا:

(لقد قيل لي هذا منذ أزيد من عشر سنوات، فكيف صارت الحال اليوم، وقد تضاعف الوباء واستشرى الداء في الحواضر والبوادي، ويفتك بالكثيرين منها صحيا واقتصاديا وخلقيا ودينيا)..

فكيف صار حالنا بعد وفاة الأستاذ أبي بكر القادري؟!

هكذا فهم بعض الناس الاستقلال، وهكذا خانت شرذمة من الانتهازيين المتفرنسين العلمانيين مشروع الحركة الوطنية السلفية، وهكذا يفعلون… فهم من يؤسس لحضارة الزنا، ومجتمع الخمر، وأمة الغناء النسائي… فانتبهوا يا شباب هذا البلد القوي في تاريخه وهويته… من قطاع الطرق هؤلاء، من بعض العلمانيين والحداثيين الذي يقصدون ويهدفون إلى طمس الهوية الإسلامية المغربية، وهتك أستار الفضيلة، وذبح القيم بسكاكين الفسق مع أنغام الغناء النسائي، على موائد الخمور!!!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M