عندما كان الإسلام مرجعية لحزب الاستقلال

18 يوليو 2014 15:36
عندما كان الإسلام مرجعية لحزب الاستقلال

عندما كان الإسلام مرجعية لحزب الاستقلال

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – الجمعة 18 يوليوز 2014

تقديم

ليس بالعهد من قِدَمٍ؛ عندما بعث الزعيم الراحل علال الفاسي برسالة لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية باسم حزب الاستقلال يستنكر إخراج شريط أمريكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مراكش، ويطالب الحكومة بإيقاف هذا العمل الذي يلصق عارا بوطننا؛

كما جاء في عناوين الصفحة الأولى من جريدة العلم بتاريخ 6 مايو 1974، مع إثبات الرسالة المشار إليها بعدما تمت الاستجابة لها فعلا ، والتي جاء الإخبار به في العدد السابق المؤرخ بـ5 مايو 1974 في الصفحة الأخيرة تحت عنوان: توقيف العمل في فلم محمد”.

وسنورد هذ الخبر لمناسبات، نكتفي منها فقط بذكر كلام صادم لنائبة برلمانية عن حزب الاستقلال تدافع عن التطبيع مع البغاء باعتبار الممارسات له عاملات في مقاولات الجنس، تسهمن في الدخل الوطني، الذي لا رائحة لمصادره، ولا أخلاق تضبطه، وإنما استهلاك وترويج وتدمير، حياة دوابية، ووحشية تداولية، لا حضارة ولا ثقافة ولا خلق ولا دين، ناسية وصية الزعيم التي اختصرها في آخر أبيات شعرية قبل وفاته، حيث يقول:

ولسوف يكمل ما بدأت أحبتي***فهم الضمان لكل خير يعتمل

(العلم:17-04-1974).

والخير المعتمل الموصى به هو الحفاظ على الإنسية المغربية في خضم التطوير والتغيير في النهوض بالبلد، وقد شهد بذلك من أبَّنه مثل الملك الراحل الحسن الثاني الذي قال:

“لقد كان سلفيا بمقدار ما كان مناضلا ومكافحا” (العلم 16-04-1974).

والأستاذ الراحل عبد الرحيم بوعبيد الذي قال:

“كان رجوعك للسلف الصالح هي الخطوات الأولى التي تمتاز بها الحركة الوطنية، إذ كانت حركة سلفية، والإضافة الأساسية لعلال الفاسي بالنسبة للسلفية كتعبير عن أصالتنا هي أنه جعل للنظرية أقداما تمشي عليها” (العلم 16-04-1974).

فهل نسي ورثةالحزب تاريخه ومواقف زعيمه؟!!

عندما كان الإسلام مرجعية لحزب الاستقلال

جاء في رسالة العلامة علال الفاسي رحمه الله لوزير الأوقاف، بخصوص الفيلم:

نص الرسالة:

“لا يخفاكم ما يقع الآن من استعداد في ضواحي مراكش لإخراج شريط يحمل اسم “محمد رسول الله”، وقد كان سلفكم المحترم السيد الحاج أحمد بركاش رفع سؤالا لعلماء المغرب وعمداء الكليات التابعة لجامعة القرويين عن حكم الله في وضع شريط تشخص فيه الصحابة أو آل البيت (علي والحسن والحسين وفاطمة الزهراء)، فأجابه الكل بأن ذلك لا يجوز شرعا ولا يصح طبعا.

ثم وقعت دراسة هذا الموضوع في عدد من المجامع العلمية كرابطة العالم الإسلامي بمكة، واتحاد المنظمات الإسلامية بها أيضا، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة، والجامعة الأزهرية، وعلماء الهند وباكستان، وغيرها من أنحاء العالم الإسلامي، وأفتى الكل بحرمة ذلك وعدم جوازه.

ومن جهة أخرى فإن حزب الاستقلال يتلقى دائما رسائل من كل التنظيمات الإسلامية تعبر عن رغبتها في تبليغ أسفها لوقوع مثل هذا الأمر في بلد إسلامي متمسك بدينه وتقاليده كالمغرب، منتظرة من حكومة صاحب الجلالة ومن جلالة الملك، إيقاف هذا العمل الذي ينظر إليه جميع المفكرين الإسلاميين كعمل مناف مع ما يقتضيه الإسلام من محافظة على حرمات الإسلام ورسوله وصحابته وآل بيته، وهم يخشون أن يفتح ذلك باب يعسر سده، حيث يتجرأ الأجانب على إصدار أشرطة تمس بالإسلام، وتشتمل على ما تشتمل عليه آلاف الكتب التي بدئ بتأليفها منذ الحرب الصليبية في العصور الوسطى، ولا تزال دعايتها المسمومة تعمل ضد الإسلام في الأوساط الأوربية والأمريكية.

لكل هذا قررت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال أن تقدم لسيادتكم استنكار حزبنا وأنصاره لمواصلة العمل في هذا الشريط الذي يضر بعواطفنا كمسلمين وكعرب وكمغاربة، راجين منكم أن ترفعوا طلبنا لجلالة الملك كي يتدخل لإيقاف هذا العمل المؤلم الذي يلصق عارا كبيرا بوطننا وشعبنا، راجين من الله أن يهديه سواء السبيل ويبقيه ذخرا لشعبه ويقر عينه بولي عهده.

وتفضلوا سيادة الوزير بقبول تحياتنا واحترامنا.

عن حزب الاستقلال علال الفاسي“.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M