هل فعلا انتصرت الحكومة

16 أبريل 2016 11:16

هوية بريس – عبد اللطيف بوكرن

هل فعلا انتصرت الحكومة؟ كيف انتصرت الحكومة؟ على من انتصرت الحكومة؟

هل انتصرت الحكومة؟

لا أعتقد أن عزيز الرباح الوزير من حزب المصباح تسائل هذه الأسئلة قبل أن يعلن نتيجة غير محسوبة، لقد جاء تصريح الرباح بعد التوقيع على محضر اجتماع فيه ثلاثة نقط أساسية وهي:

  • تعليق الانزال الوطني بالنسبة للأساتذة المتدربين

  • تشكيل لجنة موسعة لمناقشة أرضية توظيف الفوج كاملا

  • بناء على مخرجات اللجنة والاجتماع يستمر التكوين

أين هو الانتصار إذا من هذه الهزيمة؟ وقد يتهمني البعض بالقول أن الهزيمة غير واضحة، فأقول إن النقطة الأولى لا تتضمن توقيف المعركة أو إلغاءها وماهي إلا تعليق رغم أن التعليق هنا كان في غير محله حيث لا وجود لشكل نضالي أصلا والانزال لمدينة الرباط ظل كما هو وحتى البرنامج النضالي لم يفرج عنه، رغم حملة الاعتقال والمنع من السفر و وو… كما أن التوقيت الذي اتفق عليه هو يوم الخميس 14 أبريل وهذا التاريخ قد ولى.

أما النقطة الثانية فهي لا تتضمن إلا التزام الحكومة بالعمل في إطار لجنة تقنية بعيدة عن السياسة لتوظيف الفوج كاملا، وهذا ما سيظهر أحد الأمرين إما نكوص الحكومة عن تنفيذ الاتفاق وهو ما سيكون في صالح الأساتذة المتدربين ليظهر جدية الحكومة في الحوار والالتزام بأي تعهد أو اتفاق أو الالزام وهذا ما يعتبر إسقاط لمرسوم فصل التكوين عن التوظيف والذي يعتبر مبنيا على أساس اجتياز خريجي المراكز مباراة توظيف بعد اجتيازهم امتحان التخرج.

أما النقطة الثالثة فهذه في صالح الأساتذة بحيث سيبنون رجوعهم للتكوين على اساس ما يرضيهم وما يرضي مدة المقاطعة بحيث لا يمكن أن تضمن الدولة استمرار التكوين إلا بعد رضوخها لمطالب الأساتذة، وإلا فكل شيء متوقف.

كيف انتصرت الحكومة

بعد ما تبين أن الحكومة لم تنتصر يبقى هنا تساؤل مشروع هل يوجد في الحكومات التي تحترم شعبها من تقول أن الحكومة انتصرت أم كان الأولى أن يقول انتصر الشعب انتصر الوطن وهذا كان سيكون خطابا متزنا غير متزمت يوضح بجلاء الجهات التي كانت تختبئ وراء عدم التسريع بالحل فهنا يظهر أن عدد الوزراء الذين كانوا يصرون على أن يبقى الحل متعثرا ظلوا مختفين عن الأنظار إلى ظهور الحل ثم انكشفوا لأنهم لا يمكن أن يقبلوا بما خالف أهوائهم…

ومن هنا نعود لنقول هل هؤلاء كانوا يؤيدون ما لحق بالأساتذة من ضرر مادي ومعنوي؟؟؟؟؟ هل يمكن بعد كل ما تعرض له الأساتذة أن نقول انتصرت الحكومة هل تنتصر الحكومة باعتقال الأساتذة؟ هل تنتصر الحكومة بتكسير الجماجم؟ هل تنتصر الحكومة بالمنع من السفر؟ هل تنتصر الحكومة من تضييع زمن التكوين؟ هل تنتصر الحكومة خرق الدستور؟ هل تنتصر الحكومة باحتقار أبناء الشعب؟ نترك الوزير الرباح ليجيب عن هذه الأسئلة وغيرها كان أولى أن يتساءل عن قبل الشروع في  الكتابة.

لقد كان إلى أمد قريب قبل فاجعة الخميس الأسود بمدينة انزكان لا يكاد يبحث المختص عن منافس لحزب المصباح في الانتخابات ولكن هذا الملف أخرجه ليظهر على حقيقته بل وأخرج رموزه المصطنعة للعلن حتى اصبحنا نقول أن فريق كرة القدم من الدرجة الثالثة يستطيع منافسة حزب بنكيران على رئاسة الحكومة المقبلة وقد يفوز بحظوظ وافرة. هل معنى الانتصار يحقق زيادة نسبة الأصوات أم نكوصها؟؟

على من انتصرت الحكومة؟

لنفترض جدلا أن الحكومة انتصرت، لكن على من؟ وماهي الفئة التي استهدفت في النصر؟ أبعد ملف الصحراء وملف الفساد وملف باناما وملف الكهرباء وملف التقاعد وملف وملف؟؟؟…. أتحدث هنا عن ملفات الفساد التي لم يحاسب فيها ولا شخص واحد بسبب عفا الله عما سلف.

هل يحق  أن نتوجه بإقصاء ممنهج لأبناء الشعب من الفقراء المتفوقين الذين ولجوا لمراكز التكوين عن جدارة واستحقاق من بين عشرات الألاف من أبناء الشعب مثلهم؟ هل جاءت الحكومة لتنتصر لهم أم تنتصر عليهم؟ اليس هؤلاء هم من توجهوا لصناديق الاقتراع لتفوزوا بعد أن كان أهل عفا الله عما سلف ينافسوكم على المناصب؟

هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن يجيب عنها وبعد أن يجيب عنها يجب أن يتقدم باعتذار لبناء الشعب المغربي.

آخر اﻷخبار
1 comments
  1. انتصرت الحكومة لسيادة القانون وبقاء المرسومين وانتصرت على كل من أراد أن يركب هذه القضية ويسيسها

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M