حتى لا نحرم من التمتع بمواسم الصالحين؟

05 أغسطس 2014 11:13
حتى لا نحرم من التمتع بمواسم الصالحين؟

حتى لا نحرم من التمتع بمواسم الصالحين؟

د. محمد وراضي

هوية بريس – الثلاثاء 05 غشت 2014

إن سيادة مجموعة من الممارسات الدينية قبل الإسلام وبعده في مجتمعات قديمة مغلقة، لم يحل دون سيادتها أي عائق حتى في المجتمعات المفتوحة المعاصرة! ونخص بالذكر هنا مجتمعاتنا الإسلامية التي كان من المفروض أن تخضع للحديث النبوي القائل: “الإسلام يجب ما قبله“. فلا يزال الاعتقاد راسخا في النفوس “بوجود أرواح تتولى حراسة المساكن والمؤسسات، والتي يعبر عنها أحيانا بـ”أسياد المكان”.

هذا الاعتقاد يفسر لنا الإقدام على رش “الدم الإنساني والحيواني على أعتاب، أو على أسوار المباني”. إضافة إلى وضع أو تعليق تمائم على أبوابها لغاية تهدئة خواطر سكانها اللامرئيين! فيكون علينا الاستمرار والمواظبة على إرضاء السادة الذين سوف يؤذوننا إن نحن قصرنا في خدمتهم بما يستحقونه من تكريم، يتقدمه التوسل إليهم بقرابين في مناسبات مختلفة. وإن لم نعرف من ينوب عنهم جميعهم في فترة زمنية، أي من يمثلهم في شخص من يطلق عليه “مول النوبة” باللغة العامية المغربية.

وهذا يعني – ونحن نتحدث عن الحداثة والمعاصرة – أن الاعتقاد في الأرواح المؤثرة موجود في مجتمعنا العربي إلى وقتنا الراهن، حتى بات من الغريب أن يتبناه الرسميون من قادة الدول ومن وزراء فيحمونه ويولونه الاهتمام الزائد، وهذه هي الطامة الكبرى، خاصة متى انضم الوزراء والموظفون الرسميون إلى معتنقي ممارسات تتقطاع تمام التقاطع مع الدين الذي كثر الكلام عن حمايته وعن تدبير شأنه!!!

فكثيرة عندنا اليوم أحياء شعبية وراقية، يحكمها الاعتقاد السيء بوجود أماكن مسكونة بأرواح شريرة، بحيث نخشى أن ندخل في الظلام إلى مسكن مهجور دون أن نقوم بطائفة من الممارسات والطقوس التي لا تخرج في جوهرها عن طقوس السحر والرقى والتمائم! فدق مرجل بقضيب معدني أو بغيره لإحداث صوت مسموع عادة في الجنوب المغربي قصد إبعاد مسمى طائر الموت عن الدوار أو عن الحي، كلما وصل إلى آذان المواطنين ليلا صياحه! هو ممارسة لا ندري هل لا يزال العمل جار بها حتى الآن؟ أما التحذير من صب الماء الساخن أمام الأبواب أو في أي مكان من المنزل، فيحمل مدلول الخوف من إصابة جن أو زوجته أو واحد من أبنائه، بحيث إنه يسرع إلى الانتقام منا! والدخول إلى مسكن جديد يتم ببخور أو بحمل أحجبة أو برشه بماء يجري تحضيره من طرف مختص -على حد زعمه- بالتواصل مع الجن والشياطين والأرواح المؤذية! وقد نلجأ إلى مناداة صالح هالك كي يحمينا ونحن على عتبة القيام بأمر ما، دون أن نتردد في مناداته لحظة!

وما يجري عندنا في الوقت الذي نتحدث فيه عن العقل العربي كفلاسفة أو كمتفلسفين، تم استبعاده كممارسات أسطورية وهمية، عند من قاموا بدراسة هذا الموضوع، مع أن ابن خلدون في مقدمته جمع بين المعقول واللامعقول، من باب “العمران البشري”. وكأن هذا العمران مزيج من فكر خرافي ومن فكر تجريدي معقلن، ومن فكر تجريبي يتجسد في المآثر المادية التي لا تزال شاخصة فيما يعرف بالصناعة التقليدية. ومن هنا كان المهتمون بالعقل العربي عندنا يرحبون بأساطير ابن عربي الحاتمي وبتخريجاته التي تند عن المعقول لتندرج داخل حدود “مملكة اللاعقل”، في استحضار عقلاني أو اللاعقلاني للحياة الدينية السابقة للإسلام بقرون! وإلا فما الذي يعنيه أن يدعي الرجل بأن الرسول قدم له في اليقظة كتاب “فصوص الحكم”! وأمره أن يخرج به للناس كي ينتفعوا به! فكان أن نفذ الأمر النبوي دون تحريف منه أو تشويه للكتاب الذي يعتقد المخبولون أنه امتداد للوحي، أو للسنن التي تشرح وتبين ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم!!!

فـ”الشلك” القاطنون على طول الضفة الغربية من النيل الأبيض بالسودان، يعتبرون ملكهم حاكما دنيويا وروحيا في الوقت ذاته، أي إنه يجمع بين السلطة الدنيوية والروحية على حد التعبير السياسي الشائع! وتتمحور ديانتهم على عبادة رب يسمى “جوك” وعلى عبادة روح أول ملوكهم “نياكانج” وخلفائه. وعلى عبادة أرواح الأجداد الموتى، ويعتقدون أن روح “نياكانج” موجودة في كل وقت وحين داخل المعبد الكبير في “أكورا”، وتوجد معابد كثيرة له في عشرة مناطق. “وكل معبد مكون من مجموعة أكواخ لها شكل واحد مستدير… وهذه المعابد مقدسة، مما يذكرنا بقطب الأقطاب، أو خاتم الأولياء الموجودة أضرحتهم عبر التراب الوطني، إلى حد الحديث أحيانا عن صاحب القبتين! قبة له في السهب قريبة من تزنيت! وقبة له في قبيلة “إيداوتنان” مع التفسير الخرافي لهذا الظلام الذي لا تستطيع العقول الآسنة رفضه، كما سمعناه مباشرة ممن يقدسون الولي المعروف ب”سيدي علي أوتغانمين”!

ثم إن “الشلك” عباد “النياكانج” يحتفلون بحلول موسم الأمطار في كل شهر قمري! وفيه يقدم ثور أو بقرة، فيذبح الثور، أما البقرة فتضاف إلى ممتلكات “النياكانج” (= الهدايا والهبات أو الفتوح المقدمة لحراس الأضرحة كورثة الولي الهالك). والثور كقربان يذبح بسكين مقدسة. ويذبحه أحد خدام المعبد أمام باب المعبد. ويقف ملك “الشلك” بالقرب من الثور حيث يتلو الصلاة جهرا، ويطلب من “النياكانج” (= الولي المقدس) إنزال المطر، ويمسك بحربة موجهة إلى السماء! وقد شاهدت شخصيا في إحدى السنوات العجاف سكان أحد دواوير حصين ضاحية سلا الجديدة، يذبحون بقرة أمام ضريح المدعو: سيدي احميدة، طلبا للغيث! فتأكد لي أن عقيدة الشلك الوثنية مثلها مثل الديانة الطوطمية البدائية، لا تزال لها جذور في مجتمعنا الذي لا ينفك متنوروه المزعومون عن مهاجمة ما يعرف لديهم إجحافا وخطأ بالفكر الظلامي الديني! بينما هذا الفكر الحقيقي المجسد على أرض الواقع، يجري العمل به في مغرب الألفية الثالثة لميلاد السيد المسيح!

وبعد أكل الشلك للضحية -أي للقربان- يرمي خدام المعبد بالعظام وبقايا الدم في النهر، بينما يتولى من ذبحوا البقرة بالدوار المذكور، بيع لحمها للراغبين في “البركة”! وحتى إذا لم يمطروا، فإن جسدهم قد كسب -كما يدعون- مناعة من أي مرض يمكن أن يكونوا عرضة له في بقية شهور السنة وأيامها!

أما جلد الحيوان (= القربان) عند الشلك، فيصنعون منه حصيرا للنياكانج، وجزء كبير من الذرة المخزونة في المعبد، تعمل منه “مريسة”. وهي نوع من البيرة لهذه المناسبة. وفي بعض الأماكن، وقبل الاحتفال يضربون الدفوف وترقص النساء ويرقص الرجال بحرارة شديدة (الرقص الإفريقي معروف كما وصفه ابن خلدون)، ويترنحون مدحا للنياكانج! وعندنا نحن الآن أبواق توصل إلى آذان المحتفلين أغاني شعبية خادشة للمروءة! وفي نهاية الرقص والغناء عند الشلك، يكون الثور مربوطا على شجرة. ويرش ملكهم الثور بماء جلب من النهر، بعد أن يبصق في فمه ويجرحه ويطلق سراحه! فإذا اتجه صوب النهر أو المعبد، كان ذلك فألا حسنا، أما إذا وقع على جانبه الأيمن وهو يذبح كان ذلك فألا سيئا!

وفي الدوار المذكور قبله والذي لا يفصله عن وزارة الأوقاف سوى بضع كيلومترات، وفي اليوم الأخير للموسم الذي يعرف بالعادة، يتم احضار القربان الذي هو ثور أو بقرة، فيأخذ أحدهم بزمامه، ويحيط به العيساويون المستأجرون ويتجهون به إلى جهة الشمال، وهم يمارسون رقصهم المصحوب بلطم الوجوه والصدور والرؤوس! وجموع غفيرة من المواطنين يحيطون بهم من كل جهة. ثم يعودون بالقربان إلى باحة ضريح سيدي حميدة، وقبل أن يصلوا إليه، يطلقون سراحه فيتبعونه بالصياح والزغاريد ودق الطبول، لغاية ما يقف عند باب الضريح حيث يجري ذبحه وهو محاصر بجموع المحتفلين الذين قطعوا كل صلة بالعقول التي أمرنا باعتمادها أو بتفعيلها! والعيساويون يرقصون وتمتزج أيديهم بالدم المسال فيمتصونه ويلطخون به وجوههم دون أن يخطر ببال أي واحد من الحضور نهيهم دينيا عن تناول الدم المسفوح، لأنه حرام بنص قرآني معروف! إلى حد القول بأن فعل العيساويين بالقربان، يتجاوز فعل الشلك الوثنيين به!

أما الاحتفال بالحصاد (جل مواسم الصالحين عندنا تقام في الصيف بعد جمع الغلال!)، فيقوم به الشلك بعد موسم الأمطار، “فيأتون بنمر الذرة قبل إخراج الحبوب منه ويدخلونه في سقف إحدى الأكواخ في المعبد، ويقومون بنفس الطقوس التي قاموا بها في الاحتفال بإنزال الأمطار. وبعد حصد الذرة يقدم كل فرد جزءا من محصوله للنياكانج، ويخزن، وعندما تجتاحهم المجاعات، يوزعون عليهم هذه الكمية بالعدل”. وعندنا أن سدنة أضرحتنا لا يخزنون لفائدة الجماعة أي شيء، بل إنهم يأتون على ما تم لهم أخذه من هبات وأعطيات أو فتوح، ثم يطلبون المزيد! وأحيانا يدخلون في عراك محتدم بخصوص تقسيم المداخيل بينهم بالقسط! يكفي أن نقرأ في إحدى الصحف، كيف أن أحفاد صاحب الضريح الفلاني تعاركوا لأجل حصول كل واحد منهم على حقه الموروث! وحقه للتذكير، هو أموال أو عروض، يقدمها الزوار طلاب البركة، مقابل خدمة الصالح الهالك لهم! خاصة وأن الصلحاء المتوفين كخدمة للزوار، يرفضون العمل بدون مقابل!

فهل نقول: إن ما يجري عندنا من تقديس الصلحاء الأحياء والأموات، امتداد لما كان معروفا لدى الشلك خاصة، ولدى عبدة الأوثان أو لدى المشركين عامة؟ وهل ندرك كرسميين وكمثقفين، وكدعاة العصرنة، وكخصوم الرجعية، وكعلماء، كيف أن تحرير العقلية المغربية من الوهم والخرافة، مطلب شعبي جماهيري ملح؟ أم إن إصرارنا على العودة إلى عهد نوح عليه السلام، وإلى عهد ما قبله، هو بالذات مدخل مرغوب فيه رسميا وشعبيا لترسيخ النهج اللاعقلاني في التعامل مع مختلف قضايانا الاقتصاد والسياسة والمال والاجتماع والدين والأخلاق؟

فعندما دعا نوح قومه إلى نبذ الشرك، أي إلى إخلاص العبودية لله وحده، ألح سفهاؤهم على رفض التوحيد الخالص، فقالوا لمن دونهم في الفهم على حد ما يزعمون: “لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا“! وهو نفسه ما يعبر عن حال وعن لسان من يتولون تنظيم المواسم التي تقام على أضرحة المعروفين بأولياء الله الصالحين، وكأن مقابرنا عبر التراب الوطني، لا تضم غير رفات الطالحين؟ بينما الواقع يخبرنا أن الخماسي الوارد في سورة نوح، مجرد نسبة ضئيلة بالقياس إلى الأعداد الهائلة التي يتصرف معها المغاربة نفس تصرف قوم نوح وزيادة مع من ذكرت أسماؤهم في الآية قبله، والتي تؤكد كون عبادة البشر لبشر مثله شرك منهي عنه بعبارات لا لبس فيها ولا غموض! إنما ما العمل؟ ما الذي علينا فعله متى أكدنا بأن وزارة الداخلية تملك ملف جميع الأضرحة التي تقام عليها المواسم السنوية؟ وأن تنظيم موسم ما، لا يتم إلا بعد حصول منظميه على ترخيص من السلطات المحلية؟ فضلا عن كون هذه السلطات وبعض العلماء يحضرون في تلك المواسم حضور من يزعمون بأنها تدخل في إطار “الإسلام المغربي” كما يسميه البعض!!!

فالخماسي الوارد في الآية قبله – كما قال ابن عباس – يمثل آلهة وصورا كان قوم نوح يعبدونها، ثم عبدها العرب. وقيل إنها للعرب لم يعبدها غيرهم. وكانت أكبر أصنامهم وأعظمها عندهم. فلذلك خصوها بالذكر بعد قوله تعالى: “لا تذرن آلهتكم” ويكون معنى الكلام كما قال قوم نوح لأتباعهم: “لا تذرن آلهتكم” كما سيقول العرب لأولادهم وقومهم بعد ظهور الإسلام: “لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا”! وقد قدم لنا صلى الله عليه وسلم في حديث له خطر هذه المعبودات على التوحيد، بعد أن ذكرت له أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتا بالحبشة -أثناء الهجرة إليها- كنيسة تسمى مارية، فيها تصاوير. فقال صلى الله عليه وسلم: “إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله“! ونحن لدينا أضرحة، لم يكن أصحابها صالحين، وإنما هم ضلاليون مفسدون! ولدينا على ما ندعيه أدلة لا يسمح المقال بسرد ولو بعض منها! يكفي أن بناءها ورفع القباب عليها مخالفة صريحة لأمر الله وأمر نبيه! فبناتها -كما جاء في الحديث قبله- شرار الخلق. وعند مالك في “الموطأ” -ونحن نزعم أننا مالكيون- قوله صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد“!!! وكيف بهم لو اتخذوا قبور غير الأنبياء كذلك؟ بل وكيف بنا نحن وقد اتخذنا قبور الأولياء الصالحين والطالحين مساجد؟ نقصدهم كأمكنة لعبادة زائفة مشوهة محرفة منهي عنها بنصوص قطعية الثبوت والدلالة؟ نقبل الدرابيز! ونتمسح بالأعتاب! ونستغيث بمخلوق مثلنا! ونقدم القرابين! ونقرأ القرآن! وندعو لأنفسنا ولحكامنا بمناسبة إقامة تلك المواسم الظلامية التي لا يوجد ولا نص واحد في القرآن، ولا نص واحد في السنة يأمرنا بإقامتها! أو يجيز لنا حتى من باب الندب المواظبة على ما نحن فاعلوه بخصوصها!

ففي كتاب الله عز وجل نقرأ: “ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين“. وفيه قوله سبحانه: “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا“. وفيه قوله تعالى: “قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله. قل لا أتبع أهواءكم. قد ضللت إذن وما أنا من المهتدين“. وفيه قوله جلت قدرته: “قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق. ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل“.

ولما كانت دولتنا الرشيدة على بينة من كون الانحراف في الدين قد حصل، وأن العودة إلى الجاهلية من خلال خلفاء ونظائر ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، واقع لا يمكن جحده أو نفيه. لزمها أن تجدد دينها كدولة، وتجديده يمر عبر الكتاب والسنة، لا المضي على نفس النهج الذي رسمه الضلاليون في غيبة عن رقابة العلماء العاملين الذين خلت بلادنا منهم بالتدريج، حتى أصبحوا كالكبريت الأحمر! نبحث عنهم ضمن المنتمين إلى المجلس العلمي الأعلى، وضمن المنتمين إلى المجالس العلمية الجهوية، وضمن المنتمين إلى رابطة علماء المغرب! وضمن الخطباء والأئمة المقيدين بسلاسل من التعليمات الصادرة عن وزارة على رأسها مؤرخ، هويته الدينية غير مع روفة إلى حدود الساعة. فهل هو سلفي قح؟ أم هو مالكي قح؟ أم هو طرقي بودشيشي قح؟ إذ أنه لو كان سلفيا ما دعانا كآباء إلى تشجيع أبنائنا على زيارة أضرحة الصالحين، لمجرد أن بناء أضرحتهم ورفع القباب عليها واتخاذها مساجد مسكوت عنه من طرف علمائنا أو أشباه علمائنا، والحال أن كل ما يتعلق بها منهي عنه بنصوص واضحة الدلالة، خاصة وأن مالكا إمامنا مرتبط أشد ما يكون الارتباط بعمل أهل المدينة في التدين.

إنهم -وقد توفى صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم- لا يدعون إلى بناء الأضرحة والتعامل مع أصحابها الهالكين وكأنهم أحياء يرزقون، بإمكانهم النفع والضر! والعطاء والمنع أوالحرمان! يبقى أن البودشيشية التي ينتسب إليها وزيرنا في الأوقاف، لا تختلف عن بقية الطرق الصوفية التي ترفض الالتزام بالمذاهب الفقهية، وذلك لأن أي إمام من الأئمة الكبار لا يقبل عن السنة بديلا! والطرقيون وقع اختيارهم على طرق في التعبد مبتكرة أو مبتدعة! في ادعاء منهم بـأنها مثل السنة، تربط العبد بربه، وهذا منهم خطأ فادح، خاصة متى انتظرنا منهم الإجابة على هذين السؤالين الواضحين: ما الأفضل في الدين: قول الرسول وفعله وتقريره؟ أم قول وفعل وتقرير غيره فيه؟؟؟

الموقع الإلكتروني: www.islamtinking.blog.com

العنوان الإلكتروني: [email protected]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M