هل أقنع بنكيران الأمريكيات بسياسة «ثريات البيوت»؟!!

13 أغسطس 2014 18:03
هل أقنع بنكيران الأمريكيات بسياسة «ثريات البيوت»؟!!

هل أقنع بنكيران الأمريكيات بسياسة «ثريات البيوت»؟!!

معهد «بيو» يؤكد: تصاعد ظاهرة مكوث الأمهات في البيوت في أمريكا

هوية بريس – عبد الله مخلص

الأربعاء 13 غشت 2014

قامت الدنيا ولم تقعد لتصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران حين ثمن عمل المرأة داخل البيت، وكسر طابو الحديث عن دور المرأة الأصلي، وحاجة الأطفال القصوى؛ خاصة خلال السنوات الأولى؛ لحنان أمهاتهم.

فقد رمي حينها بأشنع الأوصاف، وانهالت عليه الآلة الإعلامية المسوقة لخطاب وحيد وفريد؛ وهو الخطاب اللائكي، بالتعيير والتحريض، واعتبرت خطابه رجعيا وماضويا.. لا يواكب المجتمع الحداثي الذي يطمحون الوصول إليه!

فانطلقت حينها حملة «ثريات البيوت».. سواء في الجرائد أو مواقع التواصل الاجتماعي..

وغير بعيد عن هذا الإطار؛ وفي دراسة حديثة قدم معهد بيو الأمريكي (Pew Research Center) نموذجا من الدراسات التي يقوم بها المعهد المتخصص في المسوح والاستطلاعات الاجتماعية، وتتمثل أهمية الدراسة الاجتماعية في كونها تقارب مكوث الأمهات الأمريكيات في البيوت، وتحاول أن تقدم تفسيرا لتنامي هذه الظاهرة بشكل معاكس تماما للمنحنيات التي كانت تعرفها في السابق.

وتزداد أهمية هذه الدراسة في كونها تحاول أن تختبر فاعلية العديد من العوامل التفسيرية (السن، الزواج، الدخل، الوضع الاجتماعي، مستوى التعليم، الجنسية الأصلية وأثر الهجرة) لكنها لم تجد في الأخير بدا من طرح قضية الأسرة وتربية الأبناء وأثرها في تفسير هذا الاختيار.

لا تقول الدراسة بصريح العبارة بأن قضية رعاية الأسرة وتربية الأبناء هو العامل المفسر لتنامي هذه الظاهرة، لكنها في المقابل لم تنجح في أن ترفع العوامل الأخرى إلى درجة العوامل التي تمتلك القدرة التفسيرية، ولم تستثن في الوقت ذاته عامل الوظيفية الطبيعية للمرأة، إذ اكتفت في الأخير بصياغته بطريقة لا تصدم المجتمع الأمريكي الذي لا يقبل الطعن أو التشكيك في مسار عمل المرأة خارج البيت.

وقد قدم مركز نماء للبحوث والدراسات في ورقة ترجمة لأهم المعطيات التي وردت في الدراسة، مع تنبهه إلى بعض خصوصيات أنماط العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع الأمريكي التي قد يجدها في الدراسة، والتي تتعارض مع بنية المجتمع العربي وخصائصه، ومن ذلك قضية «الأمهات العازبات»، ويقصد بهن في الدراسة النساء اللواتي أنجبن خارج مؤسسة الزواج ويحتفظن بأبنائهن، وأيضا «الأمهات المتعاشرات»، ويقصد بهن النساء اللواتي اخترن بالاتفاق العيش إلى جانب رجل أجنبي تحت سقف واحد تحت مسمى العشرة من غير عقد زواج.

وقد قدم مركز نماء للبحوث والدراسات هذه الدراسة إلى القارئ حتى يأخذ صورة عن تنامي الوعي داخل المجتمع الأمريكي الذي وصل الذروة في النمط الحداثي، بضرورة مكوث المرأة في البيت وقيامها بوظيفتها الطبيعية في رعاية الأسرة وتربية ألبناء.

نص الترجمة

بعد عقود من التراجع، تم تسجيل صعود نسبة الأمهات اللواتي اخترن المكوث في البيت، إذ ارتفعت نسبة مكوث الأمهات اللواتي لا يعملن خارج البيوت إلى 29 في المائة سنة 2012 بعد أن كانت هذه السنة لا تتجاوز 23 في المائة سنة 1999 حسب استطلاع جديد صدر عن مركز «بيو» للأبحاث لبيانات حكومية.

 هذا الارتفاع الذي لم يسجل في عشرات السنين الماضية، يمثل التحول المعاكس لمدى طويل من التراجع في مكوث الأمهات في البيوت صمد لثلاث عقود في القرن الماضي.

تعزى دورة التحول هذه إلى خليط من العوامل الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك تصاعد الهجرة وتراجع مشاركة القوة العاملة النسائية، كما تعزى أيضا إلى تأثير الأمهات العاملات على الأطفال الصغار.

لا تشمل الشريحة الواسعة من النساء الماكثات في البيوت فقط الأمهات اللواتي يصرحن بأنهم اخترن المكوث في البيوت من أجل رعاية أسرهن، ولكن تشمل أيضا الأمهات اللواتي اخترن المكوث في البيوت لأنهم غير قادرات على العثور على عمل، أو لأنهن عاطلات أو مسجلات في المدارس.

تضم الفئة العريضة من الأمهات اللواتي يمكثن في البيوت: الأمهات اللواتي تزوجن الزواج التقليدي بقصد خدمة أزواجهن، ويشكلن ثلثي الأمهات الماكثات في البيوت بما يقارب 10,3 مليون أم في سنة 2012، وبالإضافة إلى هذه المجموعة، تتشكل المجموعة الأخرى من الأمهات اللواتي يمكثن في البيوت من الأمهات العازبات أو الأمهات المتعاشرات أو الأمهات المتزوجات بأزواج لا يعلمون.

ويحتمل أن يكون للصعود أو الهبوط الاقتصادي في العقود الماضية تأثير على قرار الأمهات بالمكوث في البيت أو الذهاب إلى العمل.

ارتفعت الشريحة الواسعة من الأمهات اللواتي يمكثن في البيوت بهدف تربية أبنائهن من 2000 إلى 2004، لكن هذا الصعود توقف سنة 2005 بسبب هيمنة حالة عدم اليقين في الاقتصاد وبداية الانكماش والكساد الاقتصادي سنة 2007.

ثم استؤنف التزايد في الأرقام والفئات مع بداية 2010 وإلى غاية 2012، ليعرف مكوث الأمهات في البيوت ارتفاعا وصل إلى 29 في المائة، أي بزيادة ثلاث نقط أعلى مما كانت عليه سنة 2008 لما كان الاقتصاد في ذروة الركود.

أمهات متزوجات ثريات يمكثن في البيوت

على الرغم من أن هذه الفئة توضع عادة في دائرة التركيز الإعلامي، فإن فئة قليلة نسبيا من الأمهات المتزوجات اللواتي يمكثن في البيت (مع أزواج يعملون) يصنفن بأنهن متعلمات تعليما عاليا أو ثريات. هذه المجموعة تسمى أحيانا «الأمهات المنسحبات». بعض الباحثين يقولون بأنه من الممكن أن تكون هذه الفئة دفعت للخروج من القوة العاملة النسائية بسبب صراعات العائلة حول العمل.

في سنة 2012، تم تسجيل حوالي 370.000 أم متزوجة ماكثة في البيت (بأزواج عاملين) ممن يحملن على الأقل شهادة الماستر، ويتجاوز متوسط دخل الأسرة عندهن 75000 دولار. هذه الفئة صارت تشكل 5 في المائة من الأمهات المزوجات الماكثات في البيوت بأزواج عاملين.

حسب الإحصائيات والبيانات لسنة 2011 و2012، فإن الأمهات الثريات الماكثات في البيوت، واللواتي تتمتع أسرهن بمتوسط دخل يصل إلى حوالي 132000 دولار، هن أكبر سنا من اللأمهات المتزوجات الماكثات في البيوت بأزواج عاملين.

نصفهن يتراوح سنهن ما بين 35 و44، بينما 19 في المائة منهن فقط أقل من 35 سنة.

وكما هو الحال بالنسبة إلى جميع الأمهات المتزوجات الماكثات في البيوت، فإن ما يقرب من نصف هذه المجموعة /النخبة (53٪) لهن على الأقل طفل عمره من خمس سنوات.

تتمايز هذه الفئة من النساء عن بعضها البعض بحسب أصولها، فحوالي 7 من 10 نساء من هؤلاء من أصول أوربية (بيض)، و19 في المائة منهن أسيويات، و7 في المائة من أصول إسبانية، ولا يتعدى السود منهن 3 في المائة.

ثمة فئة متنامية من الأمهات الماكثات في البيوت (6 في المائة في 2012 مقارنة مع 1 في المائة سنة 2000) يصرحن بأنهن في البيت مع أبنائهن لأنهن لا يستطعن العثور على عمل.

مع ركود مستويات الدخل في السنوات الأخيرة بالنسبة إلى جميع الفئات، وتحديدا بالنسبة للأقل تعليما، فإن العاملات الأقل تعليما يحتمل أن يكن قمن بمقارنة بين كلفة رعاية أبنائهن وبين الدخل الذي يتلقينه، فقررن المكوث في البيت لاعتبارات اقتصادية.

 تصرح الأمهات المتزوجات الماكثات في البيوت بأنهن غير عاملات لأنهن يقمن برعاية أسرهن (85 في المائة منهن يصرحن بذلك) وتفوق هذه الحصة نسبة «الأمهات العازبات» أو «المتعاشرات» الماكثات في البيوت.

ومن خلال المقارنة، فقط 41 في المائة من «الأمهات العازبات» الماكثات في البيوت و64 في المائة من الأمهات المتعاشرات يصرحن بأنهن يمكثن في البيوت لرعاية الأسرة، ويعتبرن ذلك هو السبب الأول في اتخاذهن لقرار المكوث في البيت.

فحسب البيانات والإحصاءات المتوفرة، فإنهن يصرحن بأنهن يمكثن في البيوت إما بسبب مرضهن أو لأنهن غير قادرات على العمل أو غير قادرات على العثور على العمل أو مسجلات في المدارس.

ويمثل الصعود الذي سجل مؤخرا في عدد الأمهات الماكثات في البيوت الجانب الآخر من تراجع مشاركة القوى العاملة النسائية بعد عقود من النمو.

ويسود جدل كبير حول أسباب ذلك، لكن البيانات التي يوفرها الاستطلاع لا تشير إلى أن هذا التراجع سيؤدي إلى الغرق، كما أن أغلب الأمهات يصرحن بأنهن يحبذن العمل إما نصف الوقت أو كله.

ما الأفضل بالنسبة للأطفال؟

 استطلاعات الرأي تدعم بشكل متقدم فكرة عمل المرأة مع مرور الوقت. لما وجه المسح الاجتماعي العام السؤال سنة 1977 عما إذا كانت الأم العاملة تستطيع أن تؤسس علاقة هادئة وآمنة مع أطفالها بالمقارنة مع الأم الماكثة في البيت، فقط نصف الأمريكيين أيدوا هذا الأمر (حوالي 49 في المائة). النسبة بشكل عام ارتفعت حتى سنة 1994، إذ بلغت 70 في المائة، ثم تراجعت إلى 60 في المائة خلال العقد الموالي.

ومنذ سنة 2008، بلغت النسبة 70 في المائة وأكثر. ومع ذلك، استمر الأمريكيون في الاعتقاد بأن مكوث الأم في البيت هي أفضل بالنسبة للطفل.

ففي استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث، حوالي 60 في المائة من المستجوبين صرحوا بأن الأطفال يكونون أفضل حين تمكث الأم في البيت، وتركز اهتمامها على الأسرة وذلك بالمقارنة مع 35 في المائة ممن يرون بأن الأطفال يكونون أيضا بخير مع الأم العاملة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M