ردّ على كلام الشيخ ياسر برهامي عن مسألة إغلاق الحدود مع غزة

16 أغسطس 2014 22:26
ردا على كلام الشيخ ياسر برهامي عن مسألة إغلاق الحدود مع غزة

ردا على كلام الشيخ ياسر برهامي عن مسألة إغلاق الحدود مع غزة

هوية بريس – د. أحمد سالم

السبت 16 غشت 2014

يقول ياسر برهامي في فتواه الأخيرة عن حصار غزة: ((لابد أن نفرِّق بيْن الموالاة المكفِّرة والموالاة المحرمة، وبين ما يجوز مِن المعاملات مع الكفار، ومِن ضمن ذلك: الوفاء بالمعاهدات ولو كان فيها جور على بعض المسلمين لمصلحة عامة لباقي المسلمين كما كان في الحديبية)).

ثم يقول: ((وأما مسألة إغلاق الحدود والسماح بمرور الجرحى والمرضى والمساعدات فقط، فإنها مسألة فيها موازنات متعددة؛ فلربما كان مِن مصلحة غزة وفلسطين ألا يسمح لكل مَن أراد الخروج منها بالخروج تحت ضغط الحرب فإنه ربما تفرغ مِن معظم سكانها)).

قلت:

المطلوب من متلقي الفتوى المسكين أن يدعو لعبد الفتاح السيسي مجرم الحرب وشلته هذه نتيجة للخدمة العظيمة التي يقدمها لأهل غزة؛ إذ يمنع عنهم الغذاء والدواء ويحول دون وصول كثير من الجرحى لأماكن العلاج؛ ليبقى أهل غزة على صمودهم في وجه الاحتلال “الإسرائيلي” الغاشم.

وأن يطلب متلقي الفتوى من أهل غزة أيضاً أن يصبروا على بعض الضر الذي لحقهم من معاهدة مصر مع “إسرائيل” فهي معاهدة من جنس صلح الحديبية جائزة ولو كان فيها بعض الضرر لمصالح المسلمين الواجب كشفه، لكن لحد ما يتكشف نستحمل الحديبية معلش.

وردي هو كالتالي:

“إن كان لنا من رؤية حول هذه التصريحات فهي لمحاولة الاستفادة لأنفسنا، والنصيحة لإخواننا من هذه التجربة العجيبة في المشاركة السياسية، وآثار الانزلاق في هذه اللعبة دون ثوابت في المرجعية وبصيرة في الموازين.

قلب الله قلوب أقوام فصاروا يقبلون اليوم بما كانوا يهتفون ضده بالأمس ويعتبرونه خيانة للأمة وعمالة لأعدائها وتضييعاً لقضاياها المصيرية، بمجرد أن وصلت أحلامهم إلى السلطة إذا بهم يقدمون التنازلات عن المبادئ الراسخة والثوابت المنهجية للأعداء بلا ثمن، إلا ما يتوهمونه من أن الغرب قد يعيد النظر في موقفه من جماعتهم ليسمح لها أو ليضغط على الحكومة لتسمح لها بالوجود في اللعبة السياسية.

نرى في مثل هذه التغييرات في الموقف كيف يَحُول الله بين المرء وقلبه، فيتخبط بين الحق والباطل، وينطفئ نور البصيرة حتى ينعدم التمييز بين ما يصلح أن يقال أو يعرض، وبين ما يكون في قوله أو عرضه تعريض لإيمان الإنسان للخطر، وزلزلة لهويته وولائه وانتمائه.

فلا ترى بعد ذلك عجباً في أناس آخرين كانوا في شبابهم جنوداً في جماعات تعمل من أجل الإسلام، بل وأقسموا وبايعوا على ذلك، فلما وصلوا إلى ما رغبوا فيه من السلطان والجاه والمُلك صاروا سيوفاً مصلتةً على أمتهم ورفقاء طريقهم، بل صاروا أداة طيعة في أيدي أعداء دينهم وملتهم، وبلاءً على شعوبهم أذاقوهم سوء العذاب في سبيل تنفيذ مخططات الأعداء طالما بقوا في كراسيهم.

ولذا نرى حكمة المقولة المنسوبة للشيخ الألباني -رحمه الله-: “من السياسة ترك الانشغال بالسياسة”، يعني بأوضاعها المعروفة وموازينها المختلة وجذبها لمن ينزلق فيها في بحار الفتن، نعوذ بالله منها ما ظهر منها وما بطن.

مواقف أهل الحق نابعة دائماً من مرجعية لا تقبل التبديل ولا التحويل من الكتاب والسنة والإجماع، والميزان الذي أنزله الله كما أنزل الكتاب (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (الحديد؛ الآية:25) حتى لو غاب الحديد عنهم في فترة من الفترات لم تغب عنهم البينات الواضحة من الكتاب والميزان والسنة الثابتة من الكتاب والذكر والمنزل المحفوظ، فهذه الثوابت لا يقبل أهل الحق عنها تنازلاً ولا مساومة ولا مداهنة في طرح غيرها مهما كان حالهم قوة أو ضعفاً، تمكيناً أو استضعافاً، ومهما قبـِلَ هذه الثوابت أو رفضها أهل الأرض جميعاً أو متفرقين، ومهما خالفتها قوانين دولية أو دساتير أرضية أو مصالح قومية أو اتفاقات قانونية، فلا يقبل إلا ما قبله الشرع، وما رده فهو مردود على قائله كائناً من كان.

من هذا المنطلق نقرر أن رفض أهل الإسلام لاتفاقاتٍ مع أعداء الإسلام المغتصبين لبلاد المسلمين، والتي تقرر حقهم في أرض المسلمين وأن يعلو عليها كلمة الكفر إلى الأبد، وأن ينشأ أبناء الإسلام على أن وجودهم بهذه الصورة هو وجود حق وعدل ووعد تاريخي، وليس وجود بغي وظلم إن عجزنا عن إزالته اليوم لم نفقد عزيمتنا ولا عزيمة أبنائنا وأحفادنا عن إزالته غداً”.

كل ما بعد جملتي: “وردي هو ما يلي“؛ ليس كلامي وإنما هو منقول من مقال كتبه ياسر برهامي في عام 2007م على خلفية تصريحات نسبت لعصام العريان يؤكد فيها أن الإخوان المسلمين لو وصلوا للسلطة فسيعترفون بدولة “إسرائيل” وباتفاقية كامب ديفيد، فاتفاقية كامب ديفيد والتي تنص على اعتراف مصر بدولة “إسرائيل” (البند الثالث من المادة الثالثة) والتي أقام برهامي حرباً على العريان لأجلها وجعلها معاهدة صلح مؤبد لا تجوز بحال= صارت الآن وهي هي حجة حصار المسلمين: مثل صلح الحديبية الأصل هو الوفاء بها.

نسيت معلش هذا ليس حصارا وإنما إعانة لهم على الجهاد عشان ما يهربوش.

هذا المفتون سيورد المجادلين عنه مورد الهلاك.

يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ“.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M