ننصر إخواننا ونعلم شبابنا..

27 أغسطس 2014 16:04
ننصر إخواننا ونعلم شبابنا..

ننصر إخواننا ونعلم شبابنا..

ذ. حماد القباج

هوية بريس – الأربعاء 27 غشت 2014

لقد أعجبتني كلمة أخي الأستاذ نور الدين درواش المنشورة في (هوية بريس) بعنوان: “ننصر إخواننا.. ولا نخدع شبابنا“.

أعجبتني من حيث أنها تمثل نموذجا طيبا لما ينبغي أن يكون عليه النصح من تحري الأسلوب الحسن؛ وهو ما يساعدنا على بيان الحق وتصحيح الأخطاء وتدارك النقص..

وبناء عليه؛ أقول وبالله تعالى أستعين:

بعد الأدب والأسلوب الحسن؛ نحتاج إلى تحرير المصطلحات وضبط المفاهيم

حتى لا يظن أحد بأحد سوءا بسبب الاختلاف في مقصود كل واحد بالمصطلح

وحتى لا يلزم أحد أحدا بما لا يلزم شرعا وان كان عادة مألوفة..

أمثلة:

ما مفهوم:

الانحراف عن المنهج الصحيح؟؟

ما مفهوم التنظير للمناهج الحركية؟؟

ما هي المناهج الحركية؟؟؟

هل هي شر محض أم اجتهادات فيها المقبول والمرفوض؟

ما هو مفهوم:

يلهث وراء السياسية والحماسة؟؟

فهل السياسة والحماسة عيب مطلق؟؟

أم أن العيب هو حين تكون سببا لهجر حلق العلم ومجالس القرآن، واستبدلها بمواقع التواصل، وقنوات الأخبار، ومدونات الثُوَّار؟؟

أيها الأخ الناصح الكريم:

الاهتمام بالسياسة جزء من الدين، ومكمل للدعوة وشرط في شمولية الإصلاح الشرعي:

فلا ننكره ونهجره..

ولا نقتصر عليه ونلهث وراءه؛

بل نعطيه حقه ونضعه في مكانه من سلم الأولويات:

فالعقيدة أولا والعلم دائماً والسياسة بما يتدارك النقص والخلل ويدافع الفساد والاستبداد..

أيها الأخ البر الوفي:

إن من تمام نصحنا للشباب ان نوضح له الفرق الشرعي العلمي؛ بين سلفية وخلفية، وبين جماعة وفرقة، وبين بدعة وسنة.

فالفروق علم وبيان..

وقوامه الدليل والبرهان وليس العادات والتقاليد..، وليس من الإنصاف ولا التواضع أن لا نرى السلفية إلا فيما نحن عليه، وغيرنا خلفية وبدعة..!

أيها الأخ الطيب الكريم:

تذكر أن أمتنا قد مرت في زمان الأئمة: ابن باز وابن عثيمين والألباني -وغيرهم من أهل العلم والفضل- بأزمات وصعاب قريبة مما تعانيه أمتنا اليوم أو أشد، وكان أئمتنا ينصرون المظلوم وينتصرون له بحق، ثم يواصلون مسيرتهم الدعوية التعليمية التربوية، التي لا ينبغي أن تتوقف ولا تتأخر مهما اشتدت الأزمات وتوالت النكبات…

ونحن بحول الله على دربهم وهديهم سائرون: ننصر ونعلم، ونقول كلمة حق ونربي..

ولا نسمح لمن يريد ان يجعل من دعوتنا علمانية مغلفة، أو مبتورة لا تتكلم إلا في طلب العلم كما يحصر البعض دينهم في الذكر والدروشة..

فهذا خداع للشباب وتحريف لشمولية الدين في نفوسهم..

وتذكر أيضاً؛ أن علماءنا لم يمنعهم يوما واجب نصرة المظلوم من أن يكونوا ناصحين للشباب، ومحذرين لهم من المناهج المنحرفة؛ فكانت بذلك سبيلُ أهل السنة والجماعة متميزة عن سُبل أهل البدعة والفرقة غير ملتبسة بها…

وهو ما ينبغي أن نسير عليه:

نحذر من المناهج المنحرفة؛ كالعلمانية والطرقية والقبورية والشركية.. الخ

وننصح للجماعات الإسلامية في أخطائها ونحذر منها ونتعاون معها في صوابها؛ كما أرشدنا إلى ذلك ديننا وعلماؤنا..

لنكون وإياها جميعا من أهل السنة والجماعة ونقلص أسباب الفرقة التي شتت الأمة وأضعفتها.

أخي الكريم:

إن لب الإشكال عندك هو الخوف من اتباع العوام لجماعة الإخوان في أخطائها.. 

وقد رأيتني في مواطن عديدة بدءا بنص الاستقالة ومرورا بمقالة قول الأئمة السلفيين في الجماعة؛ أصرح باللفظ ونقلت عن اللجنة وغيرها: الجماعة لها أخطاء يجب تفاديها..

وقد ألفت فيها وفي التحذير منها كتب ومقالات..

فهل من الضروري أن أفصل وقد فصل غيري؟!

أم تكفي الإشارة كي لا أشغل عن أعمال أخرى أراها أهم لقلة القائمين عليها ومنها موضوع النصرة والتعاون الذي أعتقد أننا قصرنا فيه في مقابل إشباعنا لموضوع الرد إلى حد التخمة.. 

فما العيب إذا حققنا توازنا؛ فكان منا من يرد ويصحح الخطأ ومن يشكر الصواب وينصر المظلوم؟!

فأين المشكل؟

وأين الضرورة الشرعية التي تلجئنا للتغريد في سرب الظالمين القتلة المجرمين؛ الذين أخضعوا الجماعة لعملية تطهير عرقي لا مثيل له في تاريخ الجماعات الإسلامية؟!!

فننشر أخطاء من وضع السيف على رقبته..!

الرحمة الرحمة.. والحكمة الحكمة.. يا محبي السنة..

أخي الطيب الفاضل الكريم:

لنتدارك الشباب قبل فوات الأوان… ولنردهم ما استطعنا إلى شمولية الإسلام وعالمية الدعوة: العلم والتعليم والدعوة والتبليغ عن الله والإصلاح التربوي والأسري والتدافع الإعلامي والسياسي..، فبذلك والله تكون النصرة الحقة للأمة كافة والتمكين لها…

وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلنا وعليه فليتوكل المتوكلون.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M