أهمية المدارس الإسلامية في الدول الغربية

06 سبتمبر 2014 18:09
أهمية المدارس الإسلامية في الدول الغربية

أهمية المدارس الإسلامية في الدول الغربية

هوية بريس – مركز التأصيل

السبت 06 شتنبر 2014

مع كثرة توافد المسلمين إلى الدول الغربية وزيادة أعدادهم بشكل مثير وملفت للنظر، ومع استقرار الكثير منهم في تلك الدول بعد أن كان سفره في البداية لمجرد استكمال التعليم أو طلب السعة في الرزق، تزداد هواجس ومخاوف المسلمين على هويتهم الإسلامية، ليس على أنفسهم فحسب، بل على أولادهم وأحفادهم أيضا، في مجتمعات مدنية تنتشر فيها الإباحية والفساد الخلقي بشكل كبير ومخيف.

وإذا كان خوف الجالية الإسلامية على أبنائهم من الانحراف الخلقي أو الإلحاد الديني أو غيرها من المفاسد التي لا تعد ولا تحصى هناك، فإن مصدر تلك المفاسد ومرتعها الخصب هو المدارس ومناهج التعليم الغربية، التي لا تعير اهتماما بالدين عموما -وبالدين الإسلامي على وجه الخصوص- وتركز على المادية التي انحرفت بكثير من مفكريها إلى الإلحاد وإنكار وجود الله تعالى.

ولعل هذه الهواجس والمخاوف هي ما دفعت الجاليات الإسلامية في الدول الغربية -وغير الإسلامية عموما- للاهتمام الشديد بإنشاء المدارس الإسلامية، التي تحفظ عقيدة أبناء المسلمين في تلك الديار، وتحافظ -قدر المستطاع- على هويتهم الإسلامية، من خلال المناهج التي تذكر دائما بالله تعالى، وتبعد شبح الإلحاد أو الانغماس في الرذيلة والمادية المقيتة.

وفي هذا الإطار كانت سعادة مسلمي العاصمة الأوكرانية “كييف” مضاعفة مع بداية العام الدراسي الجديد، وذلك بعدما تم افتتاح أول مدرسة نموذجية إسلامية خاصة بأبنائهم بعد طول انتظار، كما يقولون.

وقد اصطحب آباء وأمهات من مسلمي أوكرانيا أبناءهم إلى أول أيام حياتهم الدراسية في مدرسة “مستقبلنا”، معبرين عن سعادتهم واطمئنانهم، لأن أبناءهم سيكونون “في بيئة تساهم في الحفاظ على خصوصية الدين والهوية”.

لقد انقلب خوف “أوليغ” -مسلم أوكراني- على ابنه ياسين من الانحراف الفكري والأخلاقي إلى طمأنينة، لأن ابنه سيكون “في بيئة تساهم في الحفاظ على خصوصية الدين والهوية، وكذلك يشعر “طارق” بالطمأنينة، لأن ابنته ستكمل تعلمها في مدرستها الجديدة بعد أن أصبحت في الصف السابع، بعيدا عن فتن المجتمع التي تحيق حتى بالأطفال، كما يقول.

إن المخاوف التي تنتاب الجاليات الإسلامية في الدول الغربية حقيقية، فبالإضافة للانحراف العقدي والأخلاقي في تلك المجتمعات، والذي يخشى أن ينتقل من خلال المدارس الغربية إلى أبناء المسلمين، هناك الاستهداف المتعمد للجالية الإسلامية، من خلال العنصرية والاضطهاد الممارس ضدهم في جميع المجالات.

مدرسة “مستقبلنا” حلم تحقق بالنسبة لكثيرين من مسلمي كييف الذين حضروا حفل افتتاحها، بعد أن كان الحفاظ على الدين والهوية واللغة هاجسا يؤرق حاضرهم ومستقبلهم ويدفعهم إلى تسجيل أبنائهم في مدارس عامة أو خاصة.

مديرة المدرسة فيرا فرينداك قالت: إن “مستقبلنا” هي مدرسة أوكرانية إسلامية نظامية يومية، كسبت الثقة قبل أن تفتح أبوابها، لأنها في جزء كبير من مبنى المركز الثقافي الإسلامي بعد أن تم ترميمه وتوسعته، وكان في أيام العطل ملاذا لأبناء مسلمي كييف، كما أن فيه الكثير من المرافق الهامة والمساعدة كالمسجد.

وأضافت فيرا فرينداك أن المدرسة مطابقة لمعايير السلامة المتبعة في أوروبا، وفيها جميع الغرف اللازمة للتطبيقات العملية، بإشراف معلمين ذوي كفاءة وخبرة معينين من وزارة التعليم، بالإضافة إلى وجود معلمين متخصصين في التربية الإسلامية واللغة العربية، واعتبرت أن “المدرسة ستحتضن أبناء المسلمين، وتعزز فيهم الانتماء إلى الدين وحب أوكرانيا الوطن”.

من جهته قال إسماعيل القاضي نائب رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية “الرائد” -المؤسسة التي أسست المدرسة وتعد أكبر جهة تعنى بشؤون العرب والمسلمين بأوكرانيا-: إن أعداد المسلمين في كييف تقدر بعشرات الآلاف، ولهذا كان لا بد من وجود مدرسة تلبي حاجاتهم.

قد لا تكون مدرسة واحدة في أوكرانيا كافية لجميع المسلمين هناك، إلا أنها بلا شك تعتبر فاتحة خير لمدارس أخرى لا بد أن تفتتح هناك، لتكون ملاذا وملجأ لأبناء المسلمين، تحميهم من حمى الإلحاد المنتشر، وتحفظهم من الرذيلة التي تهدد الجميع هناك بلا استثناء.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M