حديث (دابق)… وفقه أشراط الساعة.. في زماننا

17 أكتوبر 2014 09:25
حديث (دابق)... وفقه أشراط الساعة.. في زماننا

حديث (دابق)... وفقه أشراط الساعة.. في زماننا

هوية بريس – طارق الحمودي

الجمعة 17 أكتوبر 2014

يتساهل كثير من الناس في إسقاط وتنزيل مقتضيات بعض أحاديث الفتن وأشراط الساعة على الأحداث الجارية، مثل ما يحدث في الشام والعراق وغيرها، وهو تسرع غير محمود، وخوض غير مرضي في أمور يحتاج عند الحديث فيها إلى ترسانة من الأدوات المعرفية والمناهج المرعية، وكنت سألت شيخنا محفوظ عن مثل هذا فأجاب بأن كثيرا من الأحداث الجارية تنتمي إلى سيرورة سننية كونية، وهي مرحلة من مراحل سلسلة متصلة من الأحداث والفتن، وليست بالضرورة المقصودة في أحاديث الفتن والأشراط.

غالبا ما تكون القراءة في هذا الباب قراءة تجزيئية غير رصينة، تحكمها الأهواء والإرادات المسبقة.

من ذلك ما رأيته شائعا هذه الأيام من حديث (دابق) في صحيح مسلم، وهو حديث طويل يحكي ملحمة عظيمة بين الروم والمسلمين.. فنُزِّل هذا الحديث على ما يقع اليوم في سورية والعراق، وهو مغامرة ومقامرة.. فإن في آخر الحديث: “إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم” ثم يخرج الدجال… والقتال اليوم بالدبابات والمدافع…!!! فهل نفاجأ بالدجال على الأبواب…!!؟..

المتأمل في هذه الأحاديث ينتبه إلى أن ثم حدثا كبيرا أو أحداثا تسقط الترسانات العسكرية النارية.. ويعود الناس إلى سالف عصر السلاح الابيض من سيوف ورماح… وبالرمح يقتل عيسى عليه السلام الدجال.

الخطير في الأمر أن أمثال هذه التنزيلات تصير جزء من التنظير الاستراتيجي للحرب…فيندفع المقاتلون اندفاعا اعتقادا منهم أنهم المعنيون في تلك الأحاديث.. وإغفال النظر في غيرها من الأحاديث الحالة للمضامين السالبة يوقع في المقتلة.. مباشرة.. وبدون مثنوية..!

لقد ورد حديث من رواية أبي هريرة وسمرة فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: “يوشك أن يملأ الله أيديكم من العجم، ثم يكونون أسدا لا يفرون، فيقتلون مقاتلتكم، ويأكلون فيئكم“.. وفي رواية: “ويضربون أعناقكم“.

غيض من فيض… والكلام في هذا طويل الذيل… عرم السيل.

والذي أنصح به أن لا يتسرع الناس في هذا، لا تنزيلا ولا نشرا.. فالتريث في زمن الهرج والفتن أعظم العلم وآمنه.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M