توظيف القرآن الكريم في حياة الفرد والمجتمع في نشاط تربوي

27 نوفمبر 2014 12:54
توظيف القرآن في حياة الفرد والمجتمع في نشاط تربوي

توظيف القرآن في حياة الفرد والمجتمع في نشاط تربوي

هوية بريس – متابعة

الخميس 27 نونبر 2014

نظمت الجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية في الأسبوع الماضي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الغرب الشراردة بني احسن، نشاطا وطنيا على هامش انعقاد مجلسها الوطني الرابع، تضمن في شقه الأول قراءة في كتاب: “توظيف القرآن في حياة الفرد والمجتمع واستثماره في تربية النشء المسلم” للأستاذ الدكتور محمد بلبشير الحسني، وخصص شقه الثاني لنماذج من المحطة الأولى لتقويم منهاج التربية الإسلامية، وكان ذلك بحضور ثلة من الأساتذة الباحثين وكتاب فروع الجمعية عبر المملكة.

أولا: قراءات في الكتاب وحفل توقيعه

1ـ مداخلة مؤلف الكتاب

بعد قراءة نصف صفحة من الكتاب لفتح شهية الحضور، انتقل إلى الحديث عن قصة الكتاب مبينا أن سببه هو هذه الصحوة القرآنية المباركة في بلادنا، المتمثلة في الإقبال المتزايد على حفظه وتجويده، فكان لزاما الحث على تدبره والتفكر في آياته، ومن أجل ذلك اختار مجموعة من الموضوعات تهم شرائح المجتمع، وحاول أن يضع مع كل موضوع موارده الأساسية في القرآن الكريم، ثم أتبع ذلك ببعض الآيات المتعلقة بهذا الموضوع، وانتقل بعد ذلك للحديث عن مختلف هذه الموضوعات الموجودة في بداية الكتاب والبالغ عددها أربعة عشر، مبينا أنها ليست كل الموضوعات التي يمكن تدارسها انطلاقا من القرآن الكريم وإنما المتعلقة منها بالتربية، والتي نعيشها في حياتنا اليومية، داعيا كل الأساتذة لإتمام هذا المجهود الفردي كمشروع لاستثمار القرآن الكريم.

ثم تحدث عن الملاحق الثلاثة الموجودة في الكتاب والتي عنونها كالآتي:

ـ الملحق الأول: نشر الثقافة القرآنية في أوساط المتعلمين وهي مجموعة نصائح في كيفية تنزيل الموضوعات السابقة في المراحل الدراسية الثلاثة الابتدائي والإعدادي والثانوي، منوها بفكرة أحد الأساتذة الذي يرى ضم كتاب “مدونة القيم في الكتاب والسنة” لهذا الكتاب الجديد، للانطلاق من القرآن الكريم والقيم في التربية الإسلامية.

ـ الملحق الثاني: عبارة عن نصوص مختارة، فيها سور بكاملها أو أجزاء من سور والتي لها ارتباطات خاصة وتهم الجانب التربوي.

ـ الملحق الثالث: “ظل ظليل من كتاب الله المعجز أو قبس من الذكر الحكيم”، وهو عبارة عن ومضات مكملة لما جاء في الملحقين السابقين.

وفي آخر كلمته تحدث الدكتور عن مؤلفاته حول القرآن، وأشاد بالأستاذ عبد السلام الأحمر الذي أبدى استعداده لتوسيع هذا العمل لفائدة التربية الإسلامية.

2ـ قراءة الأستاذ محمد احساين

قبل تقديمه للقراءة في الكتاب، استهل مداخلته بعرض حول: “القرآن الكريم في منهاج التربية الإسلامية واقع توظيفه وآفاق تجديد تدريسه واستثماره”.

ثم انتقل للحديث عن كتاب الدكتور محمد بلبشير الحسني ممهدا لذلك بالصحوة الإسلامية القرآنية ومحاولات التجديد والتي منها الكتاب موضوع القراءة.

وكقراءة للكتاب أوضح أن ذلك ليس من باب الترف الفكري وإنما للفهم والتدبر للوقوف على أهم نقاط الكتاب، ومعرفة المقصود منه، وتسليط الأضواء على هذا المشروع التجديدي، مبينا أن الكتاب هو من منشورات المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، وموجه إلى عموم المفكرين والباحثين المربين وهو من تقديم الأستاذ عبد السلام الأحمر الذي اعتبره مساهمة متميزة للتأسيس لمنهج تجديدي في مجال توظيف القرآن الكريم داخل المجتمع، واستثماره في تربية الأجيال الحديثة والتي تتدنى قدرتها على الحفظ لحساب القدرة على الفهم والإدراك حيث أنه (الكتاب) يقدم خطة محكمة تقوم على أساس التبويب الموضوعاتي لمختلف القضايا المتفرقة عبر سور القرآن، مما يوفر للمتدبر والدارس حقائق معرفية ومؤشرات إحصائية عن تواتر الألفاظ والمعاني المساعدة على بناء تصورات وأفكار وتوجهات قرآنية، كمنطلق لتبيين مدى شمولية القرآن لجميع قضايا المعاش والمعاد.

وفي معرض حديثه عن محتوى الكتاب ركز على المحتوى الذي تضمه دفتا الكتاب عبر صفحاته، مقسما ذلك إلى متن وثلاثة ملاحق، تناول في المتن” أهمية القرآن الكريم ومرتكزات الدعوة القرآنية” “والبعد القرآني في عدد من القضايا المتحكمة في حياة الفرد والمجتمع تربويا واجتماعيا وأخلاقيا وعقديا وتشريعيا واقتصاديا ومنهجيا” وعنون الملاحق بـ: ”نشر الثقافة القرآنية في أوساط المتعلمين”، ”نصوص قرآنية مختارة ونماذج من جوامع الأخلاق والمعاملة”، ”وظل ظليل من الذكر الحكيم”.

وختم مداخلته بالحديث عن الهدف من الكتاب في كونه محاولة لاستخراج بعض كنوز القرآن الكريم وأسراره ومعجزاته وآياته لاستثمارها في تحفيظ القرآن وتدريسه، ودعوة إلى مائدة الرحمن لمن يرغب في الالتفاف حولها.

3ـ مداخلة الأستاذ أحمد العبودي

تمحورت مداخلة الأستاذ أحمد العبودي حول قراءة تفكيكية لمضامين الكتاب، حيث يرى بأن هذا العمل بدا كما لو كان في الأصل مقالات أو محاضرات متفرقة كتبت أو ألقيت عبر امتداد زمني متقطع بالرغم مما يجمع بينها من روابط على مستوى التصور والموضوع والمنهج.

وهذا مقتطف من قراءة الأستاذ أحمد عبودي للكتاب: ”فقد اختار المؤلف بعد شهادة للكتاب وتقديم مدخلا وعرضا لقضايا اعتبرها المؤلف (”أطباقا شهية على مائدة القرآن” ص12). وهي قضايا تمحورت تغليبا حول الجوانب التربوية والاجتماعية واللغوية والمالية والحضارية. كما ضم الكتاب ثلاثة ملاحق حول أهمية نشر الثقافة القرآنية لتصبح نفسا يسري في النسيج المجتمعي والهدف من المؤلف هو ”محاولة استخراج بعض كنوز القرآن الكريم وأسراره ومعجزاته وآياته لاستثمارها في تحفيظ القرآن وتدريسه” (ص.11)، ويرى الكاتب أن رسالة القرآن ”موجهة نحو الإنسان الفرد… ونحو المجتمع عموما من حيث الاستخلاف الفردي والجماعي” (ص11).

وعموما يمكن اعتبار الكتاب دليلا في ”كيف نتعامل مع القرآن الكريم” أو بالأحرى ”مدخلا لفهم القرآن الكريم”، ولا شك أن طلبة الدراسات الإسلامية واللغة العربية والمهتمين سيجدون فيه جوانب مما يشبع بحثهم وسيسدي لهم خدمات على قدر حاجاتهم إليه خاصة وأنه كتب بلغة مدرسية ميسرة وواضحة.

4ـ مداخلة الدكتور محمد إقبال عروي: وهي بعنوان: “ثلاثية الدر النثير في مقامات سيدي محمد بلبشير”

أثار محمد إقبال عروي في مشاركته ثلاثة مستويات بين يدي الإفادة من كتاب الأستاذ محمد بلبشير”: الأول يتصل بشخص الرجل، والثاني بالمشروع الذي حمله الرجل، والثالثة بالكتاب الذي ألفه الرجل.

وخلاصة ما يمكن أن يقال عن شخصية بلبشير أنه استوعب قيم التواضع إلى درجة أنه صار وصفا للتواضع في الحرم الجامعي، وخاصة في سياق الادعاء العلمي الذي أصاب بعضهم ، فتوهموا بأنهم قمم في العلم، وأمكن لخديعتهم تلك أن تنطلي على الناشئة من الطلبة، حتى صاروا أتباعا مقلدة وأنصارا متحزبة، وسلم الله بحكمته وعدله أستاذنا محمد بلبشير من أن يكون في زمرة أولئك، فأصبغ عليه نعمة التواضع التي لا يدركها إلا الصادقون في طلب العلم ونشره.

أما المستوى الثاني المتعلق بمشروع الرجل، فيتلخص، عند إقبال، في كون محمد بلبشير صاغ مشروع الدراسات الإسلامية بالجامعة المغربية لتحقق النظرة المتكاملة للعلوم والمعارف في قيم القرآن، ولتنخرط الشعبة في التواصل مع محيطها العلمي والاقتصادي والاجتماعي والتنموي، ولتكون صلة وصل بين العلوم الشرعية والعلوم الحياتية والاجتماعية والاقتصادية من خلال الشراكات مع المؤسسات والمراكز العلمية المختصة، لا لتخرج أفواجا من الحفظة والأوعية الفقهية والمعارفية.

ولعل الأستاذ بلبشير، حين شعر بأن شعب الدراسات الإسلامية ربما لم تحقق حلمه ورؤيته لشعبة الدراسات الإسلامية، بادر إلى إحداث وحدة بالدراسات العليا في موضوع “الفكر والحضارة”، ليتغيى من وراءها تحقيق ما لم تستطعه شعبة الدراسات.

وبالنسبة إلى كتاب “توظيف القرآن الكريم”، لاحظ إقبال بأن هذا الكتاب جاء وعيا بأزمة ورصدا لتجليات أزمة ومسهما في معالجة أزمة.

أما الوعي بالأزمة، فتمثل في أن واقع التعامل مع القرآن لم يتجاوز أفق التجزيئ والتبعيض، وتقليدية التناول المرتبطة بالكسب التراثي في تفسير القرآن الكريم، كما لم يتعامل بالواقعية المقاصدية في موضوع حفظ القرآن الكريم، حيث منح الأولوية، لاعتبارات مثالية، إلى ثقافة الحفظ على حساب التدبر والتنزيل.

ومن هذا المنطلق، فيمكن اعتبار الكتاب تصميما خرائطيا لمنهجية التعامل مع القرآن عبر ترتيب قضاياه الأساسية، وتقديمها إلى الناشئة في صورة متدرجة متكاملة مترابطة، تراعي الخصوصيات الذهنية والمعرفية والنفسية للمتلقين. ومن هنا، فإن الكتاب إضافة منهجية تربوية تعكس الحاجة الملحة إلى مثل تلك الإضاءات.

وختم الشق الأول من النشاط بتوقيع الكتاب من طرف الدكتور محمد بلبشير الحسني حفظه الله.

ثانيا: نماذج من المحطة الأولى لتقويم منهاج التربية الإسلامية

في الشق الثاني من النشاط، والذي تمحور حول تقويم منهاج التربية الإسلامية، عكف الأساتذة الحاضرون على مناقشة الثغرات التي تتخلل بنية منهاج المادة، وتعيق جودة تنزيله على أكمل وجه عبر عرض لحصيلة ما استخلصه أعضاء فرعي الجمعية بكل من مكناس واشتوكة أيت باها في الأيام الدراسية التقويمية دون إغفال ما قدمه المنهاج للمادة، وقد ختم النقاش بتقديم مقترحات حول مقاربة الكفايات وصياغة الأهداف وبناء المحتويات والمفردات والأنشطة والوسائل التعليمية وأشكال التقويم الملائمة بغية استحضارها في الإصلاحات المرتقبة لاحقا لتجويد العملية التعلمية التعليمية والتي نجملها في المقترحات والتوصيات الآتية:

– الرجوع لنظام الكتاب الواحد وتنزيه التعليم من العملية التجارية.

– كون الكتاب يحتوي على تمارين تطبيقية عملية تحفز التلميذ على البحث.

– شكل الكتاب كاملاً وعدم الاكتفاء بالنصوص في الشكل.

– الاقتصار على الصحيح في الأحاديث الشريفة.

– الإكثار من الأمثلة الواقعية لواقع التلميذ في الكتاب المدرسي.

– إرفاق الكتاب المدرسي ودليل الأستاذ بقرص يتضمن موارد رقمية إضافية للأستاذ وكذا التلميذ.

– توحيد عد الآيات القرآنية بالعد المدني في جميع الكتب المدرسية.

– تنقيح الكتاب بشكل جيد قبل إخراجه لتجاوز الأخطاء الإملائية، وتخريجات الأحاديث مع الإشارة الى درجة الحديث.

– توحيد قواعد التجويد لجميع الكتب المقررة في مستوى واحد، والتدرج من الأولى إلى الثالثة وعدم تكرارها في مستوى معين.

– توحيد أماكن بدء المقاطع القرآنية وأماكن انتهائها وحصصها لجميع الكتب المقررة في مستوى معين، والزيادة في معامل المادة وحصصها.

– اختصار دروس المقرر كلها إلى النصف، والنصف الآخر على شكل دروس تطبيقية (وتطبيق هذه النقطة يحتاج إلى إعادة النظر كليا في دروس المقرر).

– اقتراح إذا ما تم إضافة وحدة السيرة النبوية دمج الوحدتين الأخيرتين تحت مسمى وحدة التربية الجمالية والبيئية.

– إضافة درسين خاصين بالتشيع والتنصير في وحدة التربية الاعتقادية في أحد المستويات وليكن في الثالثة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M