مرحا مرحا.. برلمانيون غاضبون من الاستهزاء..

02 ديسمبر 2014 17:15
مرحا مرحا.. برلمانيون غاضبون من الاستهزاء..

مرحا مرحا.. برلمانيون غاضبون من الاستهزاء..

ذ. إدريس كرم

هوية بريس – الثلاثاء 02 دجنبر 2014

وأخيرا؛ سمع أن برلمانيين غاضبين، نعم، وقد تم التأكيد على أن مساءلة وزير التعليم قد تمت، والسبب هو استهزاء معلم بتلميذته في مقطع “فيديو”.

أي والله فقد تداول نشطاء البرلمان الدعوة لمناقشة ذلك “الفعل الشنيع، الذي يحمل في طياته كل العنف المعنوي، والإهانة المخلة بكرامة طفلة بريئة، والاستهزاء بها أمام زملائها وزميلاتها في القسم وأمام العموم، هذه النازلة الخطيرة التي تستلزم وتستدعي فتح تحقيق عاجل ونزيه لاتخاذ الإجراءات الزجرية والعقابية في حق المسؤول، لما في ذلك من إخلال بمبادئ حقوق الإنسان وكرامة المواطنين والمواطنات، لاسيما الأطفال منهم” (جريدة المساء).

ذلك ما تناقلته الصحف وملحته وشرملته وجعلته حدثا شغلت به البرلمانيين العاكفين على التمثيل على المواطنين، والذين لم يسمع عنهم تصديهم للإهانات اللانهائية التي يتعرضون لها آناء الليل وأطراف النهار في المرافق العامة والخاصة، مما يجعل أمر الاستهزاء على أهميته مزحة ثقيلة.

وتذكيرا بمعاناة المواطنين مع الإهانات، نلفت أنظار البرلمانيين الغاضبين، للإدارات المجاورة لهم سواء في العاصمة، أو أماكن سكناهم، حيث المواطن متهم بسبب احتياجه لها. أما إذا أراد الدخول لمؤسسة من تلك المؤسسات أو ما شابهها، ولو لأداء فاتورة الهاتف، فعليه الخضوع لمزاج العاملين بدء من حارس الأمن أو “الشاوش” إن كان.

أما التردد على المحاكم والوزارات ودوائر الأمن والجمارك ممن سطوتهم في إرهابهم وتنوع عقابهم فحدث عن البحر، إذ تبدء بـ:”أش بغيتي”، لتتطور إلى تركه بطاقة تعريفه رهينة، والتحلي بصبر أيوب في باب المصلحة المطلوبة لقراءة لافتة (نحن في الخدمة) أو معناها، ومشاهدة ما يفعل بالآخرين قصد التهيؤ لابتلاع الإهانات وأشياء أخرى، لمن أراد عدم الرجوع أو قضاء الحاجة، والإفلات من عقوبة “عُدْ غدا”.

ولأن هناك مؤسسة لمحاربة الرشوة، وأخرى للدفاع عن المستهلك، وأخرى للمنافسة، وأخرى.. فتطبيق القانون يتطلب التريث، و”سير واجي”، ومن أراد التظلم فليذهب للمحاكم، وهناك سيرى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والدليل المحاكم القريبة من البرلمان، بل الوزارة نفسها.

ليطرق البرلمانيون المستاؤون من الاستهزاء أبواب الإدارات راجلين مرتدين الملابس التي يرتدونها في حملاتهم الانتخابية، لينالوا نصيبهم ليس من الاستهزاء وإنما مما هو أدهى وأمر منه.

أيها البرلمانيون المستاؤون من الأحسن أن تصمتوا، خاصة إذا كنتم قد شبعتم وتنعمتم، ولم تعد لديكم طاقة على الصراخ، مثلما لم تعد لكم طاقة على رؤية المؤذيات، من الإهانات والاحتقارات لمن صوت عليكم أو تزعمون أنكم تمثلونهم، لشدة تفاحشها وجلائها، وعموم بلواها.

إن غضبكم تشكرون عليه، لأنه موجه لفئة لا يعرفها عموم المواطنين المهانين كما أسلفنا ليلا ونهارا، والمتهمين فقط بسبب أنهم يقصدون الإدارة وما في حكمها، من مؤسسات تأكل “طالعة ونازلة” وملتفتة لليمين والشمال، ومن قال لا منهم، طالته البلوى، وعند ذلك لن يجد من يسانده للحصول على حقه، فأحرى أن يغضب للاستهزاء به، ولله في خلقه شؤون.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M