درس في الوفاء.. وتحية لأخي محمد أبو الفتح

01 سبتمبر 2013 22:55

ذ. حماد القباج

هوية بريس – الأحد 01 شتنبر 2013م

كنت عزمت على اجتناب الاطلاع على التعليقات.. كي لا تفسد نيتي بمدح مادح ولا يكلم فؤادي بقدح قادح..

لكن بعض المحبين أطلعني على بعض تلك التعليقات وأوقعني في الفخ ولعله خير..

 

يا إخواني.. هداكم الله:

لماذا تتركون صلب الموضوع وتبحثون عن بنيات الطريق؟!

رجاء لا تعطوني -الآن- دروسا في الوفاء والمحبة..

والله وحده يعلم ما في قلبي من محبة لشيخي.. ونصح له وحرص عليه وعلى سمعته المشرفة من ضغوط السياسة الماكرة..

لكن.. متى كان الوفاء تقديسا أو إقرارا بالخطأ أو تملقا بالقول أو تمحلا في تصويب الخطأ؟!

لا تغالطوا ولا تكذبوا على أنفسكم؛ فليست المسألة مسألة وفاء لشيخنا أو دعاء لإخواننا أو رفض التظاهر الذي تترتب عليه الدماء!

محل النزاع واضح: موقفنا من خطا خادم الحرمين الفادح الخطير جداً جداً..

الواجب شرعا:

رفضه وشجبه ونصحه بالتراجع عن دعم الظالمين أو على الأقل تدخله لإيقاف حمام الدم واعتقال وإهانة الإخوان والمتمسكين بالشرعية..

وأستطيع أن أجزم أنه موقف شيخي..

مع الأسف الجمعية أصدرت بيانا يظهر منه خلاف هذا الموقف..

ماذا أفعل؟

أقر؟!! (وأنا مدير المكتب الإعلامي، وأنا المكلف بإجراءات إصدار البيانات؟؟!).

كلا ثم كلا.. والواجب شرعا وضميرا أن لا أتحمل مسؤولية منصب يقر ويمرر مثل ذلك الخطأ الشرعي والتاريخي الفادح..

فاستقلت من هذا المنصب فقط مع بقاء الاستعداد للتعاون في مجال التدريس.. ماذا أفعل: أناقش الشيخ بيني وبينه؟

لا يكفي؛ لان البيان صدر وعمم ونشر في الإعلام..

قولوا لي ماذا أفعل شرعا؟؟؟!

يا ليت البيان تضمن جملة واحدة في الدعوة إلى نصرة المظلوم وإنقاذه من قبضة الظالم الغاشم.. إذن لكان الضرر أخف قليلا..

ومن عجيب التعليقات:

قول أحدهم: البيان يراعي المصلحة!!

أقول: عجبا.. متى كانت المصلحة تراعى شرعا بإقرار الظلم العظيم ومخالفة القطعي من الأحكام؛ ومنها: حرمة الدماء؟؟؟؟!!!

سبحان الله.. لما أصلنا لفقه المصلحة في نوازل اجتهادية رمينا بمخالفة المنهاج..

ومن رمانا بذلك يريد أعمال قاعدة المصلحة في قطعيات لا تحتمل التأويل!!!!!

ومن عجيبها أيضا:

قول أحد إخواني: أوهمت أن الشيخ يدعم الظالمين!!!

سبحان الله.. الم تقرا في بيان الاستقالة قسمي ان الشيخ لا يقر ذلك الظلم؟؟!!!

ماذا تريد أكثر من هذا؟؟؟؟

أيها الإخوة.. دعوكم من المواقف الباردة أو الكيدية والخروج عن الموضوع وادعاء الوفاء والإخلاص وكأنني خائن شرير.. قولوا كلمة حق تجدونها عند الله.. اعملوا بعلمكم.. فالله خير وأبقى..

الحق حق والظلم ظلم.. على الأقل: اسكتوا والسكوت لا يكفي..

تحية لأخي محمد أبو الفتح

وأضيف للأستاذ الحبيب محمد أبو الفتح:

1- السبب في تطاول المتطاولين هو بيان الجمعية وليس استقالتي، وهؤلاء سيتطاولون على كل حال فلا تكتر؛ بل استقالتي تقطع عليهم الطريق للنيل من الدعوة لو تأملت..

2- هل ظننت حفيت علي مقاصد الشيخ حتى أستفسر؟؟!

3- والله أخي أستغرب كثيرا كيف تستلزمون من الجهر بمخالفة الشيخ طعنا أو عدم وفاء؟!!

إما أنني لا أفهم السلفية، وإما أنكم تعرفون وتخالفون، والأولى أحب إلي..

وهل عتب الفقهاء على محمد بن الحسن مخالفة شيخه أبي حنيفة في ثلث ما ذهب إليه؟؟؟

يا أخي.. اعملوا بعلمكم وأروا الناس تطبيقه فهو أنفع لديننا ودعوتنا، ولا توهموا أن نصرة الشيخ متوقفة على عدم الجهر بمخالفته!

فهذا خلاف العلم والدليل ..

أما أنا فشهادة لله ثم للتاريخ:

أعلن رفض الانقلاب وأنكر جرائمه وعلى رأسها القتل واستحلاله باسم محاربة الإرهاب.. وأنا متضامن مع “الإخوان” فيما لحقهم من ظلم ومستمر في دعوة الحكام والعلماء لأداء واجب إنكار هذا المنكر العظيم.. هذا الظلم لا يجوز إقراره في حق يهودي.. فكيف بجماعة الإخوان المسلمين؟؟؟؟!!!

اختلفوا معهم سياسيا وفكريا وردوا عليهم علميا.. لكن اسعوا لرفع الظلم عنهم:

القتل / السجن / الإهانة والتعذيب..

لا تجعلوا نصرتكم لإخوانكم المسلمين أضعف من نصرة النصارى لإخوانهم الأقباط..

لو قتل قبطي لاهتز له النصارى والفاتيكان.. وإخوانكم في الإسلام قتلوا ويقتلون وأنتم تجادلونني في حبّ الشيخ وسلامة سمعته وسمعة خادم الحرمين!!!!

خادم الحرمين قادر أن يقوم للإخوان مقام الفاتيكان للأقباط.. فاطلبوا منه ذلك وقولوا كلمة حق.. فإن لم تفعلوا؛ فانتظروا حساب “القيامة” وقسوة “التاريخ” ولعنة “الأحفاد”..

ونعوذ بالله من جبن وتخاذل يوصل له بالعلم.. حاشا لله أن يكون هذا لسان علم نافع أو عمل صالح..

يا رب اشرح صدورنا ونور بصائرنا وطهر قلوبنا ولا تجعلنا مع القوم الظالمين..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M