أسرار التحالف بين أمريكا وإيران في العراق.. وهل يؤدي تمديد المفاوضات بينهما لزيادة نفوذ إيران؟

04 ديسمبر 2014 22:53
أسرار التحالف بين أمريكا وإيران في العراق.. وهل يؤدي تمديد المفاوضات بينهما لزيادة نفوذ إيران؟

أسرار التحالف بين أمريكا وإيران في العراق.. وهل يؤدي تمديد المفاوضات بينهما لزيادة نفوذ إيران؟

هوية بريس – متابعة

الخميس 04 دجنبر 2014

كشفت الغارات الجوية الإيرانية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق أن الولايات المتحدة وإيران تعملان في مناطق مختلفة في البلاد، لتفادي أي مواجهة ضمن تحالف هش وغير رسمي ضد الجهاديين.

واستهدفت الغارات الإيرانية الأخيرة في العراق مواقع للتنظيم في شرق البلاد، حيث لا تتدخل المقاتلات الأمريكية، وفقا للمفكرة.

وأوضح ستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون، أن الغارات تمت في “محافظة ديالى” (شرق البلاد)، مشيرا إلى أنها العملية القتالية الأولى لمقاتلات “أف-4” الإيرانية ضد “الدولة الإسلامية” بحسب معرفة واشنطن، “فنحن لا نشاط لدينا هناك”.

وأوضح مسؤول أمريكي أن واشنطن وطهران تأملان في تجنب أي صدام أو حادث قد يؤدي إلى أزمة دولية أو يزيد من أعمال العنف الطائفية، وتعمل كل منهما بشكل لا يعرقل عمليات الدولة الأخرى.

والتحالف الدولي مستعد لغض النظر عن وجود مستشارين عسكريين وطائرات إيرانية في محافظات الشرق والجنوب، حيث الغالبية من الشيعة.

وأضاف المسؤول في البنتاغون رافضا الكشف عن اسمه لفرانس برس، أن “هناك اتفاقا ضمنيا يقضي بأن لا نتحرك في المجال الجوي ذاته وأنهم لا يستهدفون القوات الأمريكية”

وقال: “نعلم أن لديهم مصالح في هذه المناطق، فالعراق بلد مجاور”.

وتأمل واشنطن في أن تزيد الضربات الجوية الإيرانية الضغوط على “الدولة الإسلامية”، إلا إن الترتيب الضمني بين واشنطن وطهران يمكن أن ينهار، وعندها تخشى واشنطن من أن يزيد دور إيران في تأجيج أعمال العنف الطائفية.

وقال المسؤول: “إنه توازن دقيق، والأهم هو أن يدعم الإيرانيون العراقيين بشكل لا يغذي الطائفية”.

والوجود الإيراني في العراق ليس جديدا، فقد أرسلت طهران مستشارين عسكريين إلى البلاد منذ بدء هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال وغرب البلاد في يونيو.

وأرسلت إيران من قوات النخبة إلى سامراء وبغداد وكربلاء لحماية المناطق الشيعية والمساعدة في تنظيم الميليشيات الشيعية المحلية، بحسب المحلل فرزين نديمي في تقرير نشره معهد واشنطن للسياسة في الشرق الأدنى.

وقال مسؤولون أمريكيون إن إيران استخدمت طائرات مراقبة بدون طيار فوق العراق. ويقول مراقبون آخرون إن طيارين إيرانيين يقودون مقاتلات روسية الصنع من طراز “سوخوي سو-25” وضعتها طهران بتصرف بغداد قبل عدة أشهر.

وأضاف المسؤول في البنتاغون أن إيران “لديها جنود ومستشارون على الأرض منذ زمن، وهي تقوم بتحليق طائرات بدون طيار”.

وتظهر الغارات الأخيرة الدور المتزايد لإيران، وهي تشكل أيضا استعراضا للقوة والنفوذ، بحسب علي رضا نادر، المحلل لدى مجموعة “راند كوربوريشن”.

وقال نادر إن “إيران ليست بحاجة للقيام بهذه الغارات الجوية، لكن القادة الإيرانيين يريدون إظهار أن إيران قوة يجب أخذها في الحسبان”.

ولا تعترض الولايات المتحدة على الترتيب الضمني بين البلدين؛ فهي تدرك أن أي تعاون عسكري صريح مع طهران يمكن أن يثير استنكار حلفائها الآخرين، وفي مقدمتهم إسرائيل ودول عربية.

واعتبر المسؤولون الأمريكيون أن لا مخاطر في حصول مواجهة “لأن هناك ما يكفي من الأهداف للجميع”، بحسب مسؤول ثان في البنتاغون.

هل يؤدي تمديد المفاوضات لزيادة نفوذ إيران؟

نشرت صحيفة واشنطن تايمز مقالا للكاتب “هيربرت لندن” أشار فيه إلى تأجيل الدول الكبرى مفاوضات النووي الإيراني، وقال إن التمديد يزيد فرص إيران في فرض نفوذها على المنطقة، وبالتالي قد يمكنها من إنشاء “الهلال الشيعي“.

وأوضح الكاتب أن وجود بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء في دائرة النفوذ الإيراني يكشف عن أن تحقق حلم “الهلال الشيعي” ربما بات أمرا وشيكا.

وأضاف أن حكومة الولايات المتحدة تعتبر متواطئة في مجريات ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال صمتها الواضح عن ما تشهده المنطقة بشكل عام.

وحذر الكاتب من أن نووي إيران ينذر بهيمنتها على الشرق الأوسط ويضع المنطقة في حالة غليان، وأنه يفتح المجال أمام عمل عسكري، وهو خيار لا يريد أحد تبنيه.

من جانبها، أشارت مجلة فورين بوليسي إلى أن البيت الأبيض يشهد مشادات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وأن بعض المسؤولين ينادون بفرض عقوبات جديدة ضد طهران، وسط الخشية من أن تؤدي هكذا خطوة إذا تمت إلى عرقلة المفاوضات التي تعتبر هشة من الأصل.

وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتبة جنيفر روبين أشارت فيه إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تواجه انتقادات في أعقاب تمديد المفاوضات بشأن نووي إيران.

وأضافت أن الإدارة الأميركية طالما هددت باتخاذ إجراءات أقسى ضد إيران، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، وتساءلت عما إذا كان أوباما يريد أن يتفاوض مع إيران إلى ما لا نهاية.

يشار إلى أن الدول الست الكبرى توصلت مع إيران في 24 نوفمبر الماضي في العاصمة النمساوية فيينا إلى اتفاق يقضي بتمديد المفاوضات بشأن ملف طهران النووي إلى مطلع يوليوز المقبل.

كما سبق للمرشد الأعلى الإيراني علي أكبر خامئني أن صرح في أعقاب التمديد بأن الغرب فشل في تركيع إيران، وأعرب عن رفض بلاده الضغوط التي تمارسها القوى الدولية جراء الطموحات النووية الإيرانية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M