الأحداث والصباح تعدان حظر فيلم «إكسوديس Exodus» ردَّة والتجديد تطالب بتمثيلية للعلماء في لجنة المراقبة

30 ديسمبر 2014 11:28
الأحداث والصباح تعدان حظر فيلم «إكسوديس Exodus» ردَّة والتجديد تطالب بتمثيلية للعلماء في لجنة المراقبة

الأحداث والصباح تعدان حظر فيلم «إكسوديس Exodus» ردَّة والتجديد تطالب بتمثيلية للعلماء في لجنة المراقبة

هوية بريس – نبيل غزال

الثلاثاء 30 دجنبر 2014

اعترضت منابر علمانية على قرار حظر الفيلم الأمريكي «إكسوديس» أو «الخروج.. آلهة وملوك»؛ باعتباره يحجر على حرية الفن والتعبير ويصادر الأعمال الإبداعية، على اعتبار أن الفن بالنسبة عندهم مقدس لا يحق المس به؛ أما تصوير الذات الإلهية والأنبياء وتحريف حقائق قرآنية فهذا إبداع وأمر فيه نقاش، ومسموح به أيضا!!!

وكتبت «الصباح» على صفحتها الأولى بالخط العريض: «سحب الفيلم من القاعات ارتداد إلى زمن التعليمات»، وخصصت يومية «الأحداث» ركن “من صميم الأحداث” والصفحة الأخيرة كاملة بما فيها مقال مديرها لاستنكار قرار الحظر، واعتبرت القرار «ردة حقيقية أصابت مركز السينما في المغرب بعد أن تم تحريره من روح إبداعية سيرته»؛ وأنه «من الغباء المحاربة لعمل سينمائي هو في البداية وفي المنتصف وفي الختام مجرد عمل سينمائي لن يزعزع عقيدة متفرج ولن يغير أي شيء»!!!

وما حز في نفس هيئة تحرير «الأحداث» وعبروا عنه بكامل الحزن والأسى شيء واحد وهو «أن العالم لن يتحدث عنا بعد الآن بذلك الاستثناء الحر الجميل الذي كنا نفاخر به كوكب الغباء المحيط بنا.. كنا إلى وقت قريب الدولة والبلد الوحيد الذي يستطيع أن يقول إنه لمدة 11 سنة لم يمنع فيلما واحدا، لم يصادر شريطا واحدا..».

وبغض النظر عن المرجعية العلمانية المتطرفة ليومية «الأحداث» وتاريخها الحافل في الدفاع عن كل قذارة وعفن، ومحاربة كل طهر وفضيلة، فالمتتبعون يدركون سبب استماتة «الأحداث» في الدفاع عن نور الدين الصايل وعمله طيلة السنوات التي قضاها في المركز السينمائي المغربي، وما كان ينشره من سموم خلالها، فالأحداث بينها وبين المركز المغربي للسينما و2M أيضا شراكة، ويجمع بينهم نسب المرجعية، والمصالح المشتركة، ولا شك أن عزل نور الدين الصايل الرجل المطبع للقيم العلمانية عن طريق الإعلام والسينما والفن وتعويضه بصارم الفاسي الفهري يعد نكسة بالنسبة لهذا المنبر ومن على شاكلته.

فأيدي المنتمين لهذا الفصيل على قلوبهم من الخوف على المكتسبات التي حققها لهم الصايل، وأي مساس بها سيخرجهم عن وضعهم الطبيعي وسيصيبهم بحالة من الهستيريا والهجوم العنيف على المخالف؛ هذا ما أكدته «الأحداث» فكتب مديرها معبرا عن هذا الوضع النفسي المضطرب: «سنتحدث عن فيلم ريدلي سكوت في صفحاتنا الأولى وفي الصفحات السياسية، سنتساءل هل هي بداية عصر الرقابة على المصنفات الفنية من طرف حكومة الإسلاميين في المغرب رغم أننا نعرف الجواب؟ سنخصص له عديد المقالات، وسنرد على كل وسائل الإعلام الأجنبية التي ستتصل بنا لكي تسألنا هل أصبح المغرب مثل البقية يفرض الرقابة الغبية على الأفلام؟».

إنهم لا يغارون على الله ورسله وأنبيائه وكتبه، ولا تغلي الدماء في عروقهم إن تجرأ أحد ومس معتقدات المسلمين وثوابتهم، لكن بالمقابل يهيجون ويثورون، ويزبدون ويرغدون؛ ويعلنون أنهم سيديرون ظهورهم للوطن ويسيئون لسمعته ويلطخون صورته إن مس أحد ثوابتهم ومعتقداتهم؛ المتمثلة في حرية التجرؤ على الله وكتبه ورسله وأحكامه وتشريعاته، فعقيدتهم تحثهم على أن الفنان كلما كان أجرأ وأقدر على الهجوم على عقائد وأخلاق وقيم المجتمع كان عمله الفني أكثر إبداعا ونجاحا واحتفاء..

وتنديدا بالخطوة الاستفزازية التي أقدم عليها المركز السينمائي المغربي بتصريحه بعرض الفيلم ابتداء ثم منعه بعد ذلك، فقد طالبت يومية التجديد «بتمثيلية للعلماء باعتبارهم المؤهلين الوحيدين لضمان تطابق الإنتاجات السينمائية مع قيم هوية الأمة المغربية.. لأن اللجنة لو كان في عضويتها من يمثل رأي العلماء لما تمكن فيلم تجاوز كل الحدود في عدم احترام المعتقدات الدينية من رخصة عرضه على المغاربة». وكما كان متوقعا فقد عدَّت منابر إعلامية علمانية اقتراح “التجديد” نوعا جديدا من الرقابة على الفن وحرية الإبداع.

وحتى نفهم لماذا يكِنُّ الفصيل العلماني الاستئصالي كل هذه العناية بالسينما؛ ولماذا يحاربون إلى آخر رمق حتى تظل هذه القلعة تحت سيطرتهم أورد نقلا لمؤرخ الفنون الأمريكي أورين بانوفسكي يجسد فيه دور السينما وقدرتها في التأثير على الجمهور وصياغة فكره وذوقه وسلوكه.

يقول أورين بانوفسكي: «إن السينما سواء أحببنا أم لم نحب هي القوة التي تصوغ  أكثر من أي قوة أخرى الآراء والأذواق؛ واللغة والزي والسلوك؛ بل حتى المظهر البدني لجمهور يضم أكثر من ستين بالمائة من سكان الأرض» “السينما آلة وفن”، ألبرت فلتون، (ص:7)؛ و”السينما والأدب”، (ص:19).

 [email protected]

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M