علماني حاقد في هولندا يحترف التهويل والكذب والخداع

31 ديسمبر 2014 17:08
علماني حاقد في هولندا يحترف التهويل والكذب والخداع

علماني حاقد في هولندا يحترف التهويل والكذب والخداع

د. رشيد نافع

هوية بريس – الأربعاء 31 دجنبر 2014

سودّ انتهازي وصولي علماني في هولندا مقالا هزيلا يطعن فيه في دعوة الإسلام من خلال النيل من «مؤسسة السنة» بلاهاي ومنهجها ورموزها؛ فعندما يملأ الحقد قلب هذا المتطرف العلماني ضدّ الآخر أو الدين ورموزه، فإنّه يحاول أن يعبّر عن نفسه بكلّ الكلمات التي توحي بالحالة النفسيّة المعقّدة، المنفصلة عن الواقع التي يتقوقع فيها هذا الكائن التائه.

أقول إن الطاعنين في دين الإسلام ودعاته هم أهل الأهواء والبدع المحدثات وأصحاب المبادئ الهدامة والنفاق؛ لأن العلماء يحولون بينهم وبين نشر النفاق والفساد والابتداع في الدين؛ إذ ببيان العلماء يظهر العلم، ويرفع الجهل، وتزال الشبهة، وتصان الشريعة، ويكون الناس على طريق مستقيمة، ومحجة واضحة، لا غموض فيها ولا التباس.

إن أول اعتراض على الشرع والداعي إليه في الغالب كان في قوم شعيب عليه الصلاة والسلام كما يقص القرآن استنكارهم ربط الدين بالدنيا حيث قال له قومه: «أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء» (هود:87). فهم أرادوا بذلك ألا يكون للدين دخل في الحصول على الأموال واستثمارها وإنفاقها، ومن هنا يتأكد أن الاتجاه بفصل الدين عن الحياة ليس ظاهرة جديدة وإنما هو سمة دائمة من سمات الجاهلية في غالبية مراحلها وعصورها.

إن أساليب وطرائق العلمانيين من بني قومنا فـي طرحهم للمبدأ العلماني ليست واحدة، بل هي متغيرة بحسب الزمان والمكان، وهذه التغيرات قد تشمل أساليب الخطاب، وقد تمتد إلى أساليب عرض المبدأ العلماني فهي متلونة في طبعها، وهكذا..

واليوم لن تنال رضى بني علمان حتى تهاجِم الدعوة إلى الله باستمرار وتحاول أن توهم الناس أن «الدين هو سبب فقرهم وبؤسهم وتخلفهم وانحطاطهم»، ولا بد من نبذه ظهرياً للسير في ركب الحضارة والتقدم.

ولن تنال رضى العَلمانيين حتى تهاجِم العلماء بـأنهم «علماء السلطان» و«لا مصداقية لهم»، وأنهم في «أبراجهم العاجية» لا يعيشون نبض المجتمع ولا يتفاعلون مع مشكلاته، وحتى تزرع إسفين الفُرقة بينهم وبين الدعاة بتصوير هؤلاء الدعاة أنهم دعاة تطرف وفتنة وإرهاب ووهابية وخروج على ولاة الأمر وكيل التهم الباطلة التي أضحت مفضوحة مكشوفة، فإذا زرعتَ هذا الإسفين بينهم؛ اختلفوا وتنافروا وسقطوا من أعين الناس، وحينئذ تستطيع اصطياد العامة والبسطاء من الناس. وأهل هذا الأسلوب غاية في الحذر والمكر، وكل هذا ليترضى عنه الأسياد وينال عندهم حظوة.

أقول هذا في وقت لا نزال نسمع عن كثير ممن قل حظهم من مراقبة الله وخشيته والخوف منه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا يدرون الغاية التي خلقوا من أجلها؛ لا تحلوا لهم مجالسهم ولا يقربون في حواراتهم ولا ينبسطون في جلساتهم حتى يتناولوا أعراض عباد الله من علماء الأمة ودعاة الملة ورجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من الذين جردوا سواعدهم لرفع راية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرفق واللين والحسنى، والذين بذلوا أوقاتهم لله عز وجل في وقت خرست فيه الألسن، وقالوا وقد سكت الناس، ونطقوا في وقت ركن فيه كثير من الناس إلى الدعة والسكون وأخلدوا إلى الحياة الدنيا وملذاتها وتسابقوا لنيل الوظائف والمناصب.

هذا الصنف من بني علمان لا يكاد يخلو منه زمان ولا مكان، تسيل أقلامهم حقدا وحنقا على هذه الدعوة المباركة، وينفس الواحد منهم عن احتقانه بهكذا أسلوب، فيخرج مخبوءه بتناول أعراض الدعاة وتتبع عوراتهم والتلذذ بالحديث عنهم في مجالسهم ومقالاتهم.

يسبونهم سباً قبيحا بصور بشعة قذرة تنم عن أنفس خبيثة وعقول وأفكار ركيكة بائرة هزيلة أشبه ما تكون -أجلكم الله- بالسباطة؛ هذا يتكلم في عرض هذا، ويردد ما أشيع عن هذا. ولا تتورع ألسنة بعضهم من اختلاق الأكاذيب وإلصاق التهم بهم وترديد بعض الأباطيل التي تلصق بهم والتي هي محض افتراء واختلاق من بني علمان الذين تتقطع قلوبهم غيظاً وهم يرون راية الدعوة إلى الله ترفع في هولندا خاصة وفي باقي بلاد الدنيا عامة، لأن المعاهد والمؤسسات والمراكز السنية والدعاة والعلماء يُقِضُّون مضاجعهم ويفسدون عليهم ملذاتهم وسكرهم وعربدتهم وفجورهم ودعوتهم إلى منكرهم، ولهذا فإن كثيراً من هؤلاء يلفق التهم والأكاذيب ليرميهم بها فيتلقفها خفاف الأحلام والسذج من الناس ويطيرون بها فرحاً يبلغون بها الأفاق:

أقلوا عليهم لا أباً لا أبيكم من اللوم***أو سدوا المكان الذي سدوا

لكن لا ضير ولا ريب هذه هي سمة الدعوة إلى الله عز وجل، أوذي صلى الله عليه وسلم، قيل عنه بأنه ساحر، وقيل عنه بأنه كاهن، وقيل عنه بأنه مجنون، ورمي في عرضه صلى الله عليه وسلم، ورغم ذلك أتم الله النور وأكمل الدين رغم كيد الكائدين، وأبرزهم المغرضون والحاقدون على الإسلام ودعاته في الماضي والحاضر، كم كادوا لرسول الأنام عليه الصلاة والسلام؟؟

هم في كل عصر يعيشون يعشعشون ويبيضون ويفرخون، همهم إطفاء كل نور يدعوا له المسلمون، وهم من أهل الصلاح ومن دعوتهم إلى الله يضحكون، وإذا مروا بهم يتغامزون، فالله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، ما يريدون أن يتكلم داعية ولا أن يأمر بمعروف ولا ينهى بناهية، لا يريدون علماً ولا دعوة ولا أن تقام ولو محاضرة واحدة، إن سألتهم عن آيات الله البينات ما عرفوا إلا المغنين والممثلين والراقصات «أحيائهم وأمواتهم»، هم في كل عصر يعيشون، يرمون بالتهم يرمون بالأكاذيب دعاة الإسلام؛ رموا نبي الله موسى قبل نبينا عليهم الصلاة والسلام بالزنا فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً، ورموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وهم أصحاب الإفك في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهم في كل زمان ومكان بهذا الدور يقومون، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

إن مؤسسة السنة في لاهاي بهولندا أخذت على عاتقها منذ تأسيسها بفضل من الله وحده بيان حقيقة الإسلام فيما يتصل بمواقف الغالين والمنقادين، وأنه دين العدل والوسطية واليسر والاعتدال، فالوسطية إذا بريئة من الأهواء وأبعد ما تكون عن الفتن والتكفير، ومصالح الناس تقتضي أن يكون هناك منهج متوسط يجتمعون عليه ويدافعون عنه كما أن حياة الناس ومصالحهم لا تستقيم إلا بالوسطية، والناس يحتاجون إلى التجديد بضوابطه.

ويجب على الجميع عدم التواطؤ على الأخطاء أو الانحراف عند جادة السلف، ولا نرضى بوضع الأمة الإسلامية بأنها داعية إرهاب وتطرف وتكفير، وأن دينها دين التشدد والغلو، وإعطاء صورة سيئة عن الإسلام، فالإسلام بريء من كل تزمت، وهو دين السماحة والأخلاق، والداعي إلى المحافظة على الأمن والاستقرار والدعوة إلى الله بالحسنى.

وشعارنا ما ورد في الصحيح من قوله -صلى الله عليه وسلم-: (القصد القصد تبلغوا)، وهو لفظ عمن أوتي جوامع الكلم -صلى الله عليه وسلم-، فلفظ القصد الأول منصوب على الإغراء أي الزموا الطريق الوسط المعتدل.. واللفظ الثاني للتأكيد.. «فلا تحزنوا ولا تيأسوا».

«ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين».

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M