من كان عاقلا فلا يلتفت إلى الشيعة (ج1)

06 سبتمبر 2013 01:54

الياس الهاني

هوية بريس – الجمعة 06 شتنبر 2013م

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه:

من المبادئ التي ارتكز عليها التشيع كمذهب ديني ونظام فكري، مبدأ المظلومية لأهل البيت وادعاء الانتصار لهم والقيام على إظهار الحقائق المغيبة على أهل السنة!!

 

وقد هيأ هذا الأمر نحو بلورة أفكار المذهب، على النحو الذي يجعل أتباعه حريصين كل الحرص على نشر هذا المذهب بكافة الوسائل والسبل، معتمدين في ذلك على مستبصرين زعموا -والمستبصر عندهم هو من كان سنيا ثم أصبح شيعيا!!- يظهرون لأهل السنة ما كان خافيا عليهم من حقائق، وناشرين بينهم قصة استبصارهم وتحولاتهم، وركوبهم لسفينة أهل البيت!! ومتخذين إياهم الواجهة الكبرى لغزو أهل السنة في بلادهم.

ولا بأس أن نبين وندلل على ما نقول من خلال الوقوف على بعض النماذج التي طرحت نفسها في الآونة الأخيرة على الساحة المغربية، بوصفها نماذج وحدوية تقريبية، إذ يعد محمد الصغير الحسني من أبرز هؤلاء المغاربة المعاصرين متخذين من مبدأ الوحدة والتقريب وكشف الحقائق وسيلة لهم لنشر مذهب التشيع وسط أبناء المغرب، الذين يجهل الكثير منهم حقيقة هذا المذهب وأصوله وما بني عليه.

وهذا ما تأكدنا منه وبدا واضحا وجليا في مقاله المنشور بعنوان: “من كان عاقلا فلا يتحدى الشيعة” مبتدئا مقاله بكلام منمق، وعبارات رائقة المعنى، جميلة المبنى، متخذا من الشيخ محمد الفزازي -له مجهودات في وقف شبح الرفض بين المغاربة -وكيف- المطية التي يركبها في نشر خرافات وأكاذيب الشيعة؛ باثا شبهات قديمة وأخرى حديثة قد انتهى منها أهل السنة مبينين ورادين عليها.

و لكي نتعرف أكثر على هذا الرجل الوحدوي وشخصيته التقريبية، أحببت أن اكتب سطورا في بعض المسائل الجوهرية المختلف فيها بين أهل السنة والشيعة، وفقا لما طرحه هذا الوحدوي التقريبي مفندا إياها ومبينا عوارها؛ ويمكن تلخيص وإجمال ما ذكره محمد الصغير الحسني من خلال النقاط والعناوين الآتية:

تهنئة وراءها ما وراءها:

ابتدأ الشيعي الكريم محمد الصغير حديثه بتهنئة الشيخ محمد الفزازي بخروجه من السجن، واتسامه بقيم العالم الحصيف والذكاء المتزن، والإنصاف في الحكم، ثم ما يلبث أن يقلب ظهر مجنه، ليقذف أول شبهة لطالما تغنى بها الشيعة من على منابرهم، وهي قوله: “أقول لولا هذه الأوزار لكنتم أبطال الدفاع عن فقه وحكمة أهل البيت عليهم السلام -و ليس محبتهم- في أصقاع الدنيا”.

أقول: اعلم أن أهل السنة -والفزازي منهم- هم أسعد الناس بفقه وحكمة أهل البيت، لأنهم أهل عدل وإنصاف، لا غلو ولا إجحاف، ولأنهم تبرؤوا من طريقة الشيعة الذين غلوا في بعض أهل البيت غلوا مفرطا، واجتنبوا طريقة النواصب الذين أذوهم وابغضوهم، وهم متفقون جميعا على الدفاع والمحبة وإظهار الفضائل ونشر علمهم وسيرهم بين عموم أهل السنة، ولو انك ألزمت نفسك ولو بالاطلاع اليسير على المصنفات والمؤلفات التي كتبت في ذلك لأخذك العجب والدهشة، ويمكن إجمال بعض مظاهر وصور ولاء آهل السنة لأهل البيت فيما يلي:

– ذكر فضائلهم ومناقبهم وحقوقهم الشرعية.

– صلاتهم على آل البيت في الصلاة الإبراهيمية.

– تصريحهم بوجوب محبة أهل البيت ومعرفة حقهم دون إفراط أو تفريط.

– حرصهم على نسب أهل البيت وغلظتهم على الأدعياء.

– الاعتراف بتشريف الله تعالى بالصلاة عليهم تبعا للمصطفى صلى الله عليه وسلم في الصلاة وغيرها.

– حرمة الصدقة عليهم واستحقاقهم للخمس.

– كل سبب ونسب مقطوع إلا سببهم ونسبهم وغير ذلك..

ولكن ما يريده الشيعة من الدفاع عن فقه وحكمة أهل البيت؛ هو ما سطر في كتبهم من التأليه والتقديس الزائف، والغلو والحماقة والتمرغ على قبورهم وسؤالهم من دون الله كما هو معروف.

الهجوم على مؤتمر القاهرة لنصرة سوريا:

ثم انتقل محمد الصغير إلى الهجوم على مؤتمر علماء المسلمين في القاهرة لنصرة سوريا، واصفا إياه بـ: “مؤتمر الإجماع الكاذب والفتنة المطبوخة بليل” ومكذبا الشيخ الفزازي بأن البيان الختامي للمؤتمر لم ينعقد فيه الإجماع، فبالتالي كان محض كذب وافتراء، وفي هذا من المغالطات الشيء الكثير الذي يجعل المرء مندهشا من سببهم للدفاع عن بشار وزمرته -دمرهم الله- وللرد على هذا لا باس أن انقل كلمة الشيخ الفزازي في المؤتمر التي تدل على عمق نظرته للأحداث الجارية في الشام، ومدركا خطر الشيعة على الأمة، قال: “..الواقع إن الحديث عن أعداء سوريا لا يحتاج إلى علم واسع وإلى تبسيط وتفصيل وشرح وطرح، العدو في سوريا واضح؛ يعلمه كل أحد، العدو في سوريا؛ الشيوعية والشيعة، العدو في سوريا؛ الصفوية والنصيرية، العدو في سوريا؛ حزب اللات وإيران المجوس، العدو في سوريا؛ البعث الكافر المجرم، العدو في سوريا؛ الذين قال في أمثالهم رب العزة في سورة التوبة: (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم. فقاتلوا أئمة الكفر. إنهم لا أيمان لهم. لعلهم ينتهون)؛ وفي قراءة: (إنهم لا إيمان لهم. لعلهم ينتهون).

فالقوم هناك؛ نكثوا العهود، والقوم هناك ضيعوا كل عزيز على هذه الأمة، القوم هناك يكفي أن نفتح القنوات الفضائية لنرى فضائع القوم هناك، وماذا يفعلون في أهلنا في سوريا، إذن الشيعة وحزب اللات وإيران، هذا الثالوث المجوسي، سقط القناع عن وجهه القبيح، لا نحتاج إلى تضليله ولا إلى تكفيره، فهو كافر ضال ابتداء، والقضية ليست حماسية أو قضية شحنة عاطفية وما إلى ذلك، بل القضية حقيقية، تنبهوا إلى هذا الذي سأقوله لكم؛ تفسيراتهم للقرآن غير تفسيراتنا، وأحاديثهم غير أحاديثنا، وكتبهم غير كتبنا، وأئمتهم غير أئمتنا، علماءهم ليسوا بعلمائنا، وعلمائنا ليسوا علماء لهم، إذن كيف يمكن أن نكون على دين واحد!!؛ والمشرب العقدي والإيماني والخلقي متباين، متضارب، مشاقق تماما، إذن هؤلاء ليسوا من ديننا، ولا من أبناء هذا الدين، ولا من جلدتنا، ولكنهم أعداء بل أئمة في العدوان، كما قال الله عز وجل: “فقاتلوا أئمة الكفر” لأنهم طعنوا في هذا الدين، طعنوا فيه باللسان، وبالخنجر، وبالبندقية، وبالسلاح؛ وبكل أنواع السلاح، ولهذا أيها الإخوة الأفاضل لنا في هذا الدين شيء اسمه الكليات الخمس، أو الضروريات الخمس: (حفظ الدين، و حفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ العرض، وحفظ العقل)..

وكل هذه الأشياء انتهكها أعداء الله في سوريا، وعليه فواجب كل الواجب على الأمة كل الأمة، من شرقها إلى غربها؛ أن تبذل في سبيل الله حتى تطهر أرض الشام من هؤلاء الأنجاس، من هؤلاء الذين ضحكوا على بعض أفراد هذه الأمة، أو على كثير من أبناء هذه الأمة، من خلال الإعلام الشيعي؛ من خلال التمويه بأنهم يمثلون الممانعة، ويمثلون رأس الحربة لمحاربة “إسرائيل”، وكلها تمثيليات وكلها مسرحيات، الآن سقط القناع وانكشف للعالم الإسلامي كله أن هذه القلة الخبيثة لابد وأن تستأصل من الجسد الإسلامي، ومن قلب هذا العالم الإسلامي الشام الجريحة..” اهـ كلامه.

عرفنا إذن سر الهجوم على الفزازي من طرف الشيعة؛ فقد استطاع أن يطلقها مدوية في أرجاء المعمورة محذرا من أمثال صاحبنا هذا الذي نحن الآن في صدد بيان افتراءاته وشبهاته.

أما بخصوص البيان الختامي فقد صدر بناءا على ما ناقشه المؤتمرون وتحدثوا عنه، والإجماع منعقد عليه فلو راجعت كتب الأصول لتبين لك ذلك؛ فما تلاه الشيخ محمد حسان في ختام المؤتمر لا يلزم لكل الحاضرين أن يتلوه واحدا واحدا حتى يحصل الإجماع على حسب ما يتبادر من حالك، فالإجماع كما هو معلوم نوعان؛ إجماع صريح، وإجماع سكوتي، وما حصل في بيان المؤتمر هو من الإجماع السكوتي؛ وهو حجة ما دام هناك رضا وموافقة وانتفت الاحتمالات التي تمنع من اتخاذ السكوت موافقة، ولم يصدر من المؤتمرين ما يناقض البيان ما يدل خلاف ما ذهب إليه الشيعي محمد الصغير.

أهل السنة والاملاءات:

بناءا على ما سبق ذهب الشيعي محمد الصغير إلى أبعد من ذلك فقال: “علماء أهل السنة في ذلك الاجتماع كانوا إذن مطالبين بالخضوع للأمر الواقع” يعني حسب زعمه؛ أن المؤتمر المنعقد كان بناءا على إملاءات خارجية من حكام العرب، وهذا مجانب للصواب، إذ قد بينا أن البيان صدر بإجماع المؤتمرون، وثانيا أن أهل السنة لا يخضعون لإملاءات الملوك والحكام؛ فهم يصدعون بالحق في وجه كل أحد، وما سجن الفزازي وتعرضه لابتلاء دام ثمان سنوات إلا دليل على ذلك.

وقد أبعد النجعة أكثر فنسب هذا إلى سلف الأمة فقال: “فلم لا تتصورون أن يكون علماء السلف قد عانوا أيضا من مثل ما عانيتم منه فخضعوا لإملاءات الملوك والساسة ثم خاض الذين من بعدهم وكتبوا فيما لا يزال الناس إلى اليوم متخبطين فيه ومستمسكين به”.

والرد على هذا من وجوه:

– إن ديننا غير مبني على التصورات والتخمينات وإنما على حقائق ثابتة بأسانيد صحيحة؛ وما علم المصطلح الذي انفرد به أهل السنة إلا دليل على ذلك.

– علماء السلف لم يكونوا قط ألعوبة بيد الحكام والساسة نوإنما قول الحق والصدع به في وجه كل احد، فلو جردت مثلا كتاب “سير أعلام النبلاء” للذهبي أو “البداية والنهاية” لابن كثير لتبين لك ذلك.

– لا بأس أن أورد بعض النماذج والمواقف التي تؤكد كذب وتلبيس ما ذهب إليه الشيعي الصغير من تصوير كاذب للسلف؛ فما حصل بين سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف الثقفي، وبين حطيط والحجاج، وبين سعيد بن المسيب وهشام ابن إسماعيل، وبين أبي حازم وسليمان بن عبد الملك، وبين عالم وسليمان بن عبد الملك، وبين مكحول ويزيد بن عبد الملك، وبين طاووس وهشام بن عبد الملك، وبين ابن أبي ذؤيب وأبي جعفر المنصور، وبين الحسن البصري والحجاج، وبين أبي يوسف القاضي وهارون الرشيد، وبين أبي حنيفة والمنصور، وبين الاوزاعي وعبد الله بن علي، وبين سفيان الثوري والمهدي، وبين الإمام مالك وجعفر بن سليمان،.. وغير ذلك من المواقف المشرقة لتاريخ السلف مع حكامهم، إلا دليل على الافتراء والمخادعة وفي رسالة الشيخ وحيد عبد السلام بالي: “علماء وأمراء” بعض ذلك فراجعه غير مأمور.

ثم استنتج من كل ما بناه من تصورات، اقل ما يقال عنها أنها تلبيس إبليس ،أن ما عليه الشيخ الفزازي من عقيدة سنية يشترك فيها أكثر مليار نسمة على مستوى العالم، مجرد باطل فقال في ذلك: “ثم كيف لم تتلقفوا تلك الإشارة والومضة الشرفة من عقلكم الحصيف لتراجعوا كل ملفات القوم لديكم فلعلها أسست كلها على باطل مفروض بالقوة أو بالمال وواضح أن ما أسس على الباطل فهو باطل” فانظر -هداني الله وإياك- فهو يقول: “فلعلها”؛ و هو حرف للتوقع؛ فهو فقط يتوقع ويرجوا أن يكون هذا البناء صحيحا، وقد بينا من قبل تهافت ب نيانه، وتدليسه فيه.

E_ilyass@hotmail.fr

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M