على شاطئ البيداغوجيا

19 يناير 2015 17:04
على شاطئ البيداغوجيا

على شاطئ البيداغوجيا

محمد البوبكري

هوية بريس – الإثنين 19 يناير 2015

كلما نظرت إلى مناهج البحث العلمي، والتدريس البيداغوجي المبني على أساس تراكم مجموعة من طرق التدريس المختلفة، المستلهمة من روح مجموعة من النظريات التربوية، التي تؤطر الفعل التدريسي، خلال الممارسة الصفية، التي تعتمد على أحدث المعايير العلمية المتعارف عليها في هذا الحقل الوليد الذي يعاني من التعثرات الكثيرة وهو في طريقه إلى النضج والنمو.

إن الاشتغال وفق النظرية السوسيوبنائية، التي تؤطر نظريا بيداغوجيا الكفايات، يعطي للكفاية أكثر من مدلول، ويطور فيها وظيفتها الاجتماعية، من خلال استحضار الدور الذي يقوم به المجتمع بشكل عام، وجماعة القسم على وجه الخصوص، من تأثير في السيرورة التعليمية للمتعلمين؛ وما ذلك إلا تعبيرا عن المفعول الواسع الذي يتركه التقليد عند الإنسان من كبير الأثر في التعلم الذاتي السريع، لأن الإنسان يميل إلى محاكاة الفعل تطبيقيا أكثر من الأمر المجرد عن الأنموذج العملي الذي يسهل معه التقليد.

إن السنة النبوية الشريفة، بما هي تطبيق وتنزيل تطبيقي لما في القرآن الكريم من أحكام، ترتبط بواقع الناس وممارستهم اليومية بما فيها من عوارض ونوازل، لخير دليل على مركزية التدريس بالمحاكاة والتقليد التطبيقي الذي يلخص كلاما كثيرا مجردا، يستنفذ من المدرس كثيرا من الجهد والوقت؛ في حين أنه كان من الأجدر أن يستعاض عنه بتطبيق عملي، يراه المتعلمون ويطبقونه مباشرة، كما في أحاديث نبوية كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: “صلوا كما رأيتموني أصلي“، فهنا إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعلم المباشر، عن طريق الملاحظة، والتدقيق من أجل محاكاة هذا الفعل التعليمي، الذي هو الصلاة.

وكذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “خذوا عني مناسككم” فيما يتعلق بالحج وما يقوم به الحاج خلال أدائه لهذا الركن الركين في الدين، والذي لو تعاملنا معه بنفس منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تدريسه للحجاج دون التركيز على الجوانب النظرية من فرائض الحج وسننه ومستحباته؛ بل تجاوز كل ذلك إلى إخبار الحاج بخطة الحج وهي الإحرام ثم… ثم… لكان الأمر أيسر، وأسهل، وأبلغ، خاصة مع شيوخ بلغوا من الكبر عتيا.

إن استلهام روح السيرة النبوية الشريفة في التدريس حاجة ملحة، وضرورة حاضرة ملحة، باعتبارها قامت أساسا من أجل تدريس البشرية درسا بعنوان: “كيف نعبد الله تعالى كما عبده أحب خلقه إليه حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم”؟

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M