وهكذا تختلق الجماعات المتطرفة.. لإسكات صوت المستضعفين

11 فبراير 2015 13:19
وهكذا تختلق الجماعات المتطرفة.. لإسكات صوت المستضعفين

وهكذا تختلق الجماعات المتطرفة.. لإسكات صوت المستضعفين

نجاة حمص

هوية بريس – الأربعاء 11 فبراير 2015

من أبرز الألعاب الاستخباراتية التي أكل الدهر عليها وشرب، اختلاق جماعات متطرفة، لإبعاد أنظار الرأي العام عن مواقع جرائم الإبادة العرقية، والقتل على الهوية، وهي وان كانت لعبة مبتذلة، فان سيل قطعان مدعي الثقافة والاطلاع، يسقطون في كل مرة في نفس الفخ، ويستغلون في كل مرة أسوء استغلال، ولا يكلفون أنفسهم عناء التفكير، بل يتسابقون نحو المداد والتعبير..

وهكذا وكلما تعالت أصوات المستضعفين، أخمدت، ولويت أعناق المتابعين بعيدا عن المجازر والفظاعات، بافتعال جماعة “إرهابية”، تضرب عدة عصافير مرة واحدة: تقبر قضية المستضعفين ويجرمون بجريرة أفعال تلك الجماعة، التي تحاول جاهدة تشويه العقيدة والجهاد، ويستدرج الشباب الملتزم المتحمس من مختلف الدول، من أجل الانضواء تحت بيعة أمراء مجهولي الهوية، لتظهر صورهم بعد فترة قتلى، وعلى وجوههم وأجسادهم أثار التعذيب، وطلقات نارية تم إطلاقها من مسافة قريبة، وقد أرفقت تلك الصور بجمل من قبيل “هنيئا لك بالحور العين”، “تم استشهاد الأخ الفلاني في عزوة كذا وكذا”..

وبالدخول إلى عرين تلك الجماعات، وكما يعلم كل من له أدنى دراية، يتم إلقاء محاضرات تحريضية من طرف ملثمين، تستهدف بالأساس الدول الإسلامية الآمنة، ورمي حكامها بالكفر، وسكانها الذين لا يكفرون الكافر، يلحقون بحكامهم ورجال أمنهم، حلال دمهم ومالهم وعرضهم..

ولو كان لذلك الشباب الصادق المتحمس، علما يتسلح به، عوض النبش والتنقيب عن مثالب المجتمعات الإسلامية والحكام، لعرفوا بأن الإدلاء بالشهادة، يستوجب الإفصاح عن الاسم واللقب كاملين، وقبل ذلك إماطة اللثام، هذا عن الشهادة فما بالك بالبيعة..

هذه اللعبة، تكون سببا في تهييج المجتمع الدولي ضد أولئك المستضعفين، الذين يجدون أنفسهم في حيص بيص، بين سندان القتل على الهوية ومطرقة الجماعات المتطرفة، التي تقوم بعمليات وهمية ضد العدو، فتنتشر فيديوهات العروض المسرحية لقادة وأعضاء ملثمين، متوعدة بعمليات أكثر وهمية، مما يبرر جرائم ذلك العدو ويضعف حجة المظلوم..

كما تلجأ هذه الجماعات إلى سرقة جهود لمجاهدين، الذين حملوا السلاح كرها، للدفاع عن أنفسهم مبلغ جهدهم، وغالبا ما يكون أولئك المجاهدون من شباب القبائل والعشائر، ومن غالب المواطنين البسطاء، فتنسب تلك الجماعات، كل عملية دفع، أو رد إلى نفسها، لأن غالبية من يقوم بالدفاع لا يرهق نفسه بالتصوير ونشر الفيديوهات، مستغلة تواطؤ الإعلام الذي يجدها فرصة للتسابق نحو تقليد الإعلام الغربي، للتبتل بقاموسه والتعبد بمصطلحاته..

ميدانيا، تشرع هذه الجماعات في اخذ البيعة من المناطق المحررة، وفرض شريعة الملالي على اللاجئين، وتطبيق الحدود على الجياع والخائفين وتصفية قادة وأعضاء الجهاد، وقتل المغرر بهم ممن التحقوا ..

دون إغفال لهذه الجزئية، أكرر ما تقوم به هذه الجماعات من فظاعات ضد قادة المجاهدين، من تحريض واستباحة دم، فيصبح من كان بالأمس يدافع عن القرى والمناطق المحررة، مطاردا مطلوبا للقتل، فتهدر بذلك دماء من كان قاب قوسين أو أدنى من الانتصار، وقد حمل السلاح كرها للذود عن الدين وعرض النبي وصحابته، حتى إذا صفي المجاهدون، وأبيد الشباب والأطفال وأجهض الجهاد، تربع على الأطلال من يحكم بالحديد والنار، منفرا من الملة والدين..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للتواصل: هذه صفحتي على الفيس بوك

 

https://www.facebook.com/pages/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%B5/636442923053853?ref=tn_tnmn

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M