المراكز الجهوية… إلى أين؟

17 فبراير 2015 18:00
المراكز الجهوية... إلى أين؟

المراكز الجهوية... إلى أين؟

محمد البوبكري

هوية بريس – الثلاثاء 17 فبراير 2015

تعد التربية أسمى الوظائف الشاغرة في المغرب، خاصة  والضعف الذي تعاني منه هيكلة المراكز الجهوية للتربية والتكوين من حيث الأطر التي تقوم بتكوين الأساتذة المتدربين والتي تعاني من ضعف علمي ومنهجي كبير، وكما هو معلوم فإنه لا يستقيم الظل والعود أعوج!!

وعموما فالتعميم لا ينفي وجود مراكز التربية والتكوين التي يتلقى فيها الأساتذة المتدربون تكوينا متينا لكن هذه هي الحالة العامة مع كل الأسى والأسف!!! فمن أين يبدأ التغيير؟ وكيف يكون؟

لابد وقبل الخوض في غمار هذا الموضوع الشائك أن أعرض لك -قارئي العزيز- لمحة تاريخية عن نشأة المراكز الجهوية للتربية والتكوين حيث صدر بالجريدة الرسمية عدد 6018 الصادر بتاريخ تاسع ربيع الأول 1433 موافق لثاني فبراير 2012، المرسوم المحدث والمنظم للمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين. يتضمن هذا المرسوم ستة أبواب وأربعين مادة، وبهذه السرعة الكبيرة تم إحداثها خاصة بعد مجموعة من التقارير التي جعلت المغرب في أسفل السافلين مع الأميين المتخلفين فقام منتفضا ضد هذا الوضع المزري، مجندا في ذلك الأداة الوحيدة التي يمتلكها دوما وهي التغيير والتبديل ولو بالأسوأ!! المهم هو التغيير ثم التغيير فصار مقصدا لا وسيلة، إذ إن التغيير وسيلة للإصلاح وقد يكون مقصدا لذاته في حالة النزهة وتغيير الجو، لكن لا فرق عندنا بين الجو والتربية والتعليم!!

إن التغيير في قطار التربية والتعليم يسلتزم حتما مراعاة سياق العربات كلها، وإلا ضاع القطار كاملا. إن هذا القطار لا يتوقف أبدا فإذا كانت المدرسة قد توقفت أحيانا عن أداء دورها فالأسرة ما توقفت والشارع ما توقف بل استمر في ممارسة وظائفه التربوية بدون عطل ولا إضرابات ولا تغيبات مبررة وغير مبررة.

إن تغيير السيرورة التربوية التعليمية يمر عبر دراسة عميقة للحالة التربوية والتعليمية للمجتمع ودراسة حالة كل منطقة مغربية وفق مقوماتها الثقافية والاجتماعية واللغوية وغيرها بما يسمح بتنمية الحالة التعليمية للمنطقة في سياق عام.

إن إصلاح المنظومة التربوية المغربية يستدعي دراسة مسحية للمجتمع المغربي ترصد كل الجوانب التي تؤثر في العملية التعليمية التعلمية خاصة منها الجوانب الثقافية والاقتصادية والنفسية، بما يخدم السياق الخاص بكل منطقة، وبما يلبي حاجاتها الاقتصادية ويوفر فرصا للتشغيل المحلي.

إن هذه الرؤية بقدر ما هي واضحة من حيث المعاني بقدر ما هي غائبة من حيث التطبيق العملي، وما ذلك إلا لأن الشعار هو أول ما يوضع قبل المشعور، فنجد شعارات فاتت ما أشعرت به بسنوات ضوئية يستحيل على راكبها اللحاق لأن وقت القطار قد فات…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M