حاجة المغرب لشركات «النخبة المتخفية»؟

01 مارس 2015 21:43
حاجة المغرب لشركات «النخبة المتخفية»؟

حاجة المغرب لشركات «النخبة المتخفية»؟

سعيد المرواني

هوية بريس – الأحد 01 مارس 2015

خلال الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة لم يتأثر الاقتصاد اﻷلماني كثيرا من ناحية المعاملات  الخارجية وخصوصا نسبة الصادرات بحيث أن منتجاتها وعلاماتها التجارية ظلت غازية ومتواجدة بالأسواق.

فحجم الصادرات الألمانية مثلا ارتفع بحدود 90 مليار يورو مقابل مستوردات بحدود 78 مليار، أي ارتفع بنسبة 3,8 في المائة، وفي سنة 2012 حققت الصادرات اﻷلمانية، رغم التراجع التي عرفته في نهاية السنة؛ نسبة عالية لم يشهدها الاقتصاد اﻷلماني من قبل. مقارنة بالنسبة التي قبلها عرفت عائدات الصادرات ازديادا بنسبة 3,4 في المائة، لتصل بذلك إلى 1097,4 مليار يورو. في نفس الوقت تم تحقيق ثاني أعلى فائض في ميزانية التجارة الخارجية، بعد ذلك الذي تم تحقيقه سنة 2008 وقد بلغت قيمته 188,1 مليار يورو.

السؤال الذي يطرح نفسه ما اﻷسباب والعوامل الذي دفعت عجلة الصادرات رغم الأزمة العالمية الثانية؟

لقد أسهمت كثير من اﻷسباب والعوامل في نمو الاقتصاد اﻷلماني وانتشار منتجاته في العالم،ولكن من أهمها نموذج من الشركات يسمى النخبة المتخفية hidden champions، بحيث ألف في هذا النوع من الشركات كتب ودندن عليها الكثير وتأسست جمعيات في دول أخرى للتعريف بها، بل كوريا الجنوبية تدرس هذا الحل كنموذج لتقوية اقتصادها الداخلي والرفع من صادراتها، وعدد هذا النوع من الشركات النخبة المتخفية يصل لـ1307 شركة في ألمانيا مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية المحتلة للمرتبة الثانية بـ366 شركة ثم اليابان 220 شركة.

قوة الطبقة المتوسطة:

وعلى نحو أدق، هي قوة من الطبقة الوسطى والتي تدعى بالنخبة المتخفية “hidden champions” لها دور كبير في دعم عجلة الاقتصاد اﻷلماني، وتتخصص في التقنية العالية والخدمات المعاصرة، وتمتلك مرونة عالية للاستجابة للسوق الداخلية والخارجية وحاجيات العملاء، يغلب عليها الطابع الدولي، فهي لا تقتصر على الداخل في تلبية حاجيات السوق، بل غالبا ما توجه منتجها للخارج،حيث تصل في أغلب اﻷحيان مبيعاتها نحو الخارج إلى حدود 90 في المائة، كما تركز على تحسين علاقاتها بشكل أفضل مع الزبناء، وتتوفر على يد عاملة ذات كفاءة عالية، ولها سلطات اتخاذ القرار دون الرجوع إلى المستويات العليا، زد على ذلك قدرتها العالية في اغتنام الفرص داخل اﻷسواق الناشئة والتي تعرف أزمات من حين لآخر.

و يمكن تلخيص أهم مميزات هذا النوع من الشركات في أنها:

– شركات صغيرة ومتوسطة.

– تحتل مراكز متقدمة في العالم في صناعاتها.

– في الغالب تركز على منتج واحد.

– لديها تاريخ طويل أكثر من 60 سنة أو 100 سنة تأخذ وقتا كبيرا لتتطور وتصير متقدمة في منتج ما.

ما الذي يشكل الفارق؟

وأهم ما يشكل الفارق بينها وبين أنواع أخرى أنها تركز على الجودة والأداء بينما الشركات اﻷخرى تركز على السرعة والمبيعات، وثقافة الألمان عموما تساعد على هاتين النقطتين، وتعليمهم يركز على إخراج شخص مهني وذو كفاءة مهنية، وطريقة انتقال العمل من جيل لآخر سلسة بحيث أن المتدرب يعمل في الشركة ويستعد قبل ذهاب الجيل السابق ويصنع علاقات متميزة مع صاحب العمل وتصير هناك ثقة متبادلة بين الجانبين وهذا مهم جدا في نقطتي الجودة واﻷداء.

كما يركزون على الاستماع لكبار العملاء تحت قاعدة لن تبيع كثيرا وتنتشر إلا إذا استطعت البيع للكبار، ويلاحظ عنهم موهبة عالية وتوازن كبير في القيادة حيث نجد أغلب أغنياء الطبقة الوسطى من رؤساء ومالكي الشركات ينتمون إلى أسرة لها مشروع صناعي يصدر منتوجه إلى الخارج، فالخبرة والتوازن تنتقل بين اﻷسرة وأعضائها.

معلومات تبرز المكانة:

– كل ثلاث شركات أولى في العالم في أي منتوج تتضمن هذا النوع من الشركات.

– مداخيلها تقريبا ثلاثة ملايير دولار.

– ليست معروفة كثيرا للجمهور العادي.

نقاط القوة والنجاح:

– أهداف طموحة للغاية تصل للريادة وتوجيه السوق.

– التركيز على منتج ومجال محدد.

– التوسع الجغرافي والتصدير للخارج.

– التكنولوجيا.

– القرب ومتابعة الزبائن.

– المنافسة وجها لوجه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعض المراجع:

– “كتاب التجربة النهضوية اﻷلمانية” الصادر عن مركز نماء.

– برنامج على الجزيرة: “ألمانيا والأزمة الاقتصادية”.

– فيديو “لقاء في بريطانيا لأحد جمعيات النخبة المتخفية”، إلقاء الدكتور “بيتر كولمان”.

– لقاء إخباري على قناة في كوريا الجنوبية مع أستاذ الاقتصاد الكوري الدكتور “شين سيدون”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M