السفير الأمريكي يتدخل لفك اشتباك بين العبادي والعبيدي بسبب مليشيات إيران

05 مارس 2015 22:05
السفير الأمريكي يتدخل لفك اشتباك بين العبادي والعبيدي بسبب مليشيات إيران

السفير الأمريكي يتدخل لفك اشتباك بين العبادي والعبيدي بسبب مليشيات إيران

هوية بريس – متابعة

الخميس 05 مارس 2015

لم تكن زيارة السفير الأمريكي في بغداد “ستيوارت جونز” إلى مكتب وزير الدفاع خالد العبيدي، ولقائه به منفردا يوم الإثنين مجرد زيارة عابرة أو برتوكولية، وإنما جاءت في أعقاب سلسلة من التطورات السياسية والعسكرية على خلفية الأحداث التي شهدتها محافظة صلاح الدين خلال الأيام الماضية؛

واشتداد القتال في أجزائها الجنوبية والشرقية بين قوات الحشد الشيعي بقيادة الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي وصل إلى مركز عمليات الحشد في قضاء بلد مساء السبت الماضي، وبين مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذين يبسطون سيطرتهم على تكريت مركز المحافظة وعدد من أقضيتها ومناطقها.

وحسب المعلومات التي يتم تداولها في وزارة الدفاع وأمكن للـ(العباسية نيوز) الاطلاع على جزء منها، فان الوزير خالد العبيدي قابل رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قبل ساعات من ذهاب الأخير إلى سامراء مساء الأحد للإعلان عن بدء الحملة العسكرية لتحرير محافظة صلاح الدين وطالبه بالدعوة إلى عقد اجتماع مشترك بين ضباط أركان يمثلون الوزارة مع قيادات الحشد، لغرض التنسيق العسكري ووضع خطط مناسبة قبل الشروع بالحملة لتفادي خسائر كبيرة متوقعة في صفوف الحشد بعد أن أثبتت الصور التي التقطتها الطائرات الأمريكية لمواقع واستحكامات داعش بأن قوات الحشد ستواجه عقبات ومشكلات خلال المعارك بسبب افتقارها إلى مستلزمات ضرورية للقتال.

وتشير تلك المعلومات أيضا إلى أن وزير الدفاع نبه العبادي إلى أن وصول الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى جبهة سامراء مساء السبت الماضي وانتشار الأنباء والصور التي روجتها وكالة أنباء فارس عن قيادته لقوات الحشد، انتهاك لسيادة العراق وإساءة إلى قواته المسلحة وتقود إلى نتائج ليست في صالح الحكومة العراقية ووزارة الدفاع ومكتب القائد العام تحديداً.

ووفق المعلومات ذاتها فإن العبادي استمع إلى تحذيرات وزير دفاعه بلا مبالاة مرددا عبارة (يصير خير إن شاء الله) فقط، الأمر الذي عده العبيدي عدم اهتمام رئيس الوزراء بنصائحه.

ومما فاقم (المهزلة) حسب وصف القيادات العسكرية في وزارة الدفاع أن العبادي في كلمته أمام مجلس النواب (الإثنين) أضفى على وحدات الحشد الشيعي صفة رسمية عندما قال بعبارة واضحة (إن الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية)، وهي مسألة حساسة تتناقض مع الأعراف والمفاهيم العسكرية، فإذا كانت قوات الحشد ضمن مؤسسة عسكرية حكومية -كما تقول تلك القيادات- فهذا يعني أنها، إما أن تكون مرتبطة بمكتب القائد العام أو تتبع وزارة الدفاع، وكلا الحالتين لا وجود لهما على أرض الواقع.

وبهذا الصدد ينقل عن قائد عمليات سامراء اللواء عماد الزهيري أنه تلقى أمرا من رئيس الوزراء بزج قطعاته العسكرية مع قوات الحشد في الهجوم على جبهة قضاء (الدور) إلا أن قادة الحشد رفضوا عرضه طالبين منه تخندق قواته في سامراء والدفاع عنها والابتعاد قدر الإمكان عن العمليات العسكرية التي يخوضها الحشد لتحرير المناطق المحتلة من داعش، حتى لا يقال إن الجيش الحكومي ساهم بمعارك (التحرير) رغم أن قيادة عمليات سامراء كما هو معروف ترتبط بمكتب القائد العام وتتلقى التوجيهات منه.

وقال اللواء محمود مخلص المدرس السابق في أكاديمية البكر للعلوم العسكرية لأنه من الواضح تماما أن قيادة الحشد المتمثلة بالجنرال قاسم سليماني ومستشاريه الإيرانيين وأركان حربه العراقيين، لا تريد مشاركة القوات الحكومية لها وواثقة بقدرات فصائل الحشد في حسم المعارك لصالحها دون الاستعانة بالجيش والدعم اللوجستي الأمريكي.

السفير الأمريكي يتدخل لفك اشتباك بين العبادي والعبيدي بسبب مليشيات إيران

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية ستيفن وارين قد نفى مشاركة طيران التحالف الدولي في معارك صلاح الدين مؤكدا أن بلاده لم تتلق طلبا عراقيا لشن غارات جوية على مواقع داعش لاستعادة تكريت، موضحاً في الوقت نفسه بأن (البنتاغون) على علم بعملية تكريت منذ بداياتها مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين يدركون الاهتمام الإيراني بها، ولكنه امتنع في الخوض بالتفاصيل!

وينسب إلى وزير الدفاع خالد العبيدي وهو من أشد المتحمسين لتحرير المناطق والمحافظات من احتلال داعش، أنه لا يهضم وجود معارك عسكرية وقتال في الأراضي العراقية بدون اشتراك قطعات الجيش العراقي ومساهمة القوات الحكومية فيها، ولأنه عسكري محترف كما يصف حاله، فإنه لا يسمح لنفسه ولا لموقعه أن يكون مجرد متفرج على ما يحدث.

ووفق ذلك -تقول المصادر العسكرية الحكومية- إن وزير الدفاع في وضع حرج لأنه على قناعة بأن قوات الحشد قد تنجح تكتيكيا في معارك صلاح الدين ولكنها من الناحية الاستراتيجية ليست قادرة على إدامة الزخم العسكري والإمساك بالأرض دون مشاركة فاعلة من الجيش والقوات المسلحة والأجهزة الحكومية.

وتبقى زيارة السفير الأمريكي المفاجئة إلى مكتب وزير الدفاع واجتماعهما المنفرد، تغلفهما السرية رغم أن التكهنات تشير إلى أن السفير أحس بوجود (مشكلة) بين العبادي والعبيدي فسارع إلى إطفائها خوفا من انعكاساتها على الحكومة الحالية التي بذلت واشنطن جهودا مضنية لتشكيلها في الثامن من شتنبر الماضي.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M