الشيخ المغراوي يشارك في ندوة بعنوان: «المرأة ودورها في بناء المجتمع الصالح»
هوية بريس – أنس بويبرن (مراكش)
الأحد 08 مارس 2015
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نظمت جمعية الكرامة أمس الأحد 08 مارس؛ في ملتقاها الثاني تحت شعار: “المجتمع المدني ركيزة التنمية”، ندوة مهمة بعنوان: (المرأة ودورها في بناء المجتمع الصالح).
وقد بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من طرف ذ. سعيد بوشبكة عضو جمعية الكرامة، تلى ذلك فقرة تعريفية بالجمعية، قدمها بلحوض رئيس الجمعية.
ثم أعطيت الكلمة للشيخ عبد الغني بقاس، الذي كانت مداخلته تحت عنوان: (قضية المرأة قضية مفتعلة وقضية انتقائية)، تناول فيها أن:
– قضية المرأة لم يتعرض لها تاريخيا من طرف المفكرين في القرنين السابقين مما يدل على وجود تكامل على مستوى الأدوار، ثم ظهرت دعاوى عريضة من جهات مغرضة تعمل وفق إيديولوجيات مشبوهة جعلت المرأة قضية حضارية.
– لقطات سريعة من التاريخ الإنساني تكشف أن من تعرض التعسف والإبادة هو الرجل ومع ذلك لم يكن للرجل قضية كما الشأن فيما يتعلق بالمرأة في المذاهب المادية المعاصرة.
وفي الحضارة الفرعونية قتل الرجال ومنعوا أهم الحقوق الإنسانية وأهمها الحق في الحياة، كما أن الذي تعرض للإبادة في الحضارة الأمريكية هم الرجال بل تم استرقاق الأفارقة بشكل فظيع وكذا في التاريخ الشيوعي الذين تعرضوا بشكل أكبر للاضطهاد هم الرجال!!
– التاريخ يشهد أن المرأة بكيانها القيمي الأخلاقي واقع تاريخي متأصل وليس طرحا جديدا، مثال: امرأتي مدين المذكورة في الكتاب المبين.
وقد اختتم الدكتور كلمته ببيان الانتقائية الفاضحة التي تكيل بها كثير من الجهات والمنظمات التي تبنت زورا قضية المرأة.
بعد ذلك افتتح الدكتور قابيل سعود مداخلته المعنونة بـ: “المرأة المسلمة في مواجهة التحديات المعاصرة”، ببيان أن المرأة ظلمت على مستويين من طرف المنظمات الأجنبية والهيئات الدولية ومن طرف بني جلدتها؛ وهذا ما كشف عنه معهد الدراسات بإسبانيا؛ إذ طرح أرقاما خطيرة من حالات الإجهاض والاستغلال الجسدي والجنسي والإدمان ونسب الطلاق المهولة.
ثم بيّن الدكتور قابيل أن من مظاهر الظلم والتعسف في حق المرأة؛ الترويج عبر قنوات عدة لنظريات تروم زعزعة الكيان الأسري، من خلال تسويق النموذج الغربي نموذجا يتوجب الاقتداء به والتفلت لأجله من كل القيود الدينية والاخلاقية؛ وهذا ما جسدته بقوة اتفاقية “سيداو” التي قامت على دحر كل ما هو ديني أخلاقي يضمن الكرامة الحقيقية التي تصون هوية المرأة المسلمة.
واختتم الدكتور بإحدى عشرة توصيات أبرزها:
– ترسيخ العقيدة الصحيحة.
– لا ترقيعات في الإسلام بل هو عقيدة راسخة.
– تجديد الخطاب الدعوي.
– استنفار كل الفعاليات للنهوض بأوضاع المرأة وفق منهج التوحيد.
– التصدي لدعوات التغريب.
– عقد المؤتمرات والندوات لبيان خطر هذه النظريات الدخيلة.
– إيجاد إعلام إسلامي بديل يصوغ القضية وفق الرؤية الشرعية والتوجه السليم.
– قيام العلماء والمفكرين وذوي القرار بدورهم الشرعي والإنساني تجاه قضية المرأة.
– متابعة بناتنا في مناهجهم الدراسية.
كلمة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن المغراوي:
افتتح الشيخ محمد المغراوي مداخلته بالتوجه بالشكر لمنظمي الندوة وجميع الفعاليات التي أسهمت في إنجاح هذا اللقاء، وبخاصة السيد والي مدينة مراكش؛ متضرعا إلى الله تعالى ان يحفظ جلالة الملك وأن يكلأه بالعناية والرعاية.
ثم بين الشيخ المغراوي أن هذا الموضوع يشغل مساحة واسعة في الفكر المعاصر؛ ولذا تأتي هذه المداخلة لتسلط الضوء على الرؤية الشرعية للمرأة -هذا الكيان الفريد- ودورها البارز في منظومة الصلاح والإصلاح؛ وهو الدور الذي دأبت دور القرآن الكريم على ترسيخه لدى المرأة أمًّا وبنتا وزوجة؛ فأضحت المرأة بفضل الله ثم بفضل هذه الجهود المشهودة جنسا فريدا متميزا له أثر واضح في مسيرة الصلاح، ومازال ينعم المجتمع ببركات هذه الجهود بفضل هذا المنهج التربوي التي قادتها هذه الدور لما يقرب من أربعين سنة؛ وقد قامت دور القرآن في رؤيتها من خلال بلاغات الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من خلال استمداد النموذج المشرق من كتاب الأمة المنزل؛ ومن السيرة النضرة؛ والأيام العطرة، التي سطرت في تاريخ الأمة صفحات من التوحيد والنبل، وترجم لنماذج راقية تجسدت فيها سيماء المرأة المثالية التي كانت لها الريادة الحقيقية في تأسيس الحضارة الإسلامية، وبناء صرح أخلاقي وعقدي قائم على تجريد العبودية لله تعالى وفق منهج رباني يضمن الكرامة الإنسانية للمرأة في أرقى صورها وأبهى تجلياتها.
كما بين الشيخ حفظه الله أن المرأة قرينة الرجل في خطاب الشرع وأنها وفقا لهذا المنظور تنعم بالمساواة الحقة بعيدا عن طروحات المساواة الزائفة والمستوردة والدخيلة على أمتنا.
وقد أكد الشيخ المغراوي أن الجهود المبذولة يلزم أن تتضاعف وتتكاثف لصون المرأة المسلمة من كل دعوات الزيغ والانحراف العقدي والأخلاقي، لأن المرأة المسلمة صمام أمن وأمان للأمة.
مؤكدا في الوقت نفسه على أن صلاح المرأة أساس لصلاح المجتمع، وملحا على أن الضامن لأمن المجتمعات هو التوحيد الذي تخفق به جوانح المرأة، وأن الحفاظ على أمن الوطن مسؤولية مشتركة وواجب شرعي لا ينبغي لأحد أن يتخلف عن أدائه، مرأة أو رجلا.
وأخيرا رفعت برقية ولاء وإخلاص للمقام العالي بالله الملك محمد السادس حفظه الله.
