حقيقة إشاعة المنحرفة التي تنقبت لتنتقم من وجوه الحسناوات في مدينة سلا

19 مارس 2015 23:32
حقيقة إشاعة المنحرفة التي تنقبت لتنتقم من وجوه الحسناوات في مدينة سلا

حقيقة إشاعة المنحرفة التي تنقبت لتنتقم من وجوه الحسناوات في مدينة سلا

هوية بريس – إبراهيم الوزاني

الخميس 19 مارس 2015

قبل فاتح أبريل (لتكون كذبة أبريل)، وفي زمن الثورة المعلوماتية، وانتشار تقنيات التصوير، وتعميم المعلومة.. لا زالت الإشاعة تجد مكانا لها في الأوساط الشعبية..

ففي مدينة سلا، وبالضبط في حي سيدي موسى، انطلقت الإشاعة لتنتشر بعد ذلك في جميع الأحياء بل تجاوزت وادي أبي رقراق ووصلت العاصمة الرباط؛ إشاعة ابتدأت على الشكل التالي: منحرفة تعرضت لاعتداء على مستوى الوجه (شرطوا ليها وجهها)، فوضعت النقاب على وجهها، وذهبت لثانويتي النهضة (وهي داخل أسوار المدينة العتيقة، باب شعفة) وصلاح الدين الأيوبي (وموقعها خارج الأسوار غير أنها ليست محسوبة على حي سيدي موسى، قبالة باب سبتة)، وقامت بالاعتداء على فتيات بنفس الوحشية (شرطات ليهم وجوههم).. وهي الآن تتربص بتلميذات إعداديتي عبد الرحمن حجي وعقبة بن نافع.. ما ولد ذعرا في قلوب الكثير من التلميذات ليس فقط في الإعداديتين المذكورتين بل على مستوى تلاميذ جل المؤسسات الدراسية في الحي حكومية أو خصوصية..

بل الأدهى من ذلك أن اللمسة الهوليودية في الإشاعة هي أن التحريات الأمنية شغالة على قدم وساق، ومع ذلك لم يستطيعوا القبض عليها، ولا حتى الوصول إلى خيوطها القمرية..

ثم تطورت أحداث الإشاعة سريعا لتصير بطلة الإشاعة تتنقل بين الأحياء وتقوم بجرائمها، ومنهم من صورها بالفيديو مع التاسعة ليلا، وهي تركب دراجة هوائية في أحد أحياء مدينة سلا، ثم في صباح اليوم الموالي حضرت الفرق الأمنية بشتى أشكالها للإقامة التي دخلتها..

إلى هنا لم يلق القبض على المنقبة الأسطورة، بل استطاعت أن تجيش جماعة من المنحرفين والمنحرفات وتقوم رفقة عصابتها بعدد من الجرائم، وهم يتجولون في الشوارع شاهرين سكاكينهم وسيوفهم؛ هذه الجرائم التي لم يطلع عليها لا رجل أمن ولم يكتب لها محضر، ولم يوجد لها ضحايا، سوى مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو انتشرت كالنار في الهشيم على موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”.. وهي صور ومقاطع لحالات إجرامية تم فيها الاعتداء على فتيات ونساء بنفس طريقة الأسطورة..

وكل البلبلة التي عرفتها قضية هذا الإشاعة، راجع إلى سرعة انتشار الإشاعات في الأوساط الشعبية، وقابلية ساكنة هذه المناطق للإشاعات المتعلقة بالإجرام بسبب فشوه، ورؤية الناس لعدد كبير من الجرائم، ما يجعلهم يتقبلون إمكانية سيناريو هوليودي لا يعدو كونه إشاعة..

تصريح السلطات الأمنية

نفى مصدر أمني بشكل قاطع صحة هذه الأخبار حسب إحدى المواقع، مؤكدا أن الأمر يتعلق بواقعة تعود إلى 17 فبراير الماضي، بعدما أوفقت مصالح الشرطة القضائية بسلا المسماة “ابتسام.د” من مواليد 1993، والتي اعتدت على ثلاثة من جاراتها، تحت تأثير حالة السكر الطافح التي كانت عليها، فتم توقيفها من طرف عناصر الشرطة القضائية في حينه..

كما أن السلطات لم تتلق أية شكايات متعلقة بموضوع الإشاعة، ولا ضحايا تعرضن لنفس الاعتداء..

ومن غباء البعض أنه يظن أنه إذا روى مثل هذه الإشاعات فلن يكون لها تأثير، ويغفل أنه عندما تنتشر فإن المستهدف منها فئة ستتعرض للمضايقات وللجرائم والاعتداءات.. وسيصعب بعد ذلك نفيها وتكذيبها.

الحقيقة وليست الإشاعة.. منتقبات تعرضن للاعتداء والتحرشات اللفظية

وقد تعرضت بعض المنتقبات للتحرش والاعتداء اللفظي من طرف فتيات أو نساء صدقن الإشاعة أو استغللنها للنيل من المنتقبات..

كما ورد اليوم خبر عن منتقبة بالقرب من صيدلية “الودغيري” بحي السلام الإضافي بمدينة سلا تعرضت لوابل من السبّ وتحرش لفظي من الهمج الرعاع بحجة أنها المنتقبة/الإشاعة، ما عرض المسكينة لحالة من الإغماء.. ولولا تدخل بعض الشباب الخير، لنال المتهجمون منها، ولكشفوا عن وجهها، وقد يتطور الأمر إلى كشف ما هو أكثر من ذلك…

كما أخبرت أن منتقبة أخرى تعرضت أمس لنفس الاعتداء في حي الشيخ المفضل، وحسب السيدة (فاطمة.س) المنتقبة، فإنها بدأت تشعر بالخوف من الخروج إلى الشارع، لأنها بدأت تسمع تحرشات من قبيل “هذي هي لي كضرب”، وكذلك الخوف من أن يهاجمها أحد أو يعتدي عليها، خصوصا بعد سماعها لأخبار تعرض منتقبات للاعتداء.

خطر نشر الإشاعات

إن الواجب الشرعي في مثل هذه الحالات هو نفي هذه الإشاعات وتضييق مجال نشرها، وإلا فإن كذبة البعض تنتشر في الآفاق.. ولمثل هؤلاء ورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم الطويل وفيه: “رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي… قَالَا: الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ (يعذب في قبره) فَكَذَّابٌ يَكْذِبُ بِالْكَذْبَةِ تُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِرواه البخاري (6096).

يشق شدقه: أي؛ يشق جانبي فمه إلى القفا، تعذيبا له.

كلمة في الأخير

لقد ساءني كثيرا أن تنضم بعض المواقع التي لها نصيب من المصداقية المفقودة في كثير من المنابر الإعلامية، إلى جوقة المروجين لهذه الإشاعة المغرضة التي نشرت الرعب في صفوف الصغار والكبار، وصارت سببا في تعرض المنتقبات للاعتداء والخوف من الخروج إلى الشارع؛ من مثل نشر خبر بعنوان: “هلع في سلا بسبب “مُنقبة” تُشرمل الفتيات”!!!!

اتقوا الله فيما تنشرون..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M