ندوة الرباط تسقط نظرية: «السلفية تنتج الإرهاب»..

07 أبريل 2015 14:25
مشاريع مدرة للدخل لفائدة أرامل القيمين الدينيين والأبناء في وضعية إعاقة

ندوة الرباط تسقط نظرية: «السلفية تنتج الإرهاب»..

هوية بريس – حماد القباج

الثلاثاء 07 أبريل 2015

وهي من النظريات التي أنتجها السياق السياسي الذي استُهدف فيه المنهاج السلفي بعد أحداث 11 شتنبر 2001؛ تنفيذا لجزء من مخطط محاصرة عالمية الدين الإسلامي بتحريفه واختزاله في تيارات معروفة..

ولما كان المنهاج السلفي؛ هو الإطار المنهجي لاستنباط دلالات النص الشرعي؛ بما يكتنف ذلك من: تمسك بشمولية الوحي، واعتصام بالقرآن والسنة، واجتهاد نوازلي لمواكبة التطور البشري والنمو الإنساني؛

كان من الضروري استهدافه ومحاربته..

فكان المدخل؛ هو تهمة الإرهاب التي تم الاستناد إليها لتسويغ مصادرة نشاط علماء السلفية ودعاتها، وإغلاق مدارس وجمعيات دعوية وخيرية…

وقد تأثر بعض الباحثين المسلمين بهذه النظرية؛ وفرع عليها بعض المغاربة منهم؛ نظرية مفادها أن: “السلفية العلمية بريد نحو السلفية الجهادية”.

ومن هؤلاء الدكتور محمد الطوزي الذي أعتبره من أكبر المنافحين عن نظرية التفريخ، العاملين على تنزيلها في الواقع المغربي؛ انتصارا لتيار الحداثة العلمانية في حربها على السلفية المغربية الأصيلة..

ندوة الرباط شهادة رسمية من علماء المغرب تؤكد عدم صحة هذه النظرية؛ لا سيما البحوث التي برهنت على دور السلفية المغربية البارز في مكافحة الغلو والتطرف، وفي خدمة الاستقرار والسلم الاجتماعيين..

وهو ما كنت أبرزته في دراستي: “السلفية في المغرب ودورها في محاربة الإرهاب”؛ الصادرة سنة 2007.

والتي بينت فيها ضرورة كشف تلبيس المصطلحات المستعملة في الباب، والتي حاول مناصرو تلك النظرية توظيفها لإثبات نظريتهم:

فـ”عقيدة الخوارج” و”فكر التكفير”: هما مصدرا التوجهات التي تتبنى العنف الديني عند المسلمين..

والسلفية -في تاريخ الأمة وواقعها- هي أقوى جبهات المقاومة لتلك التوجهات، وهي الأقدر علميا وفكريا على ممارسة نقد قوي وموضوعي لإفرازات المصدرين المذكورين..

شرحت هذا المعنى بالتفصيل والتدليل..

كما انتقدت مصطلح “السلفية الجهادية” وما ينطوي عليه من تلبيس وتدليس من أجل التوظيف السياسي المشار إليه..

ومن خلال هذا المدخل؛ برهنت على أن الجهاد بصفته لفظا شرعيا تتعلق به معاني وأحكام،

وأن السلفية بصفتها مصطلحا علميا؛

لا يمكن اعتبارهما مصدرا للعنف والإرهاب..

ملحوظة مهمة:

كلامي المتقدم متعلق بالمعنى العلمي الاصطلاحي للسلفية؛ باعتبارها منهاجا يرسخ الاعتصام بالكتاب والسنة، والأصول الشرعية للاستنباط التي أصّلها علماء السلف الصالح، وتبلورت في علم أصول الفقه..

ولا أعني به التيارات والأفراد المنتسبين لذلك المنهاج؛ فإن هؤلاء يتفاوتون في نسبة المصداقية في ذلك الانتساب؛ ومن هنا نجد البعض يدعي هذه النسبة الشريفة وهو متلبس بأنواع من الغلو؛ وأخطرها: التكفير وشرعنة ممارسات التخريب والتدمير..

ومعلوم أن المنهاج لا يحكم عليه بأخطاء المنتسبين إليه؛ لا سيما أن واقع السلفية يشهد بوجود اختراقات عملت على إلصاق تهمة الإرهاب بتيارات سلفية؛ وفي ذلك أحداث معروفة في عدد من الدول (أستحضر هنا: فضيحة تونس لما تم ضبط شاحنة محملة باللحى تتجه نحو جبل كان يتحصن فيه مجهولون يراد وصفهم بالإرهابيين، كما أذكر بتحقيق قناة الجزيرة الذي كشف تورط أجهزة استخباراتية في تسخير أحد موظفيها لتدبير اغتيال اليساري شكري بلعيد ونسبة ذلك للتيار السلفي..).

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M