إلى متى يجب علينا التصفيق لمرشحنا…؟

04 مايو 2015 23:03
إلى متى يجب علينا التصفيق لمرشحنا...؟

إلى متى يجب علينا التصفيق لمرشحنا...؟

العربي الزيني

هوية بريس – الإثنين 04 ماي 2015  

في بلدي… وجدتني في مكان الازدياد أو محل السكن. أينما كنت: طفلا فشابا يافعا في قرية بلدي الأصل، بجماعة البليدة إقليم زاكورة، أو رجلا مقبلا على واجبات الحياة  -إن مد رب لي في أجلي-  بجماعة القليعة ولاية أكادير، الجماعة الحضرية أو المدينة بمفهوم الناس، القرية بمفهوم القرآن!

فقط أهمس في آذانكم حتى لا يسمعني… لا أريد أن أفقد الوظيفة أو أطلق الزوجة، أو ينقطع عني التيار الكهربائي والماء وخدمات الصرف الصحي، ويُمنع جامع القمامات من زيارة وتنظيف حينا… لا أريد أن أحرم من حقي في الحصول على عقود الازدياد والمصادقة على الإمضاءات والالتزامات، والحصول على شواهد الحياة و بعد الممات.

لا أريد أن يرميني الناس، أقول عامة الناس، بسهم واحد: متطرف أو خارج عن الجماعة  أو داعشي أو إرهابي أو رجعي…  وهلم جرا. أريد أن أبقى كائنا بشريا حيا كريما في مجتمعي، أُسمّى بإسمي الشخصي والعائلي بالإضافة لكُنيتي -لمن شاء- فقط، أكره الإهانة، لا أطلب أزيد من ذلك لأقوم بواجباتي على أحسن وجه.

فالحياة لها قوام، واللبيب يعرف حدود هذا القوام.

نعم، فأين هي حرية التعبير؟ التي يكفلها الدستور الوضعي المعمول به في بلدي، وقبله كفلها لي القانون الإلهي، قانون رب الأرض والسماوات، قانون رب الكون ومُدبره: الله.

أين هي الحريات الشخصية زعموا؟

 ومن خالف عاداتهم المشينة اتهموه بالباطل وتشويه صورة المجتمع في الداخل والخارج، كما يزعمون، حتى ولو كان وزيرا. فالحرية فقط في اتباع أهواءهم هُم، وليس حتى في اتباع الهوى المطلق، فقط لمن رضوا عنه (وْ بَسْ).

تختل كل الموازين في بِركة مياهُها عادمة، وما الذنْبُ ذنبَ البركةِ، ولكن الذنبَ كل الذنبِ ذنبُ المياه التي سمحت للجراثيم والبكتيريات والفطريات والطفيليات باحتلالها، بعد أن كانت غير آسنة  !

فمتى تتم معالجة حالة هذه البركة أو معالجة مياهها التي أصبحت مغلوبة على أمرها فهي لا تستطيع تطهير نفسها أو تنظيف حالتها النجسة من الظلم للخصم والكبر وتقديس المصالح الشخصية الذاتية الأنانية، والترفع عن خدمة الوطن والمواطن مع التمسك المجنون فقط بالكراسي؟

نعم، هكذا هو حال السياسي -إلا من رحم الله- في بلدي المغرب وربما البلاد العربية أجمع، ولا أقول الإسلامية، ولا يهمني حال الغرب فأنا لا أدين به ولا أدين له بأي فضل غير احتلال بلادي وقتل أجدادي وسرقة أملاكي وهدم حضارتي التي علمته كيف تكون الحضارات، فأنا لا أعتبره نموذجا.

فمتى إذن تعود السياسةُ طاهرةً نقيةً شريفةً، كمجال ووسيلة لخدمة المصلحة العامة واحترام حقوق الشعوب وتدبير شؤونهم بالتي هي أقوم، بعد الزجر عن الواجبات؟

قبل أن نعيدها شورى بين أبناء الشعب، لاختيار العالمِ العاقلِ الصالحِ المثقفِ لتحمل كل مسؤولية والقيام بها على أحسن وجه، بدل التصفيق لصاحب النفوذِ وصاحب الدراهم والأوراق النقدية وربما دون الشهادة الابتدائية، مع التعلل بالواقع وظروف العصر والحداثة…

هكذا انطلقتُ من معاينة حالة منطقتين بعَيْنَي رأسي، وخوض التجارب المريرة المُهينة لكرامة الإنسان، أو على الأقل معايشتها، مع اخلاف طفيف بين الحالتين، من قبيل التسويق الاعلامي والإشهار بنا كقطعانٍ من البقر، ولم أقل الغنم، وعدِّنا (معرفة عدَدنا) كرؤوس أشجار “الدَّفْلَةِ” المزهرةِ، ولم أقل النخيل، كَمُناصرين لهم وهم لنا كارهون، وذلك قبل الاستحقاق الموعود.

هكذا إذن، ثم عمّمْتُ حتى خرجتُ بحكمٍ عن حالةِ واقعٍ يهم البلاد العربية كمفكر راشد، ولم أنعت أحدا. ومن يعرف منهجا علميا آخر في دراسة النوازل فليأتني به.

فهل استوعبتم الآن لماذا همست في آذانكم حتى لا يسمعني؟

لم أقُلْ بَعْدُ لكم شيئا.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M