قراءة في كتاب المختار من «تعظيم المنة» و«المعيار» (ج1)

20 سبتمبر 2013 14:10

طيب العزاوي

هوية بريس – الجمعة 20 شتنبر 2013م

في بدع العبادات والعادات والطرقية

العنوان: المختار من “تعظيم المنة” و”المعيار”  في بدع العبادات والعادات والطرقية .

المؤلف: الشيخ الدكتور إسماعيل الخطيب رحمه الله، من علماء تطوان، رئيس المجلس العلمي لعمالة المضيق/ الفنيدق، وعضو بالمجلس العلمي الأعلى.

الأجزاء: جزء في 204 صفحات.

المحتويات: تمهيد وقسمان وملحق، ثم فهرس للمراجع والمصادر، تفصيلها كالتالي:

تمهيد: وقد جعله الشيخ رحمه الله بيانا لسبب تأليف الكتاب، فقال رحمه الله: غزت المجتمعات الإسلامية -منذ عصور- بدع ساهمت في تقويض أركان المجتمع الإسلامي، وعملت على إبعاد الناس عن مصدري الحق -الكتاب والسنة-.

ولقد عمل طائفة من العلماء -على امتداد عصور الانحطاط- على مقاومة هذه البدع، بجميع الوسائل المتاحة لهم، فكتبوا المصنفات في التعريف بالبدع والتحذير منها، ولاقوا في سبيل نصرة السنة ومقاومة البدعة من مجتمعاتهم الكثير من العنت.

واليوم -يقول الشيخ- ونحن نعيش في هذا العصر الذي طغت فيه البدع أيما طغيان، وعز فيه الحاملون للواء السنة والذابون عنها، يجدر بنا بل يجب علينا أن ندعوا الناس -بكل وسيلة- للعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله، وأن نبين لهم أنه ليس كل ما توارثه الناس واعتادوه هو من الدين…

إلى أن قال رحمه الله: ثم هناك أمر آخر، فكثير من أهل البدع يحاولون أن يدعموا بدعهم بنسبتها للمذاهب، خاصة للمذهب المالكي، حتى غدا مذهب إمام دار الهجرة عند هؤلاء مشجبا يعلقون عليه كل مرقعة مهلهلة، بينما مذهب الإمام مالك إنما يستمد تصوراته واجتهاداته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وكلنا -يقول الشيخ- نعلم ما كان عليه الإمام مالك من محافظة على السنة، ومن تأس بالرسول عليه الصلاة والسلام، وهو الذي كان كثيرا ما يتمثل:

وخير أمور الدين ما كان سنة ::: وشر الأمور المحدثات البدائع.

ثم بين الشيخ رحمه الله تبرأ الإمام مالك وغيره من الأئمة من البدع والمخالفات، وأنهم لم يسكتوا عن البدع، غير أن هذا لا يعني أن الجو قد خلا من دعاة البدع والضلالات، ففي كل عصر-يقول الشيخ- يوجد منحرفون عن الكتاب والسنة يرفعون لواء الضلالة، كما يوجد من أدعياء العلم من يساند البدع بكلامه أو سكوته.

ثم بين رحمه الله أن القيام بواجب النصيحة، وإحياء تراث سلفنا، جعله يجمع بين كتابين لمؤلفين مغربيين عاش أولهما خلال القرن التاسع، والثاني خلال القرن الثالث عشر، ويجمع بينهما أنهما جمعا من أقوال العلماء ما يدعو للرجوع إلى السنة، وبيان البدع والمحدثات التي انتشرت في مجتمعاتنا.

ثم بين الشيخ رحمه الله، الأول منهما وهو العلامة أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي، وكتابه “المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي علماء إفريقية والأندلس والمغرب” وهو من أهم كتب النوازل، وقد تعرض الكتاب -كما أفاد الشيخ- للكلام على كثير من البدع التي لا زالت منتشرة إلى اليوم رغم ما قام به العلماء منذ عصر الونشريسي وقبله من محاربة لها.

ثم بين الثاني وهو العلامة أحمد بن خالد الناصري السلاوي، وكتابه “تعظيم المنة بنصرة السنة” من أهم الكتب التي كتبها علماء المغرب في بيان البدع والتحذير منها، فقد ألفه العلامة الناصري -يقول الشيخ- لبيان بدع العبادات والعادات المختلفة، وركز على ما قامت به الطرقية المنحرفة من نشر للبدع وترويج لها.

قال الشيخ رحمه الله: “ومما يجدر التنبيه إليه هو أن جل البدع والمحدثات دخلت المجتمع الإسلامي عن طريق دعاة التصوف وأتباع الطرقية، الذين سمحوا لأنفسهم بسبب منهجهم البعيد عن منهج الكتاب والسنة أن يحدثوا في الدين ما لم يأذن به الله؛ وهذه كتبهم وأعمالهم تشهد لهم بالسبق في هذا الباب…

إلى أن قال رحمه الله: والمتتبع لحركة البدع يرى أنه كلما انطمست بدعة إلا وظهرت في مكانها بدع أخرى، فهناك بدع ذكرت في “المعيار” لا نجد لها أثرا اليوم، وهذا الأمر يساعد الباحث على دراسة ظهور البدع وانتشارها والعوامل المسببة لذلك”.

فصل: عقد الشيخ رحمه الله فصلا في التعريف بالعلامة الونشريسي وتلاميذه وجهاده في نصر السنة وقمع البدعة، وثناء العلماء عليه وعلى تقدمه في معرفة المذهب المالكي، حتى قال ابن غازي: “لو أن رجلا حلف بطلاق زوجته على أن أبا العباس الونشريسي أحاط بمذهب مالك أصوله وفروعه لبر في يمينه، ولا تطلق عليه زوجته لتبحره وكثرة إطلاعه وحفظه وإتقانه”.

ثم عرف رحمه الله بكتب الونشريسي، وخص كتاب “المعيار” بالتوضيح والثناء وبيان أهميته كمصدر لتاريخ المغرب، وأنه يتمم النقص الكبير الواقع في المصادر الموضوعية لتاريخ المغرب وبالخصوص في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مما يجعله مصدرا لا غنى للباحث المغربي عن دراسته واستخراج دفائنه.

فصل: ثم عقد الشيخ رحمه الله فصلا في التعريف بالعلامة الناصري وطلبه للعلوم الإسلامية، إلى جانب اهتمامه بدراسة الطبيعيات والإلهيات والتاريخ والجغرافية، مع الإلمام برسم الخرائط، وذكر الوظائف التي عمل فيها العلامة الناصري وثناء العلماء عليه، يقول عنه الحجوي: “كان المترجم علامة عصره، مشاركا متقنا حافظا دراكة بعيد الغور عالي الهمة حسن الأخلاق، له مكارم جمة تنبئ عن شرف أصله… وله القيام بإنكار البدع والرد على الطرق فيما خرجوا فيه عن السنة، وذلك في تاريخه وفي رسالة له تعظيم السنة…”.

ثم ذكر رحمه الله مؤلفات العلامة الناصري، وخص كتاب “تعظيم المنة بنصرة السنة” ببيان سبب تأليفه وثناء العلماء عليه ومحاربة دعاة البدعة له…

يقول العلامة الناصري: “ولما رأيت الجهل أفضى بالناس إلى هذه الحالة، حملني ذلك على أن أجمع تأليفا يشتمل على كثير من البدع الفاشية في الناس، لعل الله تعالى ينفعهم به، وما ذلك عليه بعزيز، فهذا هو السبب في وضع هذا الكتاب”.

القسم الأول: بدع العبادات

وبعد مقدمة حافلة في التعريف بالبدعة عند المحققين من المذهب، وتحذير علماء الأمة منها منذ عهد الصحابة، وبعد بيان أن البدعة نقيض السنة “فهي بعبارة أسهل -يقول الشيخ-: كل ما لم يكن على عهد رسول الله وعهد أصحابه دينا يعبد الله به، أو يتقرب به إليه، من اعتقاد أو قول أو عمل مهما أضفى عليه من قداسة وأحيط به من شارات الدين وسمات القربة والطاعة…”.

شرع الشيخ رحمه الله في المقصود من هذا القسم، وقد ذكر لكل بدعة من الأدلة النقلية وأقوال الأئمة المالكية ما تطمئن به قلوب المؤمنين الصادقين، وتهدي الحيارى والموسوسين، فجاء كالتالي:

بدع المساجد: وذكر تحتها من البدع مع الأدلة على بدعيتها:

1-                 زخرفة المحراب 2- المسمع في الصلاة 3- الدعاء إثر الصلاة.

وأكتفي بنقل قولين، الأول للعلامة ابن الحاج في “المدخل”، حيث قال: “يستحب لكل واحد من المصلين أن يدعو لنفسه، ولمن حضره من إخوانه المسلمين، من إمام ومأموم، وليحذروا جميعا من الجهر بالذكر والدعاء وبسط الأيدي عنده؛ أعني عند الفراغ من الصلاة إن كان في جماعة فإن ذلك من البدع”.

والثاني للعلامة امحمد الرهوني في رسالة “التحصن والمنعة”، حيث قال: “وقد نصوا -أي علماء المالكية- على كراهية الجهرية على صوت واحد بعد الصلوات”.

4- بدع الأذان 5- التهليل 6- رواية الحديث 7- بدع الإمامة 8- إمامة الجهال 9- اتخاذ القبور مساجد.

ونقل فيه قول الشيخ زروق في شرح الرسالة: “ومن البدع اتخاذ المساجد على مقبرة الصالحين ووقد القنديل عليها دائما أو في زمان بعينه، والتمسح بالقبر عند الزيارة، وهو من فعل النصارى، وحمل تراب القبر تبركا به، وكل ذلك ممنوع بل محرم”.

وبعد أن ساق الشيخ رحمه الله الأدلة الدالة على التحريم، قال رحمه الله: “ومع هذا القول الصريح المحرم لبناء المساجد على القبور، فإن التساهل وقع في هذا الأمر، فابتليت بلاد المسلمين بهذا الرجس.

وزاد المغرب على المشرق: الدفن داخل المساجد، والذي أصبح تجارة رابحة لأصحاب الزوايا… فاستوت بذلك المساجد مع الكنائس، ووقع ما نهى الرسول عنه وحذر منه، والأمر لله وهو المسؤول أن يطهر القلوب من أوضار البدع”.

10- قراءة الحزب جماعة في المساجد: ومن الأدلة قول الإمام مالك حين سئل عن ذلك فكرهه: “هذا لم يكن في عمل الناس”؛ وجاء في “البيان والتحصيل” لابن رشد: “وأما اجتماع الجماعة في القراءة في سورة واحدة أو في سور مختلفة دون أن يقرؤوا على أحدهم فهو من البدع المكروهة، لم يختلف قول مالك في ذلك”.

11- اتخاذ المقاصير في المساجد.

12- النداء بالحضور للجمعة.

بدع شهر رمضان: وبعد توطئة في بيان أن شهر رمضان شهر القرآن، فرض الله صيامه وسن الرسول قيامه، فهو شهر عبادة: ليله ونهاره؛ قال الشيخ رحمه الله: “غير أن الشيطان سول للناس اختراع كثير من البدع ليحرمهم من ثواب هذا الشهر، وليضيع عليهم تلك الفرصة والربح العظيم، وقد تحول -في العصور الأخيرة- معنى شهر رمضان رأسا على عقب، فصار شهر السهر في اللعب واللهو، وزاد الطين بلة ظهور التلفزيون الذي صار يتفنن في إذاعة المسلسلات والأغاني إلى قرب الفجر، وبذلك فقد شهر رمضان عند أغلب الناس معناه، إلا فئة قليلة لا تزال محافظة متمسكة بدينها، محافظة على سنة نبيها.

وإنه لمن الواجب على علماء الأمة أن يعملوا -جهد طاقتهم- على إعادة المفهوم الحقيقي لشهر رمضان إلى أذهان الناس، وذلك بتوعيتهم بآي الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية، كما أن على حكام المسلمين أن يطبقوا توجيهات العلماء السديدة، حتى تعود لشهر الصيام مكانته بين المسلمين.

(يتبع)..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M