سر وجود الكوماندوز الصهيوني في هجوم نيروبي

24 سبتمبر 2013 11:17

هوية بريس – المفكرة

الثلاثاء 24 شتنبر 2013م

فجَّر المحلل للشؤون السياسية في صحيفة “هاآرتس” العبرية حقائق خطيرة حول تدخل وحدة كوماندوز صهيونية لمساعدة قوات الأمن الكينية في تحرير رهائن المركز التجاري.

 حيث كشف المحلل باراك رافيد في مقالة بعنوان “القاعدة الاستخباراتية الإسرائيلية في كينيا” عن أنه في الخامس عشر من شهر (مارس) من العام 2007 التقى دبلوماسي من السفارة الأمريكية في نيروبي مع المدير العام لوزارة الخارجية الكينية طوم أمولو، وخلال اللقاء أكد للدبلوماسي الأمريكي أن كينيا و”إسرائيل” تقيمان علاقات أمنية واستخباراتية وثيقة جدًّا من سنوات عديدة، كما أنهما تقيمان لقاءات تنسيق وتعاون في جميع المجالات وعلى كافة المستويات، على حد تعبيره.

وأضافت الصحيفة العبرية: “قال أمولو للدبلوماسي الأمريكي: إن “إسرائيل” بالنسبة لكينيا هي شريك إستراتيجي، وأنه – أي “إسرائيل” – تُشكل بالنسبة لكينيا ردًّا مناسبًا على الدول التي لا تُشاركنا في قيمنا التي نعتمد عليها ونمشي بحسبها”، على حد تعبيره.

ونقل المحلل عن مصادر رفيعة في تل أبيب قولها: إن العاصمة نيروبي تُعتبر في السنوات الأخيرة قاعدة للمخابرات “الإسرائيلية” على جميع أجهزتها من أجل محاولة فهم ما يدور في القارة السمراء، ومحاولة التعامل مع التهديدات الكثيرة التي تُحدق بالأهداف “الإسرائيلية” في إفريقيا، كما قالت المصادر.

وقال المحلل: إن العملية الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة ضد السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية أشعلت الأضواء الحمراء لدى أجهزة المخابرات في الدولة العبرية فيما يتعلق بتهديدات الإرهاب في إفريقيا، ولكن العملية التي نفذها تنظيم القاعدة ضد سياح “إسرائيليين” في فندق (برادايز) في بومباسا، ومحاولة إسقاط طائرة تابعة لشركة الطيران “الإسرائيلية” (أركيع) بواسطة صاروخ كتف في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2002، حولا الأضواء الحمراء إلى صفارات إنذار حقيقية، على حد وصف المحلل.

وتابعت الصحيفة العبرية قائلة: إنه بموازاة التعاون والتنسيق الأمني بين الدولتين، تُعتبر كينيا من الزبائن المهمين للصناعات العسكرية في الدولة العبرية، فقد قامت “إسرائيل” ببيع كينيا الأسلحة والعتاد العسكري، والأهم من ذلك أنها قامت ببيعها معلومات أمنية هامة جدًّا، بالإضافة إلى ذلك، فإن المئات من الجنود الكينيين تلقوا في السنوات الأخيرة تدريبات عسكرية في “إسرائيل”، وتم تأهيلهم من قبل الجيش “الإسرائيلي” لمكافحة الإرهاب، كما شارك في التدريبات مدربون رسميون وآخرون شبه رسميين.

وخلص المحلل إلى القول: إن التقارير التي نُشرت حول وصول قوات كوماندوز “إسرائيلية” إلى كينيا للمساعدة في تحرير الرهائن في المُجمع التجاري تتماهى وتتماشى مع العلاقات الأمنية والاستخباراتية الدافئة بين نيروبي وتل أبيب، وأنه من المتوقع جدًّا أنْ تتوثق هذه العلاقات أكثر بعد هذه العملية، على حد قوله.

وبحسب المحللين، فإن لـ”إسرائيل” أهدافًا كبيرة من وراء تغلغلها في القارة الأفريقية وهي أهداف إستراتيجية؛ ذلك أن القارة السمراء تُشكل بالمنظور “الإسرائيلي” أهمية إستراتيجية كبيرة، لعدة أسباب: امتلاك أفريقيا لممرات حيوية للتجارة الدولية ولمنافذ وموانئ بحرية هامة على المحيطين الهندي والأطلسي، امتلاك أفريقيا لإمكانات نفطية إذ قدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) مجمل الاحتياطي النفطي لأفريقيا بنحو 80 مليار برميل.

إلى ذلك، تشكل أفريقيا حاليًا ممرًّا هامًّا للتجارة البحرية “الإسرائيلية”؛ حيث يمر 20 بالمئة من هذه التجارة أمام سواحل القرن الأفريقي وفي مضيق باب المندب، كما أن رحلات (شركة العال) “الإسرائيلية” الرسمية إلى الشرق الأوسط تمر في سماء إريتريا ومن هناك تتجه شرقًا. بالإضافة إلى ذلك هناك الأهداف السياسية والتي تشمل سعي “إسرائيل” للخروج من عزلتها والحصول على المزيد من الشرعية الدولية، وإقامة علاقات دبلوماسية مع أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية كمدخل للقيام بنشاطات أخرى اقتصادية وأمنية، وكوسيلة لنفي الصورة العنصرية للدولة العبرية، من خلال القيام بنشاطات إعلامية وثقافية وتقديم مساعدات متنوعة، بالإضافة إلى السعي لكسب ودعم السود في أمريكا وللمواقف والمطالب “الإسرائيلية” على الساحة الأمريكية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M