شتان بين نسائنا ونساء السلف الصالح

13 يونيو 2015 21:25
شتان بين نسائنا ونساء السلف الصالح

شتان بين نسائنا ونساء السلف الصالح

سناء أزنود

هوية بريس – السبت 13 يونيو 2015

إن ما نراه من واقع نسائنا اليوم بعيد كل البعد عما كانت عليه نساء السلف الصالح، إنه واقع مخزي يحز في النفس ويدمي القلب، لقد ضلت المرأة المسلمة اليوم الطريق الصحيح وانساقت وراء رغباتها وشهواتها، فأصبح همها فقط المطعم والمشرب والملبس والمسكن والسفر وباقي ملذات الدنيا الفانية، ونسيت الآخرة وما يقرب إليها..

لقد كانت المرأة في عهد السلف الصالح تحي الليل بالصلاة، والدعاء وقراءة القرآن، وتوقظ زوجها وأبنائها لذلك، أما اليوم فهيتحي الليل بالسهر مع المسلسلات الهابطة، والأغاني الماجنة، والمجلات الخليعة، أو تحييه مع «فيسبوك» و«تويتر» وغيرها من وسائل الاتصال، ثم تنام عن صلاة الفجر ولا تستيقظ إلا بعد منتصف النهار، ولا تهتم لا لقيام الليل ولا لصلاة الفجر ولا لقراءة القرآن… بل تهتم فقط لبطل المسلسل وما سيقع له، فلا يفوتها ذلك..

لقد كانت المرأة توصي زوجها عندما يريد الخروج إلى عمله، فتقول له: يا أبا فلان، اتق الله فينا، ولا تأتنا إلا بالحلال الطيب، فإنا نصبر على الجوع ولا نصبر على حر نار جهنم.

 إنها الزوجة الراضية الزاهدة التي ترضى بما يملك زوجها سواء كان قليلا أو كثيرا وتصبر معه ولا تكلفه أكثر من طاقته..

أما اليوم فبدل أن توصي زوجها بالكسب الحلال، وترضى بالقليل، تقول له يا فلان إني أريد تجديد الأثاث، وأريد شراء أخر صيحات الموضة، وأريد السفر للمكان الفلاني وأريد كذا وكذا لأكون أحسن من فلانة وفلانة، فلا تراعي لا أحوال زوجها ولا إمكانياته المادية المتواضعة، فتحرضه بالكلام على أن يوفر لها ما تحتاجه بأي وسيلة كانت سواء شرعية أو غير شرعية، فلا يهمها سوى تحقيق شهواتها وتلبية رغباتها، فإن رفض زوجها متطلباتها، تشدد عليه بالكلام وتقول له «شوف سيدك فلان زوج فلانة أش عندوا وشنوا صنع» وغيرها من العبارات المشينة التي تجعل العقل يطيش من مكانه، وتجعل الدم يغلي في العروق، فيخرج الزوج المسكين وكلمات زوجته الرنانة في أذنيه، وليس همه سوى تحقيق رغباتها بأي وسيلة كانت، فيلجأ للاقتراض أو لشيء أخر لتحقيق متطلباتها وهو غير راض لا عن حاله ولا عن حالها..

لقد كانت المرأة إذا خرجت من بيتها تخرج فقط للحاجة وتخرج بكامل حجابها الشرعي، وتمشي في وقار وحياء وحشمة في جانب الطريق إما يمينا أو يسارا، وتدع وسط الطريق للرجال.. كانت حريصة على طلب العلم، والتفقه في دين الله، تربي ابنها على تقوى الله وعلى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى حب طلب العلم النافع لأنه سبيل الفلاح..

أما اليوم فهي تخرج بكامل زينتها، وبحجاب لا علاقة له بالحجاب الشرعي، تخرج من بيتها لحاجة ولغير حاجة كخروجها لمزاحمة الرجال بالأسواق، أو مخالطتهم في أماكن العمل أو لحضور مجالس النميمة والغيبة لتأكل لحوم الناس بالباطل أو غيرها، أو حضور الأعراس الماجنة، ثم تسير في وسط الطريق بين الرجال متمايلة ولا تبالي، بدون حياء ولا خجل ونظرات أشباه الرجال تلاحقها وهي في غاية السعادة لا يهمها شيء..

أما تربية الأجيال، فهي تربي ابنها على حب الأغاني والأفلام ولعب الكرة، فتجعل المغني والممثل واللاعب الفلاني قدوة لابنها، وتطمح أن يصير مثل أحدهم، لذلك أصبح عندنا جيل من الشباب جاهل بالدين لا يعرف الاسم الكامل لرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف سيرته ولا يعرف أزواجه، ولا يعرف أصحابه، جيل لا يعرف أركان الصلاة ولا شروطها ولا واجباتها، جيل لا يعرف كيف يتوضأ ولا كيف يغتسل، لا يعرف حتى أن يقرأ سورة الفاتحة قراءة سليمة، جيل إذا سألته من هي أول زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم يقول لك عائشة، إنه جهل مركب والله المستعان.

 أما إذا سألته عن اللاعب «ميسي» أو عن المغنية «شاكيرا» يجيبك بالتفصيل الممل، كأنه يعيش معهما، جيل إذا شُتمت أمي عائشة أو خديجة أمامه من قبل الروافض الخبثاء لا يهتم ولا يحرك ساكنا لأنه لا يعرف من هي أمه عائشة أو خديجة، فهو يعرف فقط أمه التي ولدته هذا إن كان يعرفها حقا. والله هذا سر تكالب الأمم علينا لجهلنا وهواننا وبعدنا عن دين الله تعالى لا نتعلمه ولا نعمل به، فنحن أمة بكت عليها الأمم مما نحن فيه والله المستعان..

لقد كانت المرأة تعين زوجها على طاعة الله وتساعده، وتشجعه على فعل الخير، ولا تشغله بنفسها وطلباتها التي قد يغني القليل منها عن الكثير، وتراعي شعوره وغيرته فيما يحب ويكره مما لا يخالف شرع الله، فلا تختلط بالرجال ولا تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها، تذكره بأحسن الألقاب، ولا تفشي له الأسرار، إذا لاحظت غضبه سارعت إلى إرضائه.

وخير مثال على ذلك ما قامت به أسماء رضي الله عنها، حيث أبت أن تركب مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما تذكرت غيرة الزبير رضي الله عنه، وذلك حفاظا على مشاعره، مع أن الذي ستركب معه هو خير البرية، فآثرت أن تمشي مسافة طويلة، وتتحمل المشاق الجسيمة حفاظا على شعور زوجها… أما اليوم فحدث ولا حرج عن تصرفات الزوجة التي لا تمت بأي وجه لما كانت عليه زوجات السلف الصالح والله المستعان..

فأين أنت غاليتي من نساء السلف الصالح… أما آن لك أن تسيري على دربهن..

ما أحوجنا في ظل هذه الظروف أن نمعن النظر في صفحات كتب السير لنعرف ما كانت عليه نساء السلف الصالح، لكي نقتدي بهن، ونسير على دربهن، فو الذي نفسي بيده بمثلن نفتخر، وبمثلهن تتقدم الأمة الإسلامية.

فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يصلح نساءنا وأن يهديهن إلى طريق الرشاد…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M