الشيخ عمر القزابري يكتب: بادر قبل أن تغادر

19 يونيو 2015 17:09
الشيخ عمر القزابري يكتب: بادر قبل أن تغادر

الشيخ عمر القزابري يكتب: بادر قبل أن تغادر

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

الجمعة 19 يونيو 2015

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أحبابي الكرام:

إن أهم أوطارك من الدنيا تزودك منها، فالبدار البدار قبل إشخاصك عنها، كيف لا تتنبه لمكرها، وهي القائلة بملء فيها، أنا غدارة غرارة، ختالة ختارة، ثم إن النذير بمفاجأة رحيلك، يصيح بك في بكرتك وأصيلك، فسل نفسك: أين جهازك المعبأ؟ وأين زادك المهيأ؟

كأني بالمفرط قد فوجئ بركوب السفر الشاسع، والشقة ذات الأهوال والفظائع، وليس في مزوده كف سويق يفثأ من سورة طواه، ولا في إداوته جرعة ماء تطفئ من وقدة صداه، عندها يقول يا حسرتى لو أن يا حسرتى تغني، ويا أسفى لو أن يا أسفى تجدي، (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون، واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون، أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين).

أي عبد الله، لا تكن عاجز المنة، قاصر القوة، متعلقا بأذناب المعاذير، تحيل عجزك على المقادير، الطير تغدو خماصا وتروح بطانا، وأنت سادر في لهوك، غارق في سهوك، متبختر في زهوك، هذه حبال الإنقاذ، وهذه مواسم الإسعاد، وهذه فرص الإعداد، ومنح الإمداد، فلا يحملنك لؤم الطبع والغريزة، وضعف العقل والنحيزة ،على الإصرار على طيشك وسفهك ، والاستمرار في غيك وعمهك ،أي عبد الله :لا تكن جامحا لا ترجع، ومضبا لا تنزع، ومضرا لا تقلع، تلقى الوصية بالاطراح، وتدفع الطاعة بالراح،

أيها الأحباب: ها هو ميدان المناجاة، وشهر النجاة، ها هو قد فاح عطره، وتضوع نشره، واستبشرت قلوب الأنقياء لوصوله، وانتشت نفوس الأتقياء من فرط حبه، فرصة نجاة ممدودة، في فترة وقت محدودة، وتحت ظلال أيام معدودة، فطوبى لمن وعى، وسارع ورعى، وعلم أن ليس للإنسان إلا ما سعى، ها هو الشهر قد وصل، أما تشعر بالخجل؟ إمهال ربك لك، ولطفه بك، ظاهران في تمكينك من إدراك هذا الشهر، وهو نداء خفي، ولطف حفي، من رب كريم..

يقول لك: قد أمهلناك وما أهملناك، فإن رجعت إلينا قبلناك، فلا تضيع الفرصة، فتؤول إلى غصة، فوالله الذي لا إله إلا هو، إن هناك أقواما تحت الثرى، لو أعطوا فرصة الكلام، لقالوا للأنام، استغلوا أنفاس هذه الأيام، وتعرضوا للنفحات العظام، فإننا قوم قد علمنا الحقائق، أهيل علينا التراب، وهجرنا الأهل والأحباب، وخلي بيننا وبين أعمالنا، وأنتم في وقت عمل، ومنحة أمل، فاستغلوا الأعمار، قبل أن يسدل الستار..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M