د. البشير عصام: تفوق الفتيات في الباكالوريا لا يدحض الحديث النبوي.. (رد على مقال بـ«هسبريس»)

06 يوليو 2015 17:16
د. البشير عصام: تفوق الفتيات في الباكالوريا لا يدحض الحديث النبوي.. (رد على مقال بـ«هسبريس»)

د. البشير عصام: تفوق الفتيات في الباكالوريا لا يدحض الحديث النبوي..  (رد على مقال بـ«هسبريس»)

هوية بريس – د. البشير عصام

الإثنين 06 يوليوز 2015

ثبت في الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم عيد إلى المصلى، فمر على النساء، فقال لهن: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار.

قلن: ولم يا رسول الله؟

قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن.

قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟

قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟

قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها.

قال: أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم؟

قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها“.

والتعليق في نقاط مختصرة، لا أجد الوقت لبسطها:

– ليس في الإسلام تسوية بين الرجل والمرأة، وإنما يوجد عدل مطلق في التشريع بين الجنسين. والحالُ أن التسوية -مع وجود الفروق الواضحة في البدن والطباع والوظيفة الإنسانية- ظلم محض، لا يقبله العقل السليم، ويتنزه عنه شرع رب العالمين.

– الأصل في المسلم أن يذعن بقلبه وعقله وجوارحه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، متى صح إسناده. ومن علامات الهوى: أن يضيق الصدر بالحديث الصحيح، فيسعى إلى تلمس التأويلات المتعسفة، والتفسيرات المستكرهة، والدعوة إلى الاجتهاد في الشرح.. كل ذلك لتَسلم أصول الغرب المقررة، التي تُهدَر لأجلها أصول الشريعة.

– خير ما يفسر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو كلامه. وقد جاء في الحديث ذاتِه شرح نقص العقل والدين بما لا يحوج إلى تكلف شرح آخر.

– أحال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في نقص العقل على نقص الشهادة، وهو حكم قرآني إجماعي. فمن ضاق صدره بالحديث، فسيضيق بالقرآن أيضا. لكن الغالب على القوم أنهم لا يصرحون، لهيبة القرآن في قلوب الناس.

– “المرأة ناقصة عقل” لأنها تغلّب عاطفتها في المواطن التي تحتاج إلى عقل حازم، لا إلى عاطفة فائرة. ومن تلك المواطن: موطن الشهادة في القضاء. ولأجل ذلك جعلت شهادتها في هذا الموطن بنصف شهادة الرجل، واحتيج إلى أن تشفع بأخرى، وعلة ذلك في قوله تعالى: (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى).

والحمد لله الذي خلق النساء هكذا، كما خلق الرجال بعكسهن؛ وإلا لم يحصل التكامل الذي به قوام المعيشة وحسن العشرة.

والرجل يريد من المرأة -زوجة أو أما أو أختا- أن تكون ذات عاطفة جياشة، وحنان فياض؛ ولا يريد منها حزما ولا تعقلا!

والمرأة بعكس ذلك تريد من الرجل -زوجا أو أبا أو أخا- أن يكون ذا بصيرة وتعقل وحزم، ولا تريد منه أن ينظر إلى الأمور بمنظار العاطفة!

– فالحديث ليس له تعلق بالعقل بمعناه الاصطلاحي اليوم. ولأجل ذلك لم يمتنع الصحابة والتابعون والأئمة المجتهدون من أخذ العلم عن النساء العالمات. ولم يمتنعوا من نقل كلامهن في الوعظ والحكمة والفقه والفتيا والعقيدة وغير ذلك، مما يحتاج إلى ”عقل” (كما يفهمه أهل العصر).

فالأمر قديم معروف، لا نحتاج فيه إلى نتائج الباكالوريا اليوم!!

– المرأة مرأة، والرجل رجل! والمرأة تكون مهندسة أو طبيبة أو عالمة، ثم هي -قبل ذلك وبعده- امرأة، لا تفارقها طباع المرأة، إلا أن تكون من مسترجلات العصر، اللواتي همّ الواحدة منهن مساواة الرجل في كل شيء، ولو استطاعت أن تُنبت لحية في وجهها لفعلت! (كما أن الرجل لا تفارقه طباع الرجل أيضا، إلا أن يكون من المخنثين).

وهذا التمييز الفطري بين الجنسين، كان صحيحا في زمن النبوة، وهو صحيح اليوم، وسيبقى صحيحا إلى قيام الساعة. فأوضاع الفطرة لا تخضع لتقلب الأعراف، إلا على سبيل الفساد والانحراف.

– في الغرب -الذي هو قدوة بعض الإمعات عندنا، وحيث المساواة بين الجنسين في أعتى صورها- هنالك تخصصات يبدع فيها الرجال، ولا نصيب للنساء فيها، والعكس صحيح. ومن كان مطلعا على حال القوم جزم بذلك.

– لا يمكن حمل الحديث على المزاح، لأن السياق يأبى ذلك. ففي أول الحديث: ”إني رأيتكن أكثر أهل النار”. فهل يستقيم هذا الكلام مع مقام المزاح؟ ولو فرضنا أن الأمر مزاح، فإن رسول الله يمزح ولا يقول إلا حقا. فلا يتصور المسلم، أن يكون كلام الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- مخالفا للواقع أو لما ينبغي أن يكون عليه الواقع، لأنه خرج مخرج المزاح!

ومن كيد الشيطان بأتباعه، وقبيحِ مكره بهم: أن يخترع لهم أصولا جديدة ترد بها الأحاديث الصحيحة الصريحة، ما عرفها الأصوليون، ولا أثبتتها البراهين، ولا صحت في موازين العقول، ولا يمكن طردها كما تطرد الأصول!

والله الهادي إلى سواء السبيل.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M