عبرة بعد حريق مصنع أخشاب العبور بمصر: الحريق أفظع أنواع الابتلاء

29 يوليو 2015 14:00
لاجئة سورية تحرق نفسها بمخيم "الركبان"

عبرة بعد حريق مصنع أخشاب العبور بمصر: الحريق أفظع أنواع الابتلاء

هوية بريس – متابعة

الأربعاء 29 يوليوز 2015

كتب الدكتور محمد فرحات في حسابه على “فيسبوك” بعد حادث حريق مصنع أخشاب العبور بالقليوبية بمصر:

“عملت لفترة من حياتي كطبيب للطوارئ والحالات الحرجة.

رأيت ما يشيب له الولدان من حوادث، وإصابات من كل شكل ولون.

وحضرت وفيات بالعشرات.

ولكن بمرور الوقت اعتدت كل هذا، وما عاد يؤثر في مناظر الدماء، والجروح البشعة، والأوصال المقطعة.

اعتدت الصرخات والآهات.

إلا شيئاً واحداً!!!

لم اعتده أبداً، ومهما رأيت منه ، ومهما تعاملت معه ، لازلت أرتجف منه هولاً!!

إنه الحريق!!!

ظل منظر الجلد المحترق، ورائحة اللحم البشري المشوي مصدر فزع رهيب لي حتى الآن.

وأكثر ما كان يفزعني هو تلك النظرة الذاهلة، التائهة لضحايا الحريق.

من هول ما رأوا ظلت أعينهم متجمدة على لحظات الهول، ومشهد ألسنة اللهب التي لا ترحم.

كان أغلبهم يتجمد بهم الزمن عند لحظة الهول الرهيب.

كان أغلبهم، وخاصة مرضي حريق الدرجة الثالثة، لا يصرخون.

بل لا يتألمون أصلاً.

فقط الهول… نظرة الفزع السرمدي التي لا تستقر!!

و لم يكن لهم طلب إلا طلب واحد:

“عاوز أشرب… مية يا دكتور أرجوك”

مهما قرأت عن عذاب جهنم…

وهول عذاب جهنم…

لن تؤثر فيك الآيات كما تؤثر في!!!

مهما قرأت قوله تعالى: [وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ] فلن تتصوره كما أتصور!!!

كل هذا الألم تذكرته وأنا أقرأ خبر وفاة 25 شخصاً، وإصابة 22 إثر حريق مصنع للأثاث في منطقة العبور.

فاللهم أغفر لكل من توفي، وأجعلها له شهادة.

وأشف كل مصاب، واجعلها له أجر.

واعتق رقابنا من نار جهنم”.

وكان الدكتور مجدى لاشين وكيل وزارة الصحة بالقليوبية أكد أمس، أن حادث حريق مصنع أخشاب العبور أسفر عن وفاة 24 حالة وإصابة 22 آخرين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M