تيار العلمنة والانحلال يهدد استقرار المملكة

07 أغسطس 2015 21:38
تيار العلمنة والانحلال يهدد استقرار المملكة

تيار العلمنة والانحلال يهدد استقرار المملكة

ذ. أحمد اللويزة

هوية بريس – الجمعة 07 غشت 2015

توالت الأحداث والمواقف والتصريحات والفعاليات واللقاءات التي تبناها العلمانيون دعاة الانحلال ببلدنا، وذلك بشكل يبدوا وكأنه مدروس ومخطط له بعناية، كل ذلك يدور في فلك الاستفزاز والاستهانة بمقدسات الأمة والاستهزاء بشرائع الإسلام..

أحداث لم تأخذ لها نفسا، وتوالت بشكل مريب، واتخذت لها من شهر الغفران والإنابة زمنا لترمي بنفايات أفكارها وزبالة قيمها حيث الناس نفوسهم تميل إلى الطاعة، وحيوية الإسلام تنتعش في قلوبهم، وما ذلك إلا إمعانا في الاستفزاز وإبلاغا في الاستثارة، وهو ما يطرح علامات استفهام حول هذا القصد والتقصد من هؤلاء الانحلاليين.

إن معاكسة هذه الشرذمة القليلون لتوجهات الأمة، وتحديهم لأعرافها وقيمها، وتجاوزهم لقوانينها وتشريعاتها، أمر يولد الأحقاد في النفوس، ويخرم السكينة والهدوء، ويشوش على الاستقرار الذي نتغنى به ولم ندرك قيمته، والذي يحسدنا عليه القريب والبعيد، لكننا لم نعمل على الحفاظ عليه، وسنبكي عليه كالنساء إذ لم نحافظ عليه كالرجال، إذا تركنا زمرة الفساد والانحلال تتحكم في رقبة الوطن وشعبه، وتدير أخلاقه وقيمه نحو هاوية الإفلاس الذي لا يأتي إلا بالفوضى وعدم الاستقرار. وهذا يتحصل من جانبين اثنين:

الأول أنهم يستجلبون غضب الله علينا وعقابه، لأنه يصدق فيهم قول الله تعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا)، ولا يخفى على ذي بصر ما يتملكه هؤلاء من مال مشبوه المصدر، وعتاد ووسائل كلها مسخرة للفسق والفساد، فإذا جاء أمر الله هلك الجميع إلا أن يشاء الله.

وقد قال عز وجل: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾، عندها فليعد الاستقرار قصصا تروى، ومآثر تبكى، وصورا للذكرى، وذلك بما جنت أيدي بني علمان دعاة الانحلال ويعفو الله عن الكثير.

الثاني أنهم يستفزون الشعور المغربي بالانتماء إلى دين الإسلام مهما كانت المخالفة لتعاليمه -فالارتباط القلبي متين رغم كثرة الصوارف- وذلك يستوجب ردود الأفعال من عموم المسلمين؛ وما حدث خير دليل؛ من استنكار للباس الفاضح في نهار رمضان والسلوك المشين من مثلي فاس، من شباب لا تظهر عليهم علامات التدين أو الانتماء لتوجهات دينية، بل منهم من لو رآه الدواعش لأهدروا دمه، حتى لا يزعم الانحلاليون انتماءهم لداعش كما هو ديدنهم في الأكاذيب والأغلوطات.

يحدث هذا وما كان ينبغي أن يحدث، لأن المواطنين يرون تلكؤ الدولة في إيقاف هذه الشرذمة المتمادية في غيها عند حدها، من خلال تطبيق القانون، وحماية قيمهم وصيانتها من عبث العابثين، ولئن قامت الفوضى التي يتولى كبرها الانحلاليون باستفزازاتهم المتكررة والمتشنجة والمتسارعة، فسلام على الاستقرار؛ لأنه لا أحد يتوقع ردود الأفعال ومآلاتها، وذلك ما يريده أعداء الاستقرار حيث يركبون على تلك الردود لتحقيق مآرب أخطر مما هو معلن وانظروا إلى حال الجيران.

إن الشباب اليوم لم يعد سهل التحكم ولا يرعبه القمع، وحتى العلماء الربانيون أهل الحكمة والأناة لم يعد لهم ذلك السلطان على عمومهم، لذلك وجب التدخل وبحزم صيانة للأخلاق وحماية للاستقرار الذي هو من أجل نعم الله التي لن تدوم إلا بالشكر ودوام الطاعة، وهو ما لا نراه مع ما يفعله المفسدون، فليدم الاستقرار والأمن فلولاه ما قامت دنيا ولا قام دين، وما ربنا بظلام للعبيد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M