لليوم الثاني على التوالي.. طنجة تخرج في وقفات حاشدة احتجاجا على قرار ترامب

هوية بريس – عبد الله أفتات

لليوم الثاني على التوالي، خرج المئات في مظاهرات متنوعة وبعدد من ساحات مدينة طنجة ، احتجاجا على إعلان ترامب جعل القدس عاصمة لإسرائيل، وحضر الوقفات مجموعة من الفعاليات المدنية بالمدينة، رافعين لافتات تشجب وتندد بالقرار سالف الذكر، مطالبين الإدارة الأمريكية بسحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعلى عكس مظاهرة أمس التي كانت ساحة الأمم وسط المدينة مسرحا لها، والتي لم تكن ناجحة وعرفت استنكارا من بعض الفعاليات والشخصيات المحلية، بسبب اختلاف الفعاليات الداعية إلى الوقفة حول طريقة تدبير الوقفة، ونوعية الشعارات المرفوعة، حيث شبهت من قبل بعض الرموز بـ”حلقيات جامع الفنا”، عرفت وقفات اليوم الجمعة بمحيط عدد من مساجد المدينة، وكذا الوقفة المركزية التي دعت إليها التنسيقية المحلية لدعم فلسطين التي تضم في عضويتها مكونات إسلامية ويسارية، نجاحا كبيرا تنظيما وحضورا.

أولى مظاهرات يوم الجمعة 8 دجنبر 2017 والتي تأتي في سياق “جمعة الغضب” لأجل القدس، انطلقت من الثانويات، وعرفت مشاركة حاشدة، ولعل أبرز مظاهرة تلك التي احتضنتها ثانوية أبي العباس السبتي إحدى أكبر الثانويات بالمدينة، حيث شارك فيها المئات، تلاميذ وتلميذات، وعرفت دقة في الشعارات، وتنظيما أشاد به الجميع.

محيط عدد من مساجد طنجة بدورها عرفت بعد أداء صلاة الجمعة، وقفات احتجاجية حاشدة تحت شعار “لبيك يا قدس”، استجابة لنداء “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، وكانت وقفات مسجد “محمد الخامس”، ومسجد “طارق ابن زياد” الأكثر حشدا وتنظيما، حيث رفعت شعارات قوية من قبيل “القدس إسلامية”، خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سيعود”، الموت الموت لإسرائيل”،  “يا ترامب يا ملعون القدس في العيون”.

الوقفة التي انتظرها الجميع، والتي دعت إليها “التنسيقية المحلية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومقاومة التطبيع بطنجة”، التي تضم في صفوفها تنظيمات إسلامية ويسارية بارزة، حاولت تجاوز اختلافات أمس الخميس، وعرفت مشاركة المئات يمثلون مختلف الأطياف السياسية والحقوقية والجمعوية والنقابية، وتعالت أصوات المشاركين في الوقفة بشعارات مناوئة لإسرائيل، ومنددة بقرار “ترامب”، مطالبة حكام العرب باتخاذ ردود فعل ومواقف قوية.

ومن الشعارات التي رفعت : “بالنضال والصمود والوفاء للقضية، ولدماء الشهداء، باب الأقصى من حديد، ميفتحو إلا الشهيد، باب الأقصى مولع نار، ميفتحو إلا الثوار”، “هذا عيب هذا عار صهيوني مستشار”، يا ترامب يا ملعون القدس في العيون”، “الموت الموت لإسرائيل”، “يكفينا يكفينا من الحروب أمريكا عدوة الشعوب”.

وكانت “التنسيقية المحلية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومناهضة التطبيع بطنجة” قد أصدرت قبيل انطلاق وقفة المساء بيانا حول اعتراف الرئيس الامريكي بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني، نددت فيه بقوة بهذا الاجراء الذي وصفته بـ”الجريمة  التي عرت الوجه الحقيقي للراعي الاول للصهيونية العالمية”.

واعتبرت التنسيقية في البيان الذي وصل الموقع نسخة منه، أن “هذا الاجراء الاستفزازي غير المسبوق يأتي استكمالا لمسلسل الاستيلاء على  فلسطين الذي ارست اسسه الحركة الصهيونية منذ عقود بدعم من القوی الامبرياليۃ العالميۃ بدءا من المملكۃ المتحدۃ التي احتفلت قبل اسابيع بالذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم في تحد صارخ لمشاعر الامتين العربية والإسلامية وصولا لما يروج علی انه صفقۃ القرن القاضيۃ المتعلقة بالبحث عن وطن بديل للفلسطينيين بسيناء المصريۃ”.

وتأتي الخطوة الأمريكية -يضيف البيان- “في ظل ارتهان الأنظمة العربية الرسمية بالأجندة الصهيو أمريكية وما المسار التطبيعي الذي سلكته جل تلك الأنظمة بدءا من اتفاقية كامب ديفد الملعونة مرورا بأوسلو فواد عربة وصولا لعلاقات شبه علنيۃ بين جل الرجعيات العربيۃ والكيان الصهيوني…”.

ودعت التنسيقية “الجماهير العربية للنفير العام والنزول الى الشوارع للضغط على الحكومات العربية لإجبارها على اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذه الجريمة التصفوية للقضية الفلسطينية”، كما دعت “المجتمع الدولي وأحرار العالم للوقوف في وجه تنفيذ هذا القرار الجريمة”.

وبعد أن أكدت التنسيقية أن القدس كانت ولا تزال وستظل العاصمة التاريخية والأبدية للدولة الفلسطينيۃ، وألا بديل عن المقاومة بكل أشكالها في مسار التحرير ، طالبت الفصائل الفلسطينيۃ لمواصلۃ مسلسل المصالحة والاسراع إلى إنهاء الانقسام الداخلي ما من شانه تقويۃ الصف الداخلي في مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية.