كلنا من أجل مساعدة الطفلة أية
هوية بريس – فاطمة الزهراء بكوش
الثلاثاء 02 شتنبر 2014
لطالما سمعت بأن الفقر ليس عيبا، لكنني كلما زاد عمري يوما إلا فطنت بأنها مقولة أطلقها الأغنياء لكبت جموح وغضب الفقراء؛ ربما لم يكن الفقر ليكون عيبا لو تساوى الفقير والغني أمام باب العدالة، لم يكن الفقر ليكون عيبا لو تساوى الفقير والغني أمام باب المدرسة، لم يكن الفقر ليكون عيبا لو حصل الفقير والغني على نفس فرص العمل، ربما لم يكن الفقر ليكون عيبا لو تلقت الطفلة “أية” أحسن أنواع العلاج وفي أحسن المستشفيات وشاركت نفس الأسرة مع بنت بنجلون أو برادة أو بنكيران، حينها سنرضى بالفقر ونقول أن الفقر ليسا عيبا.
في وطني الحبيب يجلد الفقير مائة جلدة في اليوم ليحصل على لقيمات لا تغني ولا تسمن من جوع، في وطني يداس على كرامة الفقير في جميع الإدارات والمرافق العمومية، في وطني لا يستطيع أن يحصل الفقير على “عقد ازدياد” وهو أبسط حقوقه إلا بعض إذلال وتحقير وإهمال له في “البلدية”، في وطني ليس الفقير كالغني والفقر أكبر العيوب ،لأنكم يا أفراد وطني تقدسون المظاهر وتعبدون الدراهم، فليس عامل البناء البسيط كصاحب السيارة الفاخرة والبذلة الرائعة أمام الموظف العمومي.
“أية” اعذرينا أية وسامحينا لأننا نشتري هواتف بآلاف الدراهم، ونقضي عطلة الصيف في أرقى الفنادق، ونركب سيارات بالملايين، لكننا لا نستطيع أن نساعدك فهناك من هم أغنى منا ويملكون أكثر منا، هم أولى بمساعدتك؟؟؟ اعذرينا أية لأننا لن نحس بآلامك وآهاتك لأنها لم تنبع منا أو من أبنائنا أو أحد أقاربنا، اعذرينا أية فنحن لا نحس ببعضنا ولا تهمنا مؤاسي غيرنا ، فالـ”جميع إلى جهنم ما دمت أنا في الجنة”.
ويل لأمة تبكي لمسلسل العشق الممنوع، ولا تبكيها طفولة تضيع، كيف يسير الإنسان رخيصا عند أخيه الإنسان إلى هذه الدرجة، “أية” طفلة لم تختر أن تولد في عائلة فقيرة، ولم تختر أن تولد مريضة، أية طفلة بريئة لم تعلم بعد لماذا كل هذه الدموع في عيني أبويها، ولم تدري لماذا ينظر إليها الناس بمثل تلك النظرات الدامعة.
“أية” هي طفلة أولا وقبل شيء لها الحق في اللعب والصحة مثلها مثل جميع أقرانها، “أية” مواطنة مغربية لها الحق في العلاج بالمجان ولها الحق في العيش الكريم هي وعائلتها.
“أية” أحق بأن لا يصرف درهم واحد من صندوق المال العام على مهرجانات وحفلات وأن يصرف لعلاجها وضمان مستقبل ناجح لها.
“أية” ليست فقط فقيرة لن يسمعها أحد حتى إن صرخت من الوجع، لا فـ”أية” إنسانة يحق لها أن تعيش بكرامة وأن تعالج بدون أن يسأل أبويها العون من أي إنسان، إنه حقها الذي اغتصبت فيه هي والعديد من أمثالها، وصار واجبا عليهم في كل محنة وكل مصيبة أن يطرقوا الأبواب جميعها قبل أن يصادفوا بصيصا من الأمل، ألم يكن حقا لهم أي يعالجوا دون أن يطرقوا أي باب؟؟
“أية” طفلة خلقها الله وبث فيها روحا كما بثها في بنت الوزير والملياردير، فكيف لا تتساوى معهم في الحياة؟
باسم “أية” وأسرتها أدعوا كل الناس أن يساعدوها لكي تعيش الحياة الطبيعية، لكي تلعب وتدرس وتكون أما في يوما من الأيام، أتمنى أن تنتهي مأساة الفقر العيب فيك يا وطني؛ وأن يصير لكل مواطن أي كان دخله واسمه الحق في العيش الكريم والعلاج الجيد والتعليم الممتاز.
ادعوا لـ”أية” بالشفاء.
شاهدوا مقطع فيديو نداء أبوي آية: