وأخيرا سقطت قلعة الجزيرة!…
عدنان المرابط
هوية بريس – الإثنين 29 دجنبر 2014
يبدو أن المقولة التي لطالما رددها مذيعو قناة الجزيرة، وهم في غالبيتهم يحملون فكر حسن البنا، بكون أن الجزيرة تمارس الحيادية والنزاهة وأنه لا دخل لقطر فيها قد سقطت أخيرا، وأي سقوط هذه المرة! ! سقوط مدوٍّ يا حبيبي!
في منشور آخر أشرنا البارحة إلى المصالحة القطرية المصرية وطرحنا العديد من التساؤلات لعل أهمها. هل هي مناورة قطرية أخرى لمحاولة الالتفاف على الضغوطات السعودية والإماراتية أم أن الضغوطات أكبر من قطر والجزيرة؟ ويبدو أن الجواب جاء سريعا…
فقبل ساعات قليلة تم إيقاف قناة الجزيرة مباشر مصر وجاء في البيان أن القناة ستتحذ مع قناة الجزيرة مباشر لتكونا قناة واحدة، بل ‘ن القناة ستخفف من تغطيتها للشأن المصري حسب كواليس تم تسريبها!
صحيح أن قناة الجزيرة الإخبارية الأم، لم تتضرر من هذا الصلح القطري المصري؛ لكن المشاهد والمتابع بدقة لسياسة تحرير الجزيرة الأم سيلاحظ أن القناة بدأت تصف السيسي بالرئيس ومرسي بالمعزول! وفي هذا رِبْحٌ كبير للمشير السيسي ودولته الجديدة!
في المقابل ومع سقوط قلعة الجزيرة الحصينة، ذات النزاهة والمهنية سابقا، سقطت قلعة “الثوريين” في تونس وأطل النظام القديم في صيغته “السبسية الجديدة” من قمم الديمقراطية وصناديق الاقتراع! في آخر الأخبار ولحد كتابة هذه الأسطر تشير الأخبار شبه الرسمية إلى تفوق السبسي على المرزوقي بأزيد من 55 في المائة! يبدو أن الغنوشي بصمته كان ذكيا سيقول أتباع النهضة في تونس ربما يحصلون على غنيمة ما من السبسي الذي يشبه اسمه! فالرجل هرِم ومعه “ستَهْرُم” ثورة تونس التي ما زالت في ريعان شبابها!!
اَاَاَه كم ألمني سقوط قلعة الجزيرة مباشر مصر لأنها كانت توجع نظام الانقلاب في مصر، هكذا سيصرخ حمزة زوبع الليلة في برنامجه على قناة مكملين “مع زوبع”. سيثني على قطر ويشكر أميرها ويوما ما سيهاجمها ربما!
هي همروجة الجزيرة إذن، هكذا سيُتحدث عنها الليلة في الأخطبوط الإعلامي المصري من الـ8 مساء إلى الـ4 صباحا! سيشكر عمرو أديب قطر وسينسى أنه سب وقذف أمير قطر ذات يوم! سينسى القوم أنهم كانوا يقسمون بأن قطر ولاية أمريكية تحركها الموساد وكل مخابرات العالم!
سيخرج بعض الإعلاميين المتضررين من قرار الصلح لإبداء رأيهم، بل سيهاجم بعضهم السيسي وستكون النيابة العامة جاهزة لإلصاق الحقائق بهم ولا أقول التهم لأنهم كلهم فاسدون مفسدون، سيصرخ حمزة زوبع في مساء اَخر بعد استيعابه للواقع!
قالها الدكتور يحيى أبو زكريا يوما ما! الجزيرة ستسقط وستحول لقناة تعرض الرسوم المتحركة! وعلل حضرته توقعه، بل واتهم السعودية بأنها ستسعى لذلك حتى لو ضحت بالغالي والنفيس! لكَ ذلك يا أبا زكريا قد صدقت!
الرابح الوحيد والأوحد من انهيار قلعة الجزيرة هي السعودية طبعا، ألم يأتك خبر القناة الإخبارية الجديدة التي ستنطلق من البحرين في بداية السنة الميلادية الجديدة.. لقد أطلق عليها القوم لقب قناة العرب! قيل أنها ستنافس الجزيرة ولم يُدرك مدريها الذي هو أمير سعودي، بأنه أذاع إعلان مجاني لقناة الجزيرة حين قال بأنه سينافسها! لا يعرف لغة الإعلام وعولمته فالرجل يملك قنوات “روتانا”، دعْكَ في مجالك معالي الأمير، نصيحة!
وأخيرا سقطت الجزيرة! سيقول الكارهون للجزيرة… سيفرح اللاديمقراطيون… سينزعج الإخوان المسلمون… سيتحدث الجميع عن القناة! أخشى على الجزيرة أن يطردها السبسي من تونس بعد الانحياز الواضح والفاضح للمرزوقي! لقد كنت البارحة أتابع تغطيتها وكأنها تريد القول بأن المرزوقي مرشح الثورة والسبسي مرشح الدولة العميقة! إذن لماذا دعمت النهضة السبسي إذا كان من الدولة العميقة! تساؤل لا نريد جوابه.
هي حرب الإخوة الخليجيين إذن… سببها مصر… وعنوانها قطر…! لقد نسينا تركيا! ربما سينجح مراد علمدار في إزاحة السبسي بعد القضاء على الماسونيين هذا هو سبب صمت أردوغان يضيف أحدهم!!
فاز السبسي إذن، وترسمت معالم دولة السيسي أيضا، وسقطت الجزيرة، ومعها سقط الربيع العربي مغميا عليه.
ترى هل ستتلاشى شهرة الجزيرة ومهنيتها رويدا رويدا كما خطط الخليجيون الأعداء أم أن للجزيرة خصوصياتها!؟