الإساءة للمقدسات الإسلامية جريمة؛ ولذلك وُوجهت الجريمة بجريمة… وكلاهما مدان!
عدنان المرابط
هوية بريس – الإثنين 19 يناير 2015
يبدو أن مجلة “شارلي إيبدو” الحقيرة لم تقف عند حدها وتتوقف عن الإساءة لخير البشر، فرغم العمل التفجيري الذي فخخ كيانها وقتل معظم رساميها، والذي هو عمل منبوذ ومدان مبدئيا، استمرت وما زالت هذه المجلة المنحطة في الإساءة لرموز الإسلام والذات الإلهية.
الغريب والعجيب كما تابعه الجميع عبر وسائل الاعلام أن ضحايا هذه المجلة جمع التناقضات؛ ففي المسيرة “العالمية” التي دعا لها القرار السياسي الفرنسي والتي قاطعها المغرب في موقف رفع رؤوس المغاربة عاليا، اجتمع جنبا إلى جنب زعماء الدول الغربية وبعض الأذناب العربية ووقفوا في صف واحد مع أكبر إرهابي على وجه البشرية، والذي تجاوز نيرون وهتلر في همجيته؛ يتعلق الأمر بنتنياهو اللعين الذي قبل أشهر قليلة مزق كيان غزة ودمر فيها الحجر والبشر والشجر!
الشيء المقزز والخسيس في تلك المظاهرة هو ظهور السيد محمود عباس في نفس الصف والخط الذي يسير فيه نتنياهو في مشهد مذل وحقير أشعرني أنا شخصيا بالقرف. فكيف لعباس أن يتباكى على 11 شخصا بينما بجانب منزله قتل آلاف الغزاويين قبيل شهور على يد الكيان الصهيوني ولم نر له رِكْزا! والمشهد الآخر والمقرف أيضا هو كيف لرجل يمثل السلطة الفلسطينية أن يسير في مسيرة فيها “نتنياهو” الذي يقتل أبناءه كل يوم ويحتل أرضه ووطنه ويدنس مقدساته؟!!
مشهد آخر من المسيرة/المظاهرة التي أظهرت أن الدم العربي لا يساوي شيئا مقابل دم المواطن الغربي، هو ذلكم التضامن والإذلال العربي وتقديم العزاء الزائد عن حده بل وتقديم القرابين من أجل أن يعفى عنا! فكل العرب ينكرون بأن ما فعل لا يمثل الإسلام بينما إذا صُنِع مثل ذلك العمل الإرهابي من طرف يهودي أو نصراني فلن تجد إلا بيانا عادي يندد….!! المهم أن الدم العربي والمسلم لا يساوي شيئا أمام المواطن الغربي “المتحضر”!
في الجهة المقابلة من هذا المشهد المحزن والمذل ومع تواصل المجلة الساخرة استهزاءها بالمقدسات الإسلامية، رأينا العجب في وسائل الإعلام العربية! فخذ مثلا في فضائية عربية خرج بعض “المثليين” والشواذ يدافعون عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم!
في فضائية اخرى أُتي بالفنانات والعاهرات والساقطات ليدافعن عن النبي محمد!!! وهو في الحقيقة اهانة للاسلام يضاهي ما صنعته مجلة شارلي ايبدو!
وفي فضائية إخبارية أخرى من فضائيات البترودولار رأينا أن بعض أبناء جلدتنا يؤيدون المجلة ويعتبرون ذلك من قبيل حرية تعبير! وأنا أقول بأن التفجير حرية قتل أيضا! إذا كان ذلك حرية الفكر والتعبير!! فهما سيان؛ فحريتهم تقتل وإرهاب المفجرين يقتل وإذا سلمنا بحرية الأول فبديهي أن نسلم بحرية الثاني!
في بلدي اليكم هذا المشهد المحزن المبكي:
بدر هاري الذي يقبل الفتيات على الطريقة الفرنسية والأمريكية وعلى المباشر يدافع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تخيلوا!!
الدفاع عن النبي محمد يا أيها الملاكم يكون بالتزام تعاليم الدين وليس بمجرد كلمات معسولة لا تسمن ولا تغني من جوع.
ثم إنك تملك أموالا هائلة، هل فكرت في دعم جمعية إسلامية أو إطعام الجائعين. لا بالعكس أصبحت رئيسا فخريا للنادي القنيطري من أجل مزيد من الفلوس.
اللعنة على مثل هكذا تصرفات عامرة بالنفاق.
ثم ما الفرق بين تضامن ميركل المستشارة الالمانية وبين بدر هاري لو قبِلنا جدلا تضامن بدر هاري!
ثم ألا يحق لنا أن نتعجب إذا رأينا المختار الغزيوي يدافع عن النبي وهو بالأمس مارس “الدياثة”… هذا كله سيؤدي في الأخير إلى القول بأن سعد لمجرد داعية إسلامي على طريقة الشيخ سار ومايسة سلامة الناجي… من فجور إلى فجور أشد منه!
كتب الشيخ أبو حفص مقالا حري بالتأمل في سطوره كان مفاده أننا أسأنا إلى نبينا من زمااااااااان وذلك قبل أن تأتي مجلة “شارلي ايبدو”. الشيخ قصد الانحطاط الأخلاقي والصناعي والاقتصادي والتبعية الغربية التي نعيشها فتلك أكثر إهانة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وكتب الدكتور فيصل قاسم أيضا كلاما حري بالوقوف عند مآلاته ومضمونه ومفاده؛ أن الإرهاب الذي قتل 11 شخصا في فرنسا لا يضاهي إرهابا دمر العراق وأفغانستان ولا يضاهي أيضا إرهابا هجر مليون سوري، ولا يضاهي أيضا إرهاب نتنياهو وشارون وو…
إذن ما حدث بمجلة “شارلي ايبدو” إن صدقنا الرواية الفرنسية إرهاب واجه إرهابا مثله. فالإساءة للمقدسات الإسلامية جريمة عند الفقهاء ولذلك وُوجهت جريمة بجريمة أخرى وكلاهما مدان.
فاللهم الطف بنا يا رب وانصر دينك..