بيان موقف علماء المالكية من الشيعة الاثناعشرية

01 مارس 2015 10:17
بيان موقف علماء المالكية من الشيعة الاثناعشرية

بيان موقف علماء المالكية من الشيعة الاثناعشرية

قاسم العلوش

هوية بريس – الأحد 01 مارس 2015

مقدمة

إن الحديث عن وجود متشيعين مغاربة، على معتقد الشيعة الاثناعشرية الفاسد، في وقتنا الحاضر يعتبر نذير خطر يوضح لنا بالملموس تراجع قوة ونفوذ مؤسسة العلماء بالمغرب عما كانوا عليه من قبل. إذا رجعنا للتاريخ نجد أن علماء المالكية كانوا أشد الناس وقوفا في وجه عقائد الشيعة الرافضة، الذين نصبوا العداء لله ولرسوله وللمؤمنين. إن عقائد الشيعة تقوم على الكذب على الله، وعلى رسوله، وعلى آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام. فقولهم أن الله عين في القرآن الكريم، علي بن أبي طالب وذريته من بعده أئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد كذبا على الله، إذ ليس هناك دليل قطعي في القرآن يبين هذا الأمر.

إذا كانت عقيدة إمامة علي وأبنائه من أصول الدين، بل من أهم أصوله كما يقول علماء الشيعة فيما يروونه عن أحد أئمة آل البيت كما يزعمون، فعن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: بُني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية.

قال زرارة: فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل ؟ فقال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن،…) [انظر الكافي 2 ص:16]. وهنا يلاحظ معي القارئ الكريم، أن الحديث ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما عن أبي جعفر.. والسبب هو أنه في معتقد الشيعة أن علي بن أبي طالب وأبناءه لهم نفس دور النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لهم الحق في التشريع. بل في نسخ الأحكام كما يقول علامتهم شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي في تفسيره “التبيان في تفسير القرآن”، وهو من المتقدمين وغيره من المتأخرين أيضا، مثل أبو القاسم الخوئي في “تفسيره البيان”.

وهذا ما يجعل الإسلام كله في خطر دائم، ومعرض للنسخ والتبديل بحسب مزاجية علماء الشيعة الذين نصبوا أنفسهم نوابا عن الإمام في ما يسمونه بزمن الغيبة، فالإمام عندهم دخل السرداب ولا يريد الخروج رغم دعائهم له بتعجيل الفرج، وهذا من أكبر الأدلة على مروق الروافض من شرع محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

إن الدين عند الشيعة الإمامية لم يكتمل بموت النبي صلى عليه وسلم، بل الأئمة هم من سيكمل الدين بعده، بل عندهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكمل رسالة ربه ولم يبلغ ما أمره الله أن يبلغه كما يقول إمام زمانهم المعاصر وزعيم ثورتهم الخميني -الذي ستكون لنا وقفة خاصة معه في بحث مستقل إن شاء الله- (وواضح أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقاً لما أمر الله به وبذل المساعي في هذا المجال لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت خلافات في أصول الدين وفروعه). [كتاب كشف الأسرار ص:55].

وبناء على ما سبق ينبغي أن يكون هناك نص على هذه الإمامة المزعومة في كتاب الله، مثل أصول الإيمان الستة المعروفة، الإيمان بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكذلك أركان الإسلام الخمسة الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج، فهي كلها مذكورة بنصوص قطعية في القرآن الكريم. فأين هي عقيدة الإمامة في علي وأحقيته هو وذريته في ذلك من دون الصحابة في القرآن الكريم؟، خاصة وان الشيعة تعتقد أن منكر إمامة علي وأبنائه كافر مخلد في النار، وإن صلى وصام وحج وأدى الزكاة، مع إيمانه بالله ورسله وكتبه وملائكته واليوم الأخر والقدر خيره وشره. كل هذا لا يشفع للمسلم عند الله يوم القيامة إذا كان لا يؤمن بعقيدة الإمامة في علي وأبنائه ولا يلعن أبا بكر وعمر وباقي الصحابة، لأن إمامة علي وأبنائه من بعده صارت شرطا في قبول الأعمال عند الله، فكل أعمال الإسلام من صلاة وزكاة وحج وصوم لا تساوي شيئا عند الله ما لم يكن هناك إيمان بولاية علي، ولكي يثبتوا هذه العقيدة الباطلة قاموا وكذبوا على رسول الله حديثا زعموا انه عن أنس بن مالك خادم رسول الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (فوالذي بعثني بالحق نبياً لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبل ولم يجيء بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل في النار) [بحار الأنوار: ج27 ص167 و170]. وهذا يبين أن دين الشيعة يقوم على القاعدة الفاسدة اعتقد ثم استدل، وعليها أقاموا للناس عقائد بحسب أهوائهم، ولترويجها قاموا يكذبون على الله عز وجل وعلى رسول الله صلى الله عليه.

كان لابد من هذه المقدمة المختصرة في بيان أساس عقيدة الشيعة الاثناعشرية -وهي الإمامة- كي نعرف على أي أساس اتخذ علماء وفقهاء المالكية موقفهم الرافض لعقائد الشيعة الإمامية؟ وهو ما سنبينه بحول الله في النقاط التالية:

أولا: خلو المذهب المالكي من علماء وفقهاء تلوثوا بالتشيع الإمامي الإثناعشري.

ثانيا: موقف الإمام مالك ممن يسب أو يلعن ويكفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثا: موقف باقي علماء المالكية من فرقة الشيعة الاثنا عشرية وسنعرض كل من القاضي عياض وأبي بكر بن العربي والقرطبي رحمهم الله أجمعين.

وقد اكتفينا بذكر هؤلاء الأعلام، وبيان موقفهم من معتقد ودين الشيعة الاثناعشرية، باعتبارهم أهم وأبرز من اشتهر من علماء المذهب المالكي في بلاد المغرب الأقصى، إضافة لصاحب المذهب، الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة.

أولا: براءة المالكية من التلوث بدين الشيعة الإمامية

لم يسلم باقي المذاهب الفقهية، الحنفي، الشافعي والحنبلي من اتصاف بعض علمائهم وفقهائهم بعقائد تخالف عقيدة السلف المبنية على الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الكرام، فإنك تجد فيهم الجهمي والمرجئي والخارجي والشيعي الرافضي، باستثناء علماء المالكية فقد وقاهم الله سبحانه من التلوث بشيء من عقائد تلك الفرق الضالة، ويؤكد كلامنا ما قاله الإمام القاضي عياض رحمه الله (544هـ) في كتابه (ترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك): (وقد نظرنا طويلًا في أخبار الفقهاء، وقرأنا ما صنف من أخبارهم إلى يومنا هذا، فلم نر مذهبًا من المذاهب غيره أسلم منه، فإن فيها الجهمية والرافضة والخوارج والمرجئة والشيعة إلا مذهب مالك رحمه الله، فإنا ما سمعنا أحدًا ممن تقلد مذهبه قال بشيء من هذه البدع…).

ومن ينظر في تراجم رجال كل مذهب من المذاهب الأخرى يتأكد له هذا الاستنتاج الذي وصل إليه القاضي عياض رحمه له بعد طول استقصاء وتحقيق، وهو ما يفسر لنا انعدام أية طائفية او تعددية مذهبية في بلاد المغرب منذ عهد بعيد، ووجودها لحد الآن في المشرق العربي، مع ما يترتب عن ذلك من تداعيات خطيرة تهدد أمن وسلامة واستقرار دول المشرق العربي. وعليه فإن المسؤولية ملقاة اليوم – وبقوة – على علماء وفقهاء المغرب، وعلى كل من له اهتمام بالشأن الدين -من قريب أو من بعيد- في هذا البلد الكريم، ليقوم بنفس الدور الذي قام بها سلفهم من فقهاء وعلماء المالكية رحمهم الله جميعا، لوقاية المغاربة من التلوث بعقيدة الشيعة الإمامية.

ثانيا: موقف الإمام مالك، إمام دار الهجرة، ممن يسب أو يلعن ويكفر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

لقد كان موقف الإمام مالك رحمه من الشيعة الرافضة، الذين يبنون دينهم على سب ولعن وتكفير كل أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما خلا ثلاث أو أربع، لأنه يزعمون أن الناس بعد وفاة النبي كلهم ارتدوا لأنهم كفروا بإمامة علي بن أبي طالب وبنيه باستثناء ثلاث أو أربع، موقفا واضحا لا يترك مجال للشك في أن مالكا رحمه الله كان يرى ضلال وزندقة بل وكفر الشيعة المبغضين لأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم الطاعنين في عرضه الشريف.

قال القاضي رحمه الله: (دخل هارون الرشيد المسجد، فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أتى مجلس مالك فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال مالك: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال لمالك: هل لمن سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيء حق؟ قال: لا ولا كرامة، قال: من أين قلت ذلك؟ قال: قال الله: ((لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)) [الفتح:29]، فمن عابهم فهو كافر، ولا حق للكافر في الفيء، واحتج مرة أخرى بقوله تعالى: ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ)) [الحشر:8]، قال: فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه وأنصاره، ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10]، فما عدا هؤلاء فلا حق لهم فيه). [ترتيب المدارك في أعلام مذهب مالك، ج2 ص:64].

هذه فتوى صريحة صادرة من الإمام مالك، والمستفتي هو أمير المؤمنين في وقته، والإمام مالك يُلحق هؤلاء الشيعة في هذه الفتوى بالكفار الذين يغتاظون من مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال هشام بن عمار: سمعت مالكاً يقول: ((من سب أبا بكر وعمر قتل، ومن سب عائشة -رضي الله عنها- قتل، لأن الله تعالى يقول فيها: ((يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)) من رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قتل)) (الصواعق المحرقة لان حجر الهيثمي، ص:384).

بل وقد شدد الإمام مالك على الشيعة الرافضة، بحيث جعلهم أسوأ أهل الضلال والزيغ، فقال رحمه الله فيما نقله عنه القاضي عياض في كتابه المدارك المشار إليه آنفا (2/49): ( قال مالك: أهل الأهواء كلهم كفار، وأسوأهم الروافض. قيل: النواصب؟ قال: هم الروافض، رفضوا الحق ونصبوا له العداوة والبغضاء).

قال الإمام مالك رحمه الله عن هؤلاء الذين يسبون الصحابة: ((إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلًا صالحا لكان أصحابه صالحين)). وسئل الإمام مالك رحمه الله عن الشيعة فقال: ((لا تكلمهم ولا ترو عنهم؛ فإنهم يكذبون)).

ما أصدق هذا القول من هذا الإمام في هؤلاء الأراذل! الذين سخّروا ألسنتهم ودماءهم وأجسادهم وأقلامهم في شتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعتبرون أن هذا الأمر شرط من شروط الإيمان، فلا يتم إيمان أحدهم -بل لا يبدأ إيمان أحدهم- إلا بهذه العقيدة السفيهة.

فهذا الإمام مالك رحمه الله يبين لنا في هذه المقولة الخط الواضح للشيعة، وأنهم لا يقصدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن القصد بالضبط هو النبي صلى الله عليه وسلم، لكن جبنهم وخوفهم من سطوة أهل السنة يجعلهم يتنازلون عن الإمام الأكبر إلى أصحابه، وهذا الخط الباطني منذ بدايته إلى يومنا هذا لا يخفى إلا على مغفل جاهل بحال هؤلاء الشيعة، زراعة اليهود والمجوس وثمارهم.

روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال مالك: ((الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم -أو قال: نصيب- في الإسلام)).

وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ)) [الفتح:29].

قال ابن كثير رحمه الله: ((من هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظه الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك)).

قال القرطبي: (لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدًا منهم أو طعن عليه في روايته، فقد ردّ على الله ربّ العالمين وأبطل شرائع المسلمين).

ثالثا: موقف باقي علماء المالكية من فرقة الشيعة الاثنا عشرية.

1- قال الإمام القاضي عياض رحمه الله (544هـ): (وكذلك نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم: إن الأئمة أفضل من الأنبياء))، والقاضي رحمه الله لم يكن يتكلم من فراغ أو يحكم على القوم بغير دليل وبينة، فقد قال المدعو ( روح الله الخميني) زعيم الثورة الإيرانية البائسة ما يلي: (إن للإمام مقاما محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لم يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ووردَ عنهم عليهم السلام:إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل) ( الحكومة الإسلامية ص: 52).

2- أما الإمام أبو بكر بن العربي فقد عبر أيضا عن موقفه بوضوح مثل إخوانه من علماء المذهب فقال في كتابه “العواصم من القواصم”: ((ما رضيت النصارى واليهود في أصحاب موسى وعيسى، ما رضيت الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل)).

3- قال العلامة القرطبي المالكي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (8/161): ((…وأما الروافض فليس قولهم مما يشتغل به ولا يحكى مثله، لما فيه من الطعن على السلف والمخالفة لسبيل المؤمنين)).

وقال رحمه الله (11/140): (( قيل لأبي عبدالله: فإن قال رجل: أنا أذهب إلى حديث أبي أيوب (حُبب إليّ الغسل) قال: نحن لا نذهب إلى قول أبي أيوب، ولكن لو ذهب إليه ذاهب صلينا خلفه، قال: إلا أن يترك رجل المسح من أهل البدع من الرافضة الذين لا يمسحون وما أشبهه، فهذا لا نصلي خلفه…)). وقال أيضا في (1/85): ((… وقد طعن الرافضة قبحهم الله تعالى في القرآن)).

وقال رحمه الله في (6/228): ((قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)) [المائدة:67] قيل: معناه أظهر التبليغ؛ لأنه كان في أول الإسلام يخفيه خوفًا من المشركين، ثم أمر بإظهاره في هذه الآية، وأعلمه الله أنه يعصمه من الناس، وكان عمر رضي الله عنه أول من أظهر إسلامه وقال: لا نعبد الله سرًا وفي ذلك نزلت: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ)) [الأنفال:64]، فدلت الآية على رد قول من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئًا من أمر الدين تقية، وعلى بطلانه، وهم الرافضة، ودلت على أنه صلى الله عليه وسلم لم يُسرَّ إلى أحدٍ شيئًا من أمر الدين؛ لأن المعنى: بلِّغ جميع ما أنزل إليك ظاهرًا، ولولا هذا ما كان في قوله عز وجل: ((وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)) [المائدة:67] فائدة)).

وبعد هذه الرحلة القصير في بيان موقف سادة وفقهاء المذهب المالكي رحمهم الله أجمعين من عقيدة الشيعة الاثناعشرية، وكيف أنهم وقفوا سدا منيعا في وجه أصحاب العقائد المنحرفة عامة والشيعة الرافضة على وجه الخصوص، تبقى المهمة اليوم منوطة بمن جعل نفسه قيما على الشأن الديني بالمغرب، كي يقوم بواجبه للتصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف المغاربة في دينهم وعقيدتهم، حيث تكالب عليهم الأدعياء والمغرضون ممن ينتحلون محبة أهل البيت، وأهل البيت منهم براء.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M